فيلم «نوح» يجدد الجدل بمصر حول تجسيد الأنبياء في الدراما

الرقابة وافقت عليه.. والأزهر دعا لمنع عرضه

TT

جدد الإعلان عن عرض فيلم أميركي يجسد حياة النبي «نوح» بدور العرض السينمائي الجدل في مصر حول تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية. وبينما رفض الأزهر الفيلم العالمي وخاطب السلطات المسؤولة بمنعه من العرض، قال مدير لإحدى دور العرض لـ«الشرق الأوسط» إن الرقابة وافقت على الفيلم وبدء عرضه يوم 26 مارس (آذار) الحالي، في حين هدد سلفيون بالاحتشاد أمام دور العرض لمنع عرض الفيلم عنوة.

وفيلم «نوح» إنتاج أميركي ويسلط الضوء على قصة الطوفان وإنقاذ البشرية من الفناء، وجرى تصويره في أيسلندا ونيويورك، وشارك في تأليفه ثلاثة مؤلفين هم أرونوفسكي وأري هاندل وجون لوغان، ويلعب دور البطولة في الفيلم ويجسد شخصية النبي نوح الممثل الأميركي راسل كرو، إلى جانب نجوم كبار من أمثال إيما واتسون وجينيفر كونولي ولوغان ليرمان وآنتوني هوبكنز.

وأعلنت شركة فور ستار الموزع للفيلم في مصر عرضه بدور السينما المصرية في نفس توقيت عرضه بالسينمات العالمية أواخر هذا الشهر. وأكد محمد عبد الحميد، مدير إحدى دور العرض في مدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة والتابعة لشركة فور ستار، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الرقابة المصرية لم تعترض على الفيلم ومنحت تصريحا بعرضه في 26 مارس الحالي، وجرى نشر صور برومو (موجز) الفيلم في جميع دور العرض، مقللا من دعوات اقتحام السينمات وقت عرضه.

ومن المقرر عرض الفيلم بمصر في نفس توقيت عرضه في الأرجنتين ولبنان وروسيا والبرتغال وأستراليا، بينما يعرض في أميركا وكندا وكولومبيا والهند والمكسيك يوم 28 مارس.

ورفض الأزهر عرض أي أعمال تجسد أنبياء الله ورسله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، معتبرا أنه أمر محرم شرعا، ويمثل انتهاكا صريحا لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور، وطالب وكيل الأزهر، الدكتور عباس شومان، الوزارات والجهات المعنية بالاختصاص بعمل اللازم لمنع عرض الفيلم بمصر، مؤكدا اتخاذ الأزهر كل ما يلزم من إجراءات لمنع عرضه، مشيرا إلى أن عرضه دون موافقة الأزهر يعد مخالفة صريحة للدستور.

وأضاف شومان أن هناك كثيرا من الفتاوى في العالم الإسلامي ترفض تجسيد الصحابة والأنبياء، وأن الحكمة من منع تجسيد الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت هي أن الممثل مهما أتقن دوره ومهما كان العمل الفني يتميز بأعلى درجة من الجودة والإتقان، فلا يستطيع أن يظهر الصورة نفسها التي كان عليها أحد الأنبياء أو العشرة المبشرين بالجنة.

فيما تحدثت دار الإفتاء المصرية عن أن «حرمة هذا العمل (الفيلم) أنه ينطوي على مجموعة من المفاسد مثل، كونه ليس مطابقا لواقع حياة الأنبياء، وأن التمثيل يعتمد على الحبكة الدرامية مما يدخل في سيرتهم ما ليس منها.. والمقرر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».

وهدد سلفيون بمصر بالاحتشاد أمام دور العرض لمنع عرض الفيلم، وقالت قيادات سلفية: «سوف نتظاهر أمام دور العرض فور عرضه». وقال الشيخ علي حاتم المتحدث باسم الدعوة السلفية، إنه «لا يجوز أن يجسد ممثل أجنبي أو غير أجنبي صورة الأنبياء والصحابة»، موضحا أنه عقب الانتهاء من تجسيد النبي سيعود مرة أخرى لممارسة أدواره السينمائية الأخرى كتجسيده لدور لص مثلا.

في المقابل، قال عبد الستار فتحي، مسؤول الأفلام الأجنبية بالرقابة على المصنفات الفنية في مصر، إن «الموضوع به مبالغة كبيرة.. كنت متحفظا في البداية قبل مشاهدتي للفيلم لمجرد سماعي أنه يقترب من تجسيد شخصية سيدنا نوح؛ لكن بعد ذلك وجدته بعيدا تماما عن شخصية النبي نوح، وهو عبارة عن رؤية لعهد قديم، ولم يستوح أحداثا أو قصصا من القرآن أو التوراة». وطالب «الجهات التي ترفض الفيلم بمشاهدته أولا ثم تقوم بالاعتراض أو إبداء الرأي».