إدانات فلسطينية لاقتحام وزير الإسكان الإسرائيلي الأقصى

مواجهات وإصابات واعتقالات داخل ساحاته

TT

استغل وزير الإسكان الإسرائيلي أوري آرييل عيد «المساخر» اليهودي وجال في زيارة استفزازية ساحات المسجد الأقصى أمس، وطالب بالحفاظ على «السيادة اليهودية في المكان»، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين المصلين وقوات الشرطة الإسرائيلية.

وقال آرييل، الذي اضطر إلى مغادرة المكان بعد وقت قصير بسبب المواجهات: «صعدت اليوم إلى جبل الهيكل، وأنوي الاستمرار في ذلك مستقبلا. أنا أطالب قوات الأمن بالعمل على الحفاظ على السيادة الإسرائيلية وتمكين كل يهودي من الصعود إليه بحرية».

وجاءت زيارة الوزير الإسرائيلي في وقت يثير فيه نواب كنيست إسرائيليون مسألة نقل السيادة على المقدسات من المملكة الأردنية إلى الحكومة الإسرائيلية، سعيا لتقسيم المسجد الأقصى وتمكين اليهود من الصلاة فيه. وقال آرييل: «إن فرض المشاغبين أمرا واقعا ومنع اليهود من الصعود إلى الجبل غير مقبول بتاتا».

وكان نشطاء يهود تابعون لمنظمات «الهيكل» نشروا دعوات على مواقع الإنترنت وفي الشوارع من أجل الاحتفال بعيد المساخر (بوريم) في المسجد الأقصى، تأكيدا على «يهودية» المكان وحق اليهود في بناء الهيكل المزعوم مكان الأقصى.

وأثارت هذه الدعوات وزيارة آرييل للمكان غضب الفلسطينيين، وأدى ذلك إلى مواجهات داخل ساحات الأقصى ألقى خلالها المصلون الحجارة والزجاجات على الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت القنابل الصوتية والرصاص المطاطي، مما أدى إلى إصابة فلسطيني بجراح. وكانت الشرطة حاصرت عددا من الشبان داخل الجامع القبلي المسقوف، ومنعت دخول الطلاب والطالبات والمصلين إلى الأقصى لفترة من الوقت. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت كذلك سبعة فلسطينيين لممارستهم «أعمال شغب» في محيط الحرم القدسي الشريف، في إشارة إلى محاولة عشرات الفلسطينيين اقتحام بوابات المسجد، لكسر الحصار عنه، وعن المصلين المحاصرين.

وعادة ما تؤدي زيارة مسؤولين إسرائيليين للمسجد الأقصى إلى مواجهات عنيفة. وفي عام 2000 قادت زيارة آرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إلى انتفاضة استمرت عدة سنوات. وحذر أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير ورئيس دائرة شؤون القدس، من خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات واقتحامات متكررة. وقال في بيان صحافي: «إن الأوضاع بمدينة القدس تزاد خطورة عن ذي قبل، فالاقتحامات لساحات الأقصى متصاعدة وبشكل شبه يومي، ما يعكس صورة خطيرة وينذر بعواقب وخيمة على مستقبل الحرم القدسي الشريف».

وطالب قريع الأمتين العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي على وجه الخصوص بالتصدي لسياسات وعدوان حكومة الاحتلال لوقف كامل أنشطتها وعبثها بالمسجد الأقصى، المتمثلة بالحفريات تحت أساسات المسجد، التي أدت إلى وقوع انهيارات أرضية وتشققات واسعة في الشارع الرئيس لحي وادي حلوة ببلدة سلوان بالقدس المحتلة.

كما أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية - خطيب المسجد الأقصى المبارك - الشيخ محمد حسين ما أقدم عليه وزير الإسكان الإسرائيلي من اقتحام ساحات المسجد الأقصى.