إعادة فتح المعبر الحدودي بين تونس وليبيا

اتفاق ثنائي لا يلبي مطالب سكان بن قردان

TT

استأنف معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا نشاطه أمس بعد توقف دام أكثر من عشرة أيام. وتوجت مفاوضات عسيرة بين الجانبين التونسي والليبي بالاتفاق على تشكيل لجنتين، إحداهما أمنية والثانية اقتصادية وتجارية، مهمتهما النظر في المشكلات العالقة وتيسير مرور العابرين والبضائع بين الطرفين. لكن ذلك الاتفاق لم يحظَ برضا سكان مدينة بن قردان التونسية، الذين يتعيش أغلبهم على عمليات التجارة الموازية مع ليبيا المجاورة.

وقال الحبيب شواط، والي (محافظ) منطقة مدنين التي يقع فيها المعبر، إن اللجنة الأمنية ستعقد اليوم (الاثنين) أول اجتماع لها للنظر في كيفية تأمين المعبر، بينما تعقد لجنة الملفات الاقتصادية والتجارية أول اجتماع لها يوم الخميس المقبل، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية التونسية، موضحا أن اللجنة الثانية ستجتمع بالتناوب بين مدينتي مدنين التونسية وزوارة الليبية.

ومن جهته أكد العقيد محمد جرافة، مدير الجانب الليبي من المعبر، أن الحوار والتفاوض بين الجانبين هو الطريق الأسلم لفض كل المشكلات العالقة، خصوصا الجوانب الأمنية، بينما قال رضا المحضي، رئيس جمعية الصداقة التونسية الليبية، لـ«الشرق الأوسط» إن المفاوضات، التي تواصلت بين الجانبين طوال يومي الجمعة والسبت الماضيين، كانت عسيرة على كل الأطراف. وأبدى تفاؤله بشأن حل كل الملفات وعودة النشاط الطبيعي لأهم معبر بين البلدين.

لكن دوائر أمنية وسياسية من الجانبين توقعت أن لا تدوم هذه الهدنة حول أهم معبر حدودي بين تونس وليبيا كثيرا، بل إنها تبقى مهددة من أكثر من طرف سواء من تونس من خلال أنشطة التجارة الموازية، أو كذلك من خلال الجانب الليبي من خلال كثرة المتدخلين والمسيرين للمعبر في ظل الاضطراب الأمني والسياسي.

وبعد ساعات من عودة النشاط إلى معبر رأس جدير، أبدى سكان مدينة بن قردان القريبة من المعبر رفضهم لما سموه بـ«المسكنات»، وقالوا إن «الاتفاق لا يلبي توقعات الأهالي».

وتشهد بن قردان مواجهات عنيفة بين شبان محتجين وقوات الأمن التونسية منذ أربعة أيام، بينما يطالب السكان بالتنمية والتشغيل وإيجاد حل نهائي لمشكلة المعبر. وقال ناشطون محليون إن «المشكل الاجتماعي القائم حقيقي ولا يتوقف على فتح المعبر، وإنما على معالجة واقع التهميش الذي تعاني منه المنطقة»، على حد تعبيرهم.

في غضون ذلك، أكدت مصادر أمنية تونسية أن شابا عمره 18 سنة لقي صباح أمس حتفه بالمنطقة العسكرية العازلة في بن قردان، بعد مطاردته من قبل الوحدات الأمنية وعدم امتثاله لها بالوقوف. وذكرت نفس المصادر أن شابا ثانيا نجا من الموت.