اشتباكات بين أنصار الإخوان وقوات الأمن في عدة مدن مصرية.. وأنباء عن قتيل

جامعة القاهرة فصلت 23 طالبا شاركوا في عمليات تخريب داخل الحرم

مظاهرات طلاب جامعة القاهرة من أنصار الرئيس المصري السابق خارج أسوار الجامعة أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت جماعة الإخوان المسلمين إن أحد أنصارها قتل غرب الإسكندرية أمس خلال مظاهرات دعت لها الجماعة، تحت شعار «الشارع لنا» في عدة مدن مصرية، للمطالبة بعودة الرئيس السابق محمد مرسي إلى الحكم، بينما فصلت جامعة القاهرة 23 طالبا قالت إنهم شاركوا في أعمال شغب داخل الحرم الجامعي الأربعاء الماضي خلال مظاهرات دعت لها الجماعة.

ويتظاهر أنصار جماعة الإخوان بشكل شبه يومي منذ عزل الرئيس السابق مرسي في يوليو (تموز) الماضي، على خلفية مظاهرات حاشدة ضد حكمه، لكن الجماعة التي تقود تحالفا من عدة أحزاب إسلامية صغيرة دعت أنصارها لتصعيد مظاهراتهم بالتزامن مع ذكرى الاستفتاء على تعديلات دستورية قبل ثلاث سنوات.

وقال الموقع الرسمي لجماعة الإخوان إن شابا يدعى مصطفى ياسين قتل خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين غرب الإسكندرية، لكن لم تعلن وزارة الصحة المصرية رسميا عن وقوع قتلى خلال مظاهرات الأمس.

وتظاهر المئات من أنصار الإخوان مجددا في عدة محافظات، لكن تلك الاحتجاجات جاءت أقل مما هو متوقع، مما يعكس بحسب مراقبين تأثير الضربات الأمنية المتلاحقة، وربما تغيير التكتيكات التي تتبعها الجماعة أيضا.

وأصدر القضاء المصري قبل أيام حكما يلزم الدولة بتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، بعد شهرين من قرار حكومي مماثل.

وتتحاشى جماعة الإخوان على ما يبدو الدخول في مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، بعد سقوط المئات من كوادرها في الاشتباكات التي شهدتها خلال الأشهر الماضية. ويقول مراقبون إن الجماعة تكتفي في الوقت الراهن باستمرار فعالياتها في مسعى لإزعاج السلطات الانتقالية.

وتقول السلطات الأمنية في القاهرة إن أعضاء جماعة الإخوان شكلوا تنظيمات عنقودية لتنفيذ هجمات ضد عناصر الشرطة. وتبدو هذه الاتهامات معقولة في ضوء تعليقات لكوادر بارزة في الجماعة تدعو لاستهداف قوات الجيش والشرطة، لكن البيانات الرسمية للإخوان تشدد على التزامها بالسلمية.

وقال القيادي الإخواني الشاب أحمد المغير على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «في مقابل من يتخذ السلمية شعارا له في مواجهة الاحتلال (العسكر) تحت مظلة عقيدة المجتمع الدولي الأمر الذي قد ثبت فشله وضعفه وعدم جدواه بالواقع العملي والنظري، أطرح أسلوب مواجهة يتخذ من السلاح شعارا له تحت مظلة عقيدة الإسلام». والمغير (هارب) مطلوب في عدة قضايا جنائية تتعلق بقتل متظاهرين.

وأحرق متظاهرون في محافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة سيارة تابعة للشرطة في شارع الهرم السياحي الذي يشهد منذ شهور خلال أيام الجمعة مواجهات عنيفة بين أنصار الجماعة وقوات الأمن. وقال شهود عيان إن السيارة كانت متوقفة على جانب الطريق بشارع الهرم ولم يكن بها أحد من طاقمها.

وأضرم مجهولون النيران بنقطة مرور على طريق «المحلة الكبرى - المنصورة» بمحافظة الغربية (غرب القاهرة)، فجر أمس، بعد قيامهم بإلقاء زجاجات حارقة على النقطة، وفروا هاربين. وقال شهود عيان إن النيران أتت على محتويات نقطة المرور.

وقال مصدر أمني إن رقيبا ومساعدا سريا بالشرطة وثلاثة مواطنين، أصيبوا أمس بطلقات نارية وكسور وجروح وكدمات، في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس السابق مرسي والأمن والأهالي بمدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية (شرق القاهرة)، مشيرا إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على ثلاثة أشخاص من المشاركين في المظاهرة.

وفي السويس، قال مصدر أمني إن قوات الأمن فرقت مسيرة لأنصار جماعة الإخوان في حي الأربعين. وقال شهود عيان إن المتظاهرين ردوا بإطلاق الألعاب النارية والخرطوش.

وفي غضون ذلك، قررت جامعة القاهرة فصل 23 طالبا قالت إنهم قاموا بأعمال تخريب وعنف بالحرم الجامعي ورفع علم «القاعدة» في مظاهرات يوم الأربعاء الماضي. وأكدت الجامعة في بيان رسمي لها أمس أنه جاري حصر آخرين شاركوا في أعمال التخريب التي شهدتها ساحة الحرم الجامعي في تلك المظاهرات.

وأضاف البيان أن الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، كلف فريقا من الشؤون القانونية بالجامعة والأمن الإداري بتفريغ مقاطع مصورة مسجلة عن طريق كاميرات الجامعة قبل تحطيمها خلال تلك المظاهرات وتحديد هوية وأسماء الطلاب الذين مارسوا عنفا وتخريبا.

وقال البيان إن الطلاب المشاركين في المظاهرات قاموا بتحطيم الباب الرئيس لإدارة كلية الحقوق وبعض المكاتب الإدارية، وبعض كاميرات المراقبة في مسعى لتعطيل العملية التعليمية.

وأشار بيان الجامعة إلى أنه تم إبلاغ النيابة العامة التي حضرت لمعاينة الخسائر والتلفيات بكلية الحقوق والهندسة، التي أصيب منها أربعة طلاب خلال الأحداث، وجرى تحرير محضر بالوقائع. وقال الدكتور نصار إن الجامعة اتخذت الإجراءات القانونية ضد الطلاب المتورطين في العنف والتخريب، مشيرا إلى أنه لن يتهاون في إعمال القانون مع الذين يمارسون عنفا وتخريبا بما في ذلك استخدام المادة الجديدة التي أضيفت لقانون تنظيم الجامعات لردع الطلاب المخربين والتي تسمح بالفصل من الجامعة، مضيفا أن إدارة الجامعة قررت إخلاء إقامة الطلاب المتورطين في أعمال العنف من المدينة الجامعية.