الرئيس اللبناني يحدد نهاية الشهر الحالي موعدا لاستئناف الحوار ويجدد رفض التمديد

أكد أن التهديد الإسرائيلي يحتم «استراتيجية دفاعية» تستفيد من طاقات «المقاومة»

TT

دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان أعضاء هيئة الحوار الوطني إلى استئناف جلسات الحوار وعقد الجلسة الحادية عشرة في 31 مارس (آذار) الحالي، لمناقشة التصور الذي قدمه حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان، في جلسة الحوار التي عقدت في 20 سبتمبر (أيلول) 2012 باعتباره «منطلقا للمناقشة سعيا للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية، ومن ضمنها موضوع السلاح».

وفي حين أكد سليمان أن أولويته «تسليم الأمانة للرئيس الخلف، وما فعله في عهده يسهل على الرئيس العتيد إدارة البلاد»، رافضا التمديد، عد «أن بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال، ومواصلة العدو الإسرائيلي لتهديداته وخروقاته للسيادة، تحتم علينا استراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازما مع حوار هادئ، للاستفادة من طاقات المقاومة، خدمة لهذه الاستراتيجية».

وأشارت رئاسة الجمهورية إلى أن «الدعوة جاءت في ضوء تشكيل حكومة المصلحة الوطنية الجامعة، وبالنظر إلى دقة التطورات الراهنة ولحجم انعكاساتها على الساحة الوطنية، ربطا بالأحداث المفصلية الجارية على المستويين الإقليمي والدولي. وانطلاقا من نهج الحوار الذي لا أرى بديلا منه للتوافق على كيفية مواجهة المخاطر المحدقة بلبنان، وفي مقدمها تلك المتأتية عن العدو الإسرائيلي، وعن الإرهاب، وعن السلاح المنتشر عشوائيا بين أيدي المواطنين والمقيمين».

وأوضح سليمان في حديث صحافي أمس أن ما قاله عن «ضلع المقاومة الذي كسره القتال في سوريا، جاء انسجاما مع خطاب القسم»، وقال: «أنا لم أتغير على عكس ما يشاع»، داعيا الجميع إلى «قراءة الفقرة المتعلقة بالمقاومة في خطابه الرئاسي الأول».

وأكد سليمان أن «الاختلاف السياسي لا يزعجه لأن إيمانه بالتنوع في هذا الوطن الغني بالتعددية يفرض عليه احترام الرأي الآخر». واستشهد بالبطريرك نصر الله صفير وطريقته في التعاطي الندي مع النظام السوري. وتابع: «ما فعلته في ولايتي يسهل على خلفي إدارة البلاد، ضميري مرتاح وفخور بإعلان بعبدا الذي سيكتشف الرأي العام قيمته بعد أن صار خارطة طريق وصمام أمان لتحييد لبنان».

وكرر شكره «للمملكة العربية السعودية التي دعمت الجيش اللبناني من خلاله شخصيا»، مضيفا: «مستعد لشكر أي بلد يقدم لوطني أي دعم من هذا النوع، سواء كانت السعودية أو غيرها. بالأمس قلت (شكرا قطر) على مساعدتها في تحرير مخطوفي أعزاز) وبالأمس القريب عدت وشكرتها على دورها في تحرير راهبات معلولا».

وعن وصفه لـ«ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة» المتعلقة بسلاح المقاومة، بـ«الثلاثية الخشبية»، قال: «ها قد وصلنا إلى ما قلته، وحزب الله نفسه تراجع عن تلك العبارة لتسهيل عملية التأليف، وقبل أن يستبدل بها ما ورد في البيان الوزاري، كما سبق واقترحت». وشدد على «ضرورة أن يكون للجمهورية رئيسها»، وقال: «قمت بواجبي لتأليف حكومة نالت ثقة أكثرية المجلس النيابي ومن الطبيعي والضروري أن يلتئم المجلس النيابي وينتخب رئيسا للجمهورية»، مبديا تخوفه في الوقت عينه من «الفراغ في الرئاسة».

يذكر أن جلسات الحوار الوطني التي تضم أبرز القادة السياسيين اللبنانيين كانت قد انطلقت عام 2006 وعقدت آخر جلسة لها في 20 سبتمبر 2012 تغيب عنها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والوزيران سليمان فرنجية وطلال أرسلان، إضافة إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وقد تقرر خلال هذه الجلسة التأكيد على ضرورة الالتزام ببنود «إعلان بعبدا» الذي ينص على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية، إضافة إلى الحرص على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية - السورية وعدم السماح بإقامة منطقة عازلة في لبنان وباستعمال لبنان مقرا أو ممرا أو منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين.