المعارضة تحكم قبضتها على كامل الحدود مع تركيا بسيطرتها على معبر كسب

الاشتباكات تصل إلى ساحل اللاذقية.. وداعش تعلن منطقة كردية بالرقة «عسكرية»

سوريتان تمران إلى جانب مصنع للسلاح تابع للجيش السوري الحر في يبرود بريف دمشق أمس (رويترز)
TT

أكد ناشطون سوريون أمس سيطرة مقاتلي المعارضة على آخر المعابر الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية في شمال غربي سوريا، وهو معبر رأس البسيط في كسب، بموازاة اندلاع اشتباكات مع القوات النظامية التي وصلت إلى آخر نقطة حدودية ساحلية مع تركيا في قرية السمرة.

ويتيح هذا التقدم لمقاتلي المعارضة، وجلهم من الإسلاميين، السيطرة على كامل المعابر الحدودية الشمالية مع تركيا، بعد سيطرتها في العام الماضي على المعابر الحدودية مع تركيا في إدلب وحلب والحسكة. ويعد هذا التقدم الأول من نوعه للمعارضة في المنطقة الحدودية الساحلية في محافظة ريف اللاذقية، وتأتي غداة استعادة القوات الحكومية السيطرة على كامل المنطقة الحدودية مع شمال لبنان. ويأتي التقدم الذي شمل السيطرة على مخفر حدودي وبعض المباني على أطراف مدينة كسب الحدودية، بعد أيام من إعلان «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام»، إطلاق «معركة الأنفال» في المحافظة الساحلية التي تعد معقلا مهما لنظام الرئيس بشار الأسد.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد صباح أمس، بتقدم كتائب إسلامية بينها «جبهة النصرة»، في اتجاه معبر حدودي وتخوض اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، مشيرا إلى أن المقاتلين «سيطروا على نقاط مراقبة حدودية، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على المعبر»، موضحا أن المقاتلين قصفوا بقذائف الهاون والصواريخ «مناطق في كسب، وسط إغلاق القوات النظامية طريق رأس البسيط - كسب بالتزامن مع استهداف الكتائب الإسلامية المقاتلة تمركزات القوات النظامية في المنطقة بالرشاشات الثقيلة». وقال المرصد إن «القوات النظامية لجأت في صد الهجوم إلى الطيران الحربي الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية التركية».

وفي موازاة تواصل الاشتباكات، أكد الناشط الميداني في ريف اللاذقية عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط»: «السيطرة الكاملة على معبر كسب، المعروف باسم معبر رأس البسيط»، مشيرا إلى أن مقاتلين تابعين للكتاب الإسلامية مثل «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام»، أحكمت سيطرتها على المعبر بعد اشتباكات تواصلت منذ ليل أول من أمس. وقال الجبلاوي إن «الاشتباكات متواصلة في قرية السمرة، هي آخر نقطة ساحلية حدودية مع تركيا».

وقال الجبلاوي إن «أغلب المقاتلين المعارضين تسللوا من مناطق تواجدهم في جبل التركمان إلى معبر كسب، فيما دفعت القوات النظامية بتعزيزات إلى المنطقة التي تتواصل فيها الاشتباكات، ويشارك فيها الطيران الحربي النظامي».

ولا يعد معبر كسب ناشطا في الآونة الأخيرة، بحكم إغلاقه من الجانب التركي، كما يقول ناشطون، وهو المنفذ السوري إلى ساحل لواء الإسكندرون بتركيا.

من جهته، قال الإعلام السوري بأن المقاتلين يشنون هجماتهم «من الأراضي التركية». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله: إن «وحدات من جيشنا الباسل تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية من الأراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية في ريف اللاذقية الشمالي»، مشيرة إلى مقتل 17 مقاتلا من هذه المجموعات بينهم «أمير جبهة النصرة» في الريف الشمالي في اللاذقية.

وكانت «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام» أعلنت الثلاثاء بدء «معركة الأنفال» وذلك «لضرب العدو بخطة محكمة في عقر داره»، في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، ووزعه المرصد السوري. وجاء في البيان: «إننا في الساحل السوري قد سحبنا السيوف من أغمادها، ولن تعود حتى يأمن أهلنا على أرض سوريا من ظلمكم، ويفك الحصار عن كل المدن، ويخرج الأسرى من غيابات سجونكم».

وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، أحد أبرز معاقل النظام السوري، وتضم مسقط رأسه القرداحة. وبقيت المحافظة هادئة نسبيا منذ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس (آذار) 2011. إلا أن المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض أريافها الجبلية، لا سيما في أقصى الشمال قرب الحدود التركية في جبلي الأكراد والتركمان.

وقال المقدم المنشق من الجيش النظامي عبد السلام عبد الرزاق لـ«الشرق الأوسط» إن التطور الأخير «يؤكد أن المعارضة قررت إطلاق معركة الساحل»، مشيرا إلى أن قوات المعارضة «تنفذ ضربات سريعة، هي أشبه بمعارك كر وفر، للسيطرة على سائر المناطق الحدودية في ريف اللاذقية». وقال: إن «الضربات التي يوجهها مقاتلو الجيش السوري الحر للنظام موجعة»، مشيرا إلى أن القوات الحكومية «تردّ بقصف جوي كثيف يستهدف معاقل المعارضة في بلدة سلمى والمناطق الجبلية المحيطة فيها». وقال المرصد السوري إن «القوات الحكومية قصفت قمة الصخرة الاستراتيجية، التي سيطرت عليها الكتائب الإسلامية المعارضة».

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، سحب كامل مقاتليه من الساحل وإدلب، الأسبوع الماضي، وسيطر مقاتلو «جبهة النصرة» على المقار التي كان يشغلها مقاتلو «داعش».

وفي الرقة، قال ناشطون سوريون إن عناصر «داعش»، دخلوا إلى قرية تل أخضر القريبة من مدينة تل أبيض في ريف الرقة، لتحويلها إلى منطقة عسكرية. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن مقاتلي «داعش» طلبوا من السكان مغادرة القرية: «وعندما رفضوا ذلك أرسل التنظيم إلى القرية رتلا عسكريا مكوّنا من عشر سيارات مزودة بالرشاشات الثقيلة وعشرات العناصر وأرغموا السكان على الخروج من القرية، حيث نزح معظمهم إلى الأراضي التركية فيما نزح قسم آخر إلى القرى المجاورة».

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري بمقتل 6 أشخاص بينهم طفلان و3 نساء من جراء قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة قدسيا، فيما نفّذ الطيران الحربي غارتين جويتين على محيط إدارة الدفاع الجوي المحاصرة من قبل مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة، بالقرب من بلدة المليحة، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية في المنطقة.

وأفاد بتعرض مناطق في بلدة فليطة لقصف جوي، وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى. وفي منطقة داريا بدمشق تظهر لقطات حملت على الإنترنت اللحظة التي تسقط فيها قوات النظام فيما يبدو قنبلة على أحد الأحياء. وتصاعدت سحابة كثيفة من الدخان بعد الانفجار.

كما استهدف المعارضون المسلحون منشآت حكومية في محافظة درعا ويشنون هجوما صاروخيا على ما يعتقد أنها نقطة تفتيش الصوامع وثكنات لقوات النظام.