نحات مخضرم يدرب الشباب على فنون النجارة في الساحل الشرقي

مارس مهنته منذ 50 سنة وشارك في المحافل الأوروبية

النحات يوسف المرحوم
TT

يقف الزائر لمهرجان الساحل الشرقي الثاني - الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع لجنة التنمية السياحية والأمانة وإمارة المنطقة الشرقية، والذي تقام فعالياته في متنزه الملك عبد الله بالواجهة البحرية بالدمام - لدقائق ينظر إلى «النحات»، وهي حرفة قديمة تكاد تندثر في وقتنا الحاضر؛ حيث ينحت على الأخشاب والألواح لعمل المجسمات التي تبرز الحياة قديما بجوانبها المختلفة.

ويشير النحات يوسف المرحوم إلى أنه يمارس النحت منذ 50 سنة، وقد شارك في الكثير من المناسبات والمهرجانات، منها مهرجان الجنادرية منذ العام الأول له وحتى المهرجان الماضي، كما شارك في الكثير من المحافل الخارجية في بلجيكا ومصر ولندن وغيرها من الدول، مضيفا أنه لا يقوم ببيع منتجاته نهائيا، بل يحتفظ بها أو يقدمها هدايا لبعض الجهات.

ويطمح المرحوم إلى تدريب جيل شاب من خلال المهرجان، وأن يكونوا متوارثي حرفة الأجداد كما توارثها هو بنفسه من أبيه وجده إلى هذا اليوم؛ بهدف تنمية المجتمع من خلال إتاحة الفرص لشرائح المجتمع كافة، خصوصا فئة الشباب الذين ظهرت مواهبهم في فن النجارة.

وعلى صعيد متصل، أعاد المهرجان الزوار إلى الواجهة البحرية مرة أخرى، متشوقين لما يقدمه هذا المهرجان الذي ربط أهالي الساحل الشرقي بإرثهم البحري طيلة أيامه؛ حيث إن هناك تأصيلا للهوية البحرية. كما يقدم منتجا نابعا من المجتمع، حسب الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبد اللطيف البنيان، الذي أضاف أن المهرجان يطرح رؤية جديدة لجودة المنتج السياحي، الذي نطمح إلى أن يصل إلى العالمية، ونعمل على بناء مهرجان اقتصادي تراثي بهوية بحرية يكون الأول خليجيا، يستوعب أربعة ملايين زائر من داخل المملكة وخارجها، ويحمل مردودا اقتصاديا للأسر المنتجة، مع اختلاف في النشاط والجودة، من خلال تسويق الأسر لنفسها.

وتفاعل زوار المهرجان في يوميه الأول والثاني مع المجاميع على المسرح المفتوح الذي أعدته اللجنة المنظمة، واحتوى على أغان بحرية وقف أمامها الزائر مستمتعا بدقة التنفيذ، فيما تفاعل معها كبار السن، حيث أعادت إليهم الحنين إلى الماضي الجميل.

وشاركت جمعية الثقافة والفنون «فرع الدمام» في مهرجان الساحل الشرقي للتراث البحري الثاني بـ18 شابا من فرقة شباب الجمعية، حيث قاموا بتجسيد طقوس الغوص قديما، وكيفية العمل على ظهر السفينة عند الإبحار أو على اليابسة قبل دخول البحر، وغيرها مما يتعلق بالسفينة والعمل البحري، ومهامهم والمدة التي تكون على ظهر السفينة واستخراج اللؤلؤ، كما يستعرضون «الخراب» و«البريخة»، وهي الأعمال المرافقة لسحب الحبل المثبت للسفينة التي تصاحبها تصفيقات البحارة التي تشبه حركة الأمواج وتلاطمها بالسفينة، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية التي يمارسها الأطفال.

وكان هناك تجسيد لـ«النهام» الذي ينهم في البحر على ظهر السفينة، ويملك الصوت الجميل والشجي ويؤدي أغاني البحر، و«النهمة» ترتبط بالعمل في السفينة أثناء رفع الأشرعة وإنزالها، ولها ضوابط غنائية محددة لرفع الشراع أو خطفه «كما يسميه البحارة»، ويطلق على هذا الأداء «الخطفة».