استراتيجيات متقدمة لتطوير الأداء المهني للمعلمين

عبر منظومة تضمن صقل مهارات صناع الأجيال الجدد

يعمل مشروع الملك عبد الله، على اختيار وتأهيل القيادات التربوية في التعليم وتطويرها عبر الاستراتيجيات الحديثة («الشرق الأوسط»)
TT

استكمالا لقائمة المشروعات والبرامج التطويرية التي تمثل مرتكزات أساسية في العمل التطويري للتعليم العام، تناول مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام، المنطلقات الرئيسة، التي من شأنها تحقيق الرؤية المستقبلية لتطوير التعليم، حيث يعكف مشروع «تطوير» على تنفيذ بعض هذه المشروعات والبرامج بالتعاون مع بعض بيوت الخبرة العالمية، في حين يستعد المشروع لإطلاق بعضها الآخر، وفق استراتيجية تطويرية تتضمن عددا من البرامج والمشروعات التربوية التي تصب في صالح التعليم العام على وجه التحديد.

ويأتي على رأس هذه البرامج التي جرى الشروع في تنفيذها، البرنامج الوطني لتطوير المدارس وإدارات التربية والتعليم، الذي يهدف إلى الارتقاء بجميع مدارس التعليم العام في السعودية، وملاءمتها للمتطلبات القادرة على إعداد النشء، بالإضافة إلى تطوير قدرات المعلمين والمشرفين في مجال مهارات اللغة العربية، وفي مجال استخدام الاستراتيجيات والطرق والأساليب التي تمكنهم من تحسين مستوى إتقان الطلاب والطالبات هذه المهارات، من خلال التركيز على التطبيقات العملية التي تحقق للطلاب والطالبات فهما أدق للمعارف، وإتقانا للغة العربية، وتوظيفا لها في الحياة العملية، والعمل على التنمية المهنية لجميع مشرفي ومشرفات ومعلمي ومعلمات الحاسب الآلي وتقنية المعلومات في المدارس السعودية.

يعد مشروع تطوير المعايير المهنية الوطنية للمعلمين، أحد المرتكزات التي تقوم عليها جهود التغيير والتطوير في مجال التربية والتعليم بالسعودية، للتحقق من المعارف والمهارات التي يجيدها المعلمون الجدد المتقدمون لمهنة التعليم، والإسهام في تكوين صورة عن مدى فاعلية المعلم الجديد يمكن الاستفادة منها على نحو مؤسسي أو ذاتي، لتحديد الحاجات المهنية والتعليمية وتطويرها، فضلا عن تزويد مؤسسات إعداد المعلمين بتغذية راجعة عن مستوى مخرجاتها، ومساعدتها على إعداد معلمين متمكنين قادرين على تحقيق تلك المتطلبات، يتميزون بالمرونة، ولديهم القابلية لاستيعاب الظروف المتغيرة والتعامل معها، بالإضافة إلى تمتعهم بمنظومة من القيم والتوجهات المهنية، كما يهدف المشروع إلى بناء اختبارات للمعلمين وأدوات تقويم تساعد على الاختيار وتقويم الأداء.

ويعمل مشروع اختيار وتأهيل القيادات التربوية في التعليم وتطويرها على تهيئة القيادات الحالية والمستقبلية في جهاز وزارة التربية والتعليم وإدارات التربية والتعليم، من خلال إكسابهم المهارات القيادية التي تساعدهم على تبني استراتيجيات التغيير، وتسهم في تطوير أدائهم المهني، من خلال العاملين معهم لتحقيق الأهداف، بينما تهدف رؤية مشروع المعلم الجديد التأهيلي لإعداد وتهيئة جيل من المعلمين القادرين على القيام بدورهم بثقة في إطار من الوعي وفهم طبيعة مسؤولياتهم وواجباتهم المهنية والتعليمية، مستفيدين من أفضل الممارسات العالمية للارتقاء بمستوى التعليم في البلاد.

ومن أبرز مرتكزات الاستراتيجية، الجانب الرياضي، وتتمثل الاستراتيجية الوطنية للرياضة المدرسية في إعداد رؤية وخطط عمل وتخصيص موارد لتحقيق أهداف التربية البدنية والرياضة المدرسية للوصول إلى أعلى مستوى من النجاح والإنجاز في حدود ما تؤهل إليه الإمكانات الحالية، حيث يعنى برنامج التربية البدنية والرياضية المدرسية بإعداد الطلاب في الألعاب الرياضية إعدادا شاملا ومتزنا وفقا لمنهج التعليم والتدريب المناسب لمراحل النمو والتطور البدني والمهاري والإدراكي والانفعالي بما يناسب كل مرحلة واحتياجاتها، ويسهم في تطوير مستوى أداء اللعبة محليا وخارجيا. كما يعنى البرنامج بزيادة عدد ممارسي الألعاب الرياضية من طلاب التعليم العام بإكسابهم المهارات الحركية الأساسية والتخصصية، بالإضافة إلى زيادة الوعي بالجوانب الصحية والثقافية والاجتماعية، لتمكنهم من إظهار استعداداتهم البدنية والمهارية، وتغذية المنتخبات الوطنية بالمواهب القادرة على تشريف الوطن في المحافل الدولية.

ويهدف مشروع تعزيز الصحة ونمط الحياة الصحي إلى تعزيز الصحة النفسية والبدنية للطلاب من خلال عدد من التدخلات الصحية والإرشادية الوقائية والعلاجية، أما مشروع تعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين ومهارات الحياة وسوق العمل، فيهدف إلى تحسين استعدادات الطلاب والطالبات لتهيئتهم للتعليم العالي والانتقال من التعليم المدرسي إلى الحياة المهنية من خلال توفير خدمات تعليمية وتدريبية في إطار تفاعلي نشط، يدعم نمو شخصيتهم وميولهم، ويعزز مفهوم المواطنة الصالحة والمسؤولية الاجتماعية، ويؤهلهم أكاديميا ومهنيا بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل في القرن الحادي والعشرين.