جدل في تونس بعد التحذير الليبي من عمليات إرهابية محتملة

الجبالي ينفي وجود مشاكل صحية وراء استقالته من حركة النهضة

TT

أبدت المؤسسة الأمنية التونسية اهتماما جديا بتصريحات علي زيدان رئيس الوزراء الليبي السابق بشأن تحذير دول المغرب العربي ومن بينها تونس من عمليات إرهابية محتملة خلال الفترة المقبلة. وقالت قيادات أمنية تونسية لـ«الشرق الأوسط» بأن تلك التحذيرات ستؤخذ على محمل الجد لمكانة الرجل في ليبيا واطلاعه الكافي على كامل تفاصيل الملف الأمني الليبي لفترة طويلة، وإشارته الواضحة إلى انتشار الأسلحة والذخيرة في كل مكان من ليبيا.

بشأن هذا الموضوع، قلل سليم عياد من مكتب الإعلام بوزارة الداخلية التونسية في حديثه مع «الشرق الأوسط» من خطورة تلك التصريحات وقال: إنها أصبحت من «قبيل الشيء المعتاد» وأشار إلى حرص المؤسسة الأمنية والجيش على تفكيك خلايا الإرهاب في الداخل ودحرها عن حدودها سواء الشرقية أو الغربية. وقال: إن الأمن التونسي مستعد لكل السيناريوهات الممكنة منذ بداية الثورات العربية. ودلل على أهمية تدخلات قوات الأمن بالنجاحات الهامة التي حققتها خلال الفترة الماضية واستباق العمليات الإرهابية وتفكيكها قبل حدوثها. وكانت قوات الأمن والجيش قد نجحت خلال بداية شهر فبراير (شباط) الماضي في القضاء على سبعة قيادات إرهابية بشاطئ رواد والقبض على عناصر إرهابية ببرج الوزير وكلتا المنطقتين موجودة في ولاية - محافظة - أريانة القريبة من العاصمة. وحظرت تونس أنشطة تنظيم أنصار الشريعة السلفي الجهادي الذي يقوده «أبو عياض» منذ شهر أغسطس (آب) 2013. وتنسب قوات الأمن والجيش معظم العمليات الإرهابية التي جدت في تونس، إلى أنصار هذا التنظيم.

وحذرت تقارير أممية قبل أيام من اختفاء صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الأكتاف من طراز «ايغلا»، وقالت: إن وقوعها في أيدي المجموعات الإرهابية قد يمثل خطرا حقيقيا على استقرار الكثير من الدول المجاورة لليبيا. ونبهت إلى احتمال تهريب تلك الصواريخ المضادة للطائرات إلى تونس وتشاد ومالي ولبنان.

وفي سياق متصل، صرح عماد الحاج خليفة المتحدث باسم قوات المن الداخلي لـ«الشرق الأوسط» بأن قوات الأمن تنظر بجدية إلى مثل تلك التحذيرات من وقوع أحداث إرهابية. وربط بين تلك التحذيرات وفوض السلاح المنتشر في ليبيا من ناحية وكذلك التدهور الأمني الحاصل في ليبيا وعدم الوصول إلى استقرار سياسي وأمني يعود بالفائدة على البلدان المجاورة وخاصة تونس من ناحية ثانية. وأشار إلى أن أمن تونس هو من أمن ليبيا ولا يمكن لتونس أن تعرف الاستقرار الفعلي دون أن يتحقق نفس الاستقرار في ليبيا المجاورة. ويتابع الخبراء الأمنيون المختصون في استراتيجيات الأمن الشامل ظاهرة الإرهاب وتطوراتها المحتملة في تونس، وفي هذا الشأن، شبه نور الدين النيفر الخبير الأمني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» المجموعات الإرهابية المتطرفة بحيوان «السفنكس» كما ورد في الأسطورة اليونانية القديمة وقال: إن ظاهرة الإرهاب خلقت من رحم مجتمعاتنا وهي اليوم تهدد بالتهامنا. من ناحية أخرى، فند حمادي الجبالي الأمين العام المستقيل من حركة النهضة، وجود مشاكل صحية وراء استقالته من منصب الأمانة العامة، وقال في تصريح لإذاعة «موزاييك إف إم» المحلية أن اختلاف الرؤى السياسية ونظرة تسيير الحركة مع قيادات «نهضوية» هي التي تقف وراء استقالته متحاشيا الدخول في صراعات وانقسامات سياسية داخل حزبه الأم. وكان زبير الشهودي مدير مكتب الغنوشي قد لمح نهاية الأسبوع المنقضي إلى أن استقالة الجبالي سببها «شعوره بالتعب والإرهاق».

وانتقد في نفس التصريح استغلال المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية كرسي الرئاسة في شن حملة انتخابية قبل الأوان، وقال: إن ذلك «أمر غير مقبول» وطالب بتمكين كل المرشحين المحتملين من نفس الحظوظ في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكان أكثر من طرف سياسي قد طالب المرزوقي بالاستقالة من منصبه الرئاسي إذا كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية، إلا أنه أعلن أن قراره النهائي سيتخذ بعد التصديق على القانون الانتخابي. في غضون ذلك، فتحت قوات الأمن التونسية تحقيقا أمنيا بولاية - محافظة - الكاف (160 كلم شمال غربي تونس) على خلفية إلقاء زجاجتين حارقتين الليلة قبل الماضية على فضاء للفنون الدرامية والركحية بالمدينة. وكان هذا الفضاء بصدد احتضان مظاهرة «24 ساعة مسرح» بمناسبة اليوم العالمي للمسرح التي انطلقت يوم الثلاثاء 25 مارس (آذار) وانتهت يوم أمس الخميس. وكان المهدي بن ضياف رئيس الهيئة الجهوية للجبهة التلمذية بنفس المدينة، قد أشار منتصف الشهر الجاري إلى انتشار ظاهرة توزيع المناشير والمطويات التكفيرية داخل المؤسسات التربوية.

وقال بن ضياف إن مجموعة كبيرة من التلاميذ تمارس أنشطة غير قانونية تحت غطاء التوعية الدينية وأشار إلى إيقاف أكثر من نادي في المعهد النموذجي بالكاف بتعلة تحريم الموسيقى والنشاط الفني.