قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، إقامة بطولة جديدة تسمى (دوري الأمم) بدءا من سبتمبر (أيلول) 2018.
وجاءت الموافقة على إقامة البطولة بالإجماع بعدما صوت جميع أعضاء (يويفا) الأربعة والخمسين لإقامتها، وذلك خلال المؤتمر السنوي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم والمنعقد حاليا في كازاخستان. ومن المنتظر أن تحل هذه البطولة بديلا عن إقامة المباريات الودية للمنتخبات الأوروبية.
وسوف تعتبر بطولة دوري الأمم ثاني أكبر مسابقة ينظمها «يويفا» للمنتخبات الأوروبية، بعد بطولة كأس الأمم الأوروبية التي تقام كل أربع سنوات، ومن المقرر أن تقام البطولة خلال السنوات التي لا تنظم فيها كأس الأمم الأوروبية أو كأس العالم، وسيتحدد أول منتخب يتوج بالبطولة خلال نهائيات المسابقة التي ستقام عام 2019.
ومن المقرر أن تحدد نتائج دوري الأمم أيضا المنتخبات المتأهلة إلى الدور الفاصل المؤهل إلى كأس الأمم الأوروبية عام 2020، في الوقت الذي ستستمر فيه التصفيات المؤهلة لليورو بشكل طبيعي. ومن المتوقع أن يدمج «يويفا» بطولة دوري الأمم في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم عام 2022.
اتسم رد فعل الاتحاد الدولي (فيفا) تجاه البطولة الأوروبية الجديدة بالحذر، حيث ذكر في بيان له أن «مسابقات المستوى القاري ونظامها سلطة تقديرية كاملة للاتحاد القاري، طالما تتماشى مع قوانين الفيفا».
وأضاف «الفيفا»: «وفي هذا السياق، جدير بالذكر أن شكل التأهل إلى نهائيات كأس العالم، يأتي على أساس المقترحات المقدمة من الاتحادات المعنية لمنطقتهم، لكن طريقة التأهل ينبغي أن توافق عليها اللجنة المنظمة لكأس العالم قبل إجراء القرعة الأولية. في هذه المرحلة، لا يمكن أن نتوقع السيناريوهات المحتملة في المستقبل لنهائيات كأس العالم 2022».
وقال الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس «يويفا»: «إنه قرار مهم للغاية لمستقبل كرة القدم على مستوى المنتخبات الوطنية». وأشار بلاتيني إلى أنه الوحيد القادر على إيقاف السويسري جوزيف بلاتر في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي (الفيفا) للعبة، لكن النجم الفرنسي السابق لم يكشف عما إذا كان سيواجه بلاتر في انتخابات السنة المقبلة أم لا. وقال بلاتيني «شخص واحد فقط يمكنه الفوز على بلاتر»، وعما إذا كان هو الشخص المعني بكلامه، أجاب «نعم».
ولم يعلن بلاتر، 78 عاما، صراحة عن ترشحه لولاية خامسة، لكن يتوقع أن يقوم بذلك خلال فترة كأس العالم 2014 الصيف المقبل. وقال بلاتيني، 58 عاما، إنه سيعقد اجتماعات مع قادة اللعبة في أوروبا قبل إعلان ترشحه من عدمه، وإن القرار سيكون «شخصيا» لكنه سيقوم بجولة استشارات واسعة وقال «سأقدم جوابي بعد كأس العالم. هناك سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولي الاتحادات الأوروبية، ربما يدعم 99 في المائة منهم بقائي في الاتحاد الأوروبي، سيكون هذا أحد عناصر تفكيري».
من جهته، أكد الألماني كارل هاينز رومينيغه، رئيس رابطة الأندية الأوروبية (إيه سي إيه)، أن أندية كرة القدم الكبرى في القارة العجوز لا تقف ضد إقامة بطولة دوري الأمم التي استحدثها الاتحاد الأوروبي للعبة. وقال رومينيغه «نحن لسنا ضد إقامة دوري الأمم. ويتعين علينا الآن العثور على شكل ونظام البطولة الذي يتلاءم مع محطات البث، والمشجعين والرعاة».
ولم يتوقع رومينيغه، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة نادي بايرن ميونيخ، المتوج مؤخرا بالدوري الألماني وحامل لقب دوري أبطال أوروبا، أن تؤثر المسابقة الجديدة بالسلب على البطولات التي ستخوضها الأندية الكبرى سواء بالنسبة لدوري الأبطال أو الدوري الأوروبي. وأضاف أن البطولة، التي من المقرر أن تبدأ عام 2018 «لن تؤدي إلى خوض اللاعبين مزيدا من المباريات، لكنها ستمنعهم من لعب المباريات الودية في قارات أخرى».
على جانب آخر، ناشد بلاتيني الاتحاد الدولي (الفيفا) فرض حظر على دخول طرف ثالث في ملكية اللاعبين، قائلا إنه من شأن هذه الممارسات تشويه صورة اللعبة الشعبية والإساءة للكرامة الإنسانية. ودعا بلاتيني الفيفا إلى تجريم هذه الممارسات، وأشاد بالاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لأنه أول من لجأ إلى حظر صفقات الانتقال التي يدخل فيها طرف ثالث. وأضاف بلاتيني «إذا ما فشل الفيفا في التحرك فإننا سنتعامل مع هذا الأمر من خلال منافساتنا في أوروبا».