مقصلة فرنسية للبيع بالمزاد العلني.. ما زالت صالحة للعمل

آخر ضحاياها بها قاتل تونسي في عام 1977

المقصلة المقصودة التي يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار، لم تستخدم في إعدام الملك لويس السادس عشر ولا الملكة ماري أنطوانيت ولا أي من النبلاء ولهذا السبب لم يسع أي متحف فرنسي لاقتنائها
TT

عرضت في مزاد علني أقيم بمدينة «نانت»، (شرق فرنسا)، مقصلة تعود للقرن التاسع عشر، بسعر يتراوح بين 50 ألفا و60 ألف يورو. وتحمل المقصلة التي كانت تستخدم في قطع رؤوس المحكومين بالإعدام عبارة «جيش الجمهورية» محفورة على خشبها، وهو ما يعني بلغة تلك الأيام «جيوش الثورة الفرنسية». وجاء في تقديم المقصلة أنها ما زالت صالحة للعمل. وأوضح فرنسوا إكزافييه دوفلو، خبير العاديات المكلف تنظيم المزاد، أن بيع المقصلة لن يترافق مع رخصة تسمح بنقلها إلى خارج فرنسا. وسبب التوضيح أن هذه المقصلة ذاتها كانت قد بيعت في المزاد، في ربيع 2011 بثمن زاد على التقديرات الحالية، إلى هاوي تحف روسي، لكن عملية البيع تعرقلت، لأن المقتني لم يتمكن من نقلها إلى بلده.

وقد أثار المزاد السابق اهتمام وسائل الإعلام بسبب حضور نجمة الغناء الأميركية «ليدي غاغا» وتنافسها على الفوز بالمقصلة مع صحافي كندي وجامع تحف فرنسي، بالإضافة إلى الهاوي الروسي. وحسب ما نقل عن المغنية في حينه، فإنها تريد استخدامها في ديكور عروضها الموسيقية. وفي النهاية، رسا المزاد على الروسي مقابل 223 ألف يورو، على أمل ضمها إلى متحف في موسكو مخصص للثورة الفرنسية. لكن وزارة الثقافة منعت نقلها بعد جدل مثير، نظرا لأن المقصلة ليست مجرد قطعة تاريخية، بل أداة للقتل، ومن ثم فإنها تخضع لقانون حظر نقل السلاح وأجهزة التعذيب بين الدول الأوروبية.

ومن المتوقع ألا يمر المزاد الجديد من دون عقبات. فقد أعلنت كاترين شادولا، مديرة المرصد الفرنسي لعمليات البيع، أن المقصلة لا يمكن أن تعود إلا إلى الدولة الفرنسية في حال كونها أصلية، ذلك أنها «رمز لعمليات تنفيذ العقوبة القصوى بعد الثورة الفرنسية». لكن المشرف على المزاد رد بأن المقصلة «مزيفة» وهي نسخة جرى صنعها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. أما صاحبها، فقد ورثها عن جده الذي كان قد اشتراها أوائل القرن العشرين. وأكد ألان شوفالييه، مدير «متحف الثورة»، أن المقصلة المقصودة التي يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار، لم تستخدم في إعدام الملك لويس السادس عشر ولا الملكة ماري أنطوانيت ولا أي من النبلاء، ولهذا السبب لم يسع أي متحف فرنسي لاقتنائها.

يذكر أن فرنسا واصلت عمليات الإعدام بالمقصلة حتى خريف عام 1977. وكان آخر من قطع رأسه بها، في سجن «لابوميت» بمرسيليا، تونسي يدعى حميدة جندوبي، أدين في جريمة قتل. وبعد أن ألغى الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران عقوبة الإعدام عام 1981، نقلت المقصلة إلى مستودع في سجن «فرين» القريب من باريس.