وزير الخارجية الأميركي ونظيره المغربي يترأسان غدا في الرباط أشغال الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي

مزوار: نجاح الحل السياسي لنزاع الصحراء رهين بالتحلي بـ«الواقعية وروح التوافق»

TT

يبدأ جون كيري، وزير الخارجية الأميركي اليوم زيارة للمغرب تدوم يومين. وسيترأس كيري، إلى جانب نظيره المغربي صلاح الدين مزوار، غدا (الجمعة) في الرباط، أشغال الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والولايات المتحدة.

وذكر بيان لوزارة الخارجية المغربية أن الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي تشكل فرصة للرقي بالشراكة المتينة بين البلدين في جميع مجالات التعاون، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية، بشكل يجعلها أكثر دينامية وفعالة وقائمة على أسس قوية. كما ينتظر أن «تفتح هذه الدورة آفاقا جديدة في العلاقات الثنائية تطبيقا لما انتهى إليه البيان المشترك الذي صدر عقب زيارة الملك محمد السادس إلى واشنطن، في إطار حوار استراتيجي عميق ودائم يعود بالنفع على البلدين».

وأضاف البيان أن انعقاد الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي، بعد تلك التي انعقدت في 13 سبتمبر (أيلول) 2012 بالولايات المتحدة، يعكس مستوى العلاقات المتميزة ومتانة الصداقة العريقة التي جمعت دوما بين المملكة المغربية والولايات المتحدة، اللذين يتقاسمان القيم نفسها والمصالح المشتركة ذاتها وفق رؤية واضحة تروم تعزيز الثقة المتبادلة من أجل توطيد الشراكة الاستراتيجية بينهما في شتى المجالات الحيوية.

وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الدورة ستكون مناسبة كذلك لتعميق التشاور السياسي بين المملكة المغربية والولايات المتحدة فيما يخص القضايا الثنائية وكذا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي موضوع منفصل، أكد مزوار، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن المغرب أوفى بجميع التزاماته، واتخذ إجراءات تذهب أبعد من تلك التي أوصى بها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في مجال حقوق الإنسان، داعيا الأطراف الأخرى في إشارة إلى جبهة البوليساريو، إلى «إظهار التزام نوعي مماثل».

وأوضح مزوار في هذه الرسالة التي تأتي، قبل أسابيع من تجديد مجلس الأمن لمهمة بعثة «مينورسو» و«الدفعة المنتظرة» لمسلسل البحث عن حل سياسي للخلاف الإقليمي حول الصحراء، أنه يتعين على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة التي سيقدم قريبا إلى مجلس الأمن، أن يأخذ بعين الاعتبار الإجراءات التي اتخذتها المملكة، مذكرا بالجهود المبذولة من قبل بلاده في مجال تعزيز حقوق الإنسان.

وفيما يخص تطورات نزاع الصحراء، قال مزوار إن نجاح مسلسل التفاوض السياسي رهين بتحلي الأطراف المعنية بـ«الواقعية وروح التوافق»، مبرزا جهود المغرب والمبادرات التي اتخذها للتقدم في هذا المسلسل السياسي. وأضاف أنه «في إطار هذه الروح، استقبلت بلاده المبعوث الشخصي للأمين العام، كريستوفر روس، خلال الزيارات التي قام بها منذ أبريل (نيسان) 2013 بهدف الانخراط في «مقاربة جديدة»، مشيرا إلى أن المغرب ساهم بشكل كبير وجوهري في إنجاح هذه المقاربة.

وشدد الوزير المغربي، في هذا الصدد، على أن «دعوة مجلس الأمن، التي جددها السنة الماضية، والمطالبة بإحصاء سكان مخيمات تندوف لم يكن لها أي أثر على الإطلاق. فالجزائر باعتبارها دولة محتضنة يجب أن تتحمل مسؤولياتها تماشيا مع القانون الدولي»، مؤكدا على أن تقرير الأمين العام الذي سيقدم أمام مجلس الأمن بالأمم المتحدة وقرار الهيئة التنفيذية «ينبغي أن يشير إلى غياب أي تقدم في هذه المسألة».

وأوضح مزوار أن المغرب ما فتئ «يدعو كل الأطراف إلى الالتزام بحزم بمسلسل التفاوض الجوهري»، مبرزا أن «مبادرة الحكم الذاتي التي كانت الأصل في المسلسل السياسي الجاري حاليا، تعكس عزم بلاده على الانخراط بدقة في إطار المعايير المحددة من قبل مجلس الأمن، لا سيما الحاجة إلى إبداء المرونة وروح التوافق».

وأكد مزوار على أن «الإرادة السياسية للأطراف وصدق التزامها يجب أن توضع على المحك، وكذا مبادراتهم الملموسة»، مشددا على أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي سيقدم قريبا إلى مجلس الأمن يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التدابير التي اتخذها المغرب، وتهيئة الظروف اللازمة لتكثيف المسلسل السياسي الذي يقوده المبعوث الشخصي، مشيرا إلى أن «نجاح المسلسل السياسي، الذي يدعمه المغرب بشكل تام، يتطلب تهيئة ظروف الهدوء وأيضا الاستمرارية».