أوباما يستقبل رئيس الوزراء التونسي غدا

مهدي جمعة: ننتظر دعما أكبر من الولايات المتحدة لننجز الإصلاحات الاقتصادية والسياسية

TT

يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما غدا الجمعة رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة والوفد المرافق له، حيث تسعى تونس لتعزيز فرص التعاون الاقتصادي والسياسي مع الولايات المتحدة ودعم تونس لإنجاح المسار الديمقراطي.

ويعقد رئيس الوزراء، اليوم الخميس، لقاء مع مسؤولين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالكونغرس الأميركي في جلسات يرأسها رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ روبرت مننديز وزعيم الأغلبية في مجلس النواب أريك كانتور، كما يشهد الوفد المرافق لرئيس الوزراء إطلاق الدورة الأولى من الحوار الاستراتيجي التونسي - الأميركي، حيث يناقش الجانبان أوجه التعاون ووضع خطة استراتيجية لدفع العلاقات الثنائية ودعم التعاون الاقتصادي.

وفي ندوة ألقاها بمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، ظهر الأربعاء، وجه رئيس الوزراء التونسي الشكر لإدارة الرئيس أوباما على دعمها للتحول الديمقراطي في تونس، وقال: «إدارة أوباما فعلت الكثير لمساعدتنا، لكن لدينا مشاكل كثيرة؛ لذا أقول إن الدعم الأميركي ليس كافيا، ونتطلع إلى المزيد من الدعم السياسي والاقتصادي والتعاون الأمني، ونريد التوصل إلى اتفاقية لمنطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة وتونس».

وأشار جمعة إلى ترتيبات حكومته لعقد الانتخابات في موعدها العام المقبل، مشيرا إلى توافق الأحزاب السياسة كافة ومنظمات العمل لطي صفحة المرحلة الانتقالية والتحضير للانتخابات، متعهدا بالاستمرار في الإصلاحات بمشاركة كل الأحزاب ونقابات العمل، وبأن تكون انتخابات حرة وشفافة وباستخدام أسلوب التفاهم والحوار بين كل أطياف المجتمع. وأشار جمعة إلى أن «السنوات الثلاث السابقة كانت صعبة، لكن الأحزاب السياسية في تونس تعلمت كيف تمارس السياسية».

وأوضح رئيس الوزراء التونسي أن بلاده تعرضت لاضطرابات أثرت على الاستقرار الداخلي خاصة نتيجة تداعيات الثورة في ليبيا ومصر وسوريا، مما أدى إلى وجود خلايا إرهابية في تونس، وقال: «أدت تلك الاضطرابات إلى وجود خلايا إرهابية في تونس، لكننا لدينا إرادة لمكافحة الإرهاب والتصدي لكل المحاولات الإرهابية، ونتطلع للعمل مع الجميع لكيلا يكون هناك مكان للإرهاب في تونس، وأحد أهداف زيارتي للدول الصديقة هو التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب».

وركز جمعة في خطابه أمام غرفة التجارة الأميركية العربية الوطنية مساء الثلاثاء على المشكلات الاقتصادية التي تعانيها تونس، مشيرا إلى العجز الكبير في الموازنة، وقال: «لا توجد حكومة تستطيع أن تنفذ الإصلاحات وعليها أثقال كبيرة في عجز الموازنة، وقد حاولنا معالجة المشكلات الاجتماعية بزيادة التوظيف ومضاعفة الرواتب وزيادة الدعم للوفود والغذاء، مما أثقل الميزانية؛ لذا فإن التهديدات لن تكون سياسية أو اجتماعية، بل ستكون اقتصادية وعلينا اتخاذ إجراءات سريعة».

وأشار جمعة أمام حشد كبير من السفراء العرب ومسؤولي الخارجية الأميركية ورجال الأعمال إلى إصلاحات في القطاع المصرفي ودفع القطاع الخاص والقطاعات الإنتاجية، وطالب رجال الأعمال الأميركيين بالاستثمار في تونس في مجالات التجارة والتعليم والتكنولوجيا، مشيرا إلى خبرة تونس التجارية مع أوروبا، وإلى موقع تونس الجغرافي بين أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مما يمكنها من أن تكون معبرا اقتصاديا مهما.

كان رئيس الوزراء التونسي قد بدأ الثلاثاء زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى الولايات المتحدة للترويج للملفين السياسي والاقتصادي، يرافقه وزير الخارجية التونسي المنجي حامدي، ووزير الاقتصاد والمالية حكيم بن حمود، ومحافظ البنك المركزي الشاذلي العياري، ورضا صفر وزير الداخلية، وتوفيق الجلاسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي.

واستهل وزير الخارجية التونسي زيارته بمدينة نيويورك حيث التقى عشية الثلاثاء رجال أعمال بمجلس الأعمال للتفاهم الدولي بنيويورك، وقام بزيارة بورصة وول ستريت ومركز مايكروسوفت للتكنولوجيا. وفي لقاء مع أساتذة وباحثين في جامعة كولومبيا الأميركية تحدث جمعة عن تحديات الانتقال الديمقراطي في تونس.

وتأتي زيارة جمعة إلى الولايات المتحدة بعد جولة عربية زار خلالها خمس دول خليجية، هي الإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر.