قمة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا تناقش التعاون والهجرة

الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى يستحوذ على مباحثات اليوم الأول من الاجتماع

TT

افتتحت في بروكسل أمس أعمال القمة الرابعة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، وهي مناسبة عقد على هامشها اجتماع دولي مصغر حول الوضع المتأزم في جمهورية أفريقيا الوسطى. ويحضر المحادثات التي تستمر يومين زعماء من القارتين فضلا عن رؤساء المؤسسات الأفريقية والتابعة للاتحاد الأوروبي، ويتضمن جدول أعمال القمة مناقشة سبل تحسين التعاون السياسي والاقتصادي بين الجانبين، إضافة إلى قضايا التجارة والهجرة.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش أشغال القمة أمس إن أفريقيا قارة شابة نصف سكانها دون 18 عاما، مشيرة إلى أن هؤلاء السكان يتوقون للديمقراطية والتنمية. وخلال المؤتمر الصحافي ذاته، أشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى النمو الاقتصادي القوي في أفريقيا، ورأى أن ذلك يمثل «فرصة للشراكة والاستثمارات والتنمية». وكان الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان قال لدى وصوله إلى المجلس الأوروبي إنه تحدوه آمال عريضة من هذه القمة. ويبحث القادة الأفارقة والأوروبيون خلال القمة، سبل تحريك الشراكة التي تأثرت نتيجة انعدام الاستقرار في أفريقيا وتراجع النشاط بسبب المنافسة الصينية. ورأى رئيس غينيا ألفا كوندي في هذه القمة مناسبة لتمرير الرسالة بأن القارة السمراء «بحاجة أكثر إلى تعاون اقتصادي واستثمارات من المساعدات».

وعلى هامش القامة، عقدت قمة مصغرة لبحث الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى، شارك فيها الرئيس هولاند ورئيس مجلس أوروبا هيرمان فان رومبوي، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأفريقي، إضافة إلى الرئيسة الانتقالية لأفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانز .

وقال مصدر أوروبي قبل الاجتماع المصغر إن الأمر الأكثر إلحاحا هو «وقف عمليات القتل» التي استؤنفت على الأرض وأسفرت عن سقوط 50 قتيلا منذ نهاية الأسبوع الماضي مع مواجهات بين ميليشيات مسيحية (أنتي بالاكا) ولصوص من جهة، وبين مسلمين من جهة أخرى.

ودفع تصاعد أعمال العنف 16 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم منذ مطلع الأسبوع الماضي، وفقا للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أول من أمس أن الوضع الأمني في أفريقيا الوسطى «تدهور» وأن المسلمين «مستهدفون مباشرة» في هذا البلد. ولدى وصوله إلى بروكسل أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «قلقه العميق للوضع الخطير» على الأرض و«انعكاسات المعارك والفظاعات على المدنيين».

وازداد القلق الدولي بعد تورط جنود تشاديين في أعمال العنف هذه التي أسفرت عن مقتل 24 شخصا على الأقل السبت الماضي في بانغي بإطلاق النار على الحشود.