الحملة الوطنية السعودية تطلق مبادرتين للاجئين السوريين في مخيم الزعتري

السفير السعودي في عمان يشيد بدور الحكومة الأردنية وتعاونها غير المحدود

TT

أطلق سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، الدكتور سامي الصالح، أمس، مبادرتين، الأولى صحية بعنوان «امنحني حياة بلا مرض»، وهي برنامج وقائي طبي لمرض الجرب الذي بدأ ينتشر وبشكل كبير في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، والثانية اجتماعية بعنوان «برنامج صنارة للأعمال اليدوية»، وتهتم بالمرأة السورية المنتجة في المخيم.

جاء ذلك خلال احتفال نظمته الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا بيوم المرأة العالمي، ورعاه السفير صالح الذي أكد في كلمة له على أن الإسلام رفع مكانة المرأة وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه، وجعل النساء شقائق الرجال، لافتا إلى حقوقها في طفولتها وإحسان التربية وكونها قرة العين لوالديها وإخوانها.

وأشار في احتفال بيوم المرأة العالمي في المستشفى السعودي الجديد في مخيم الزعتري إلى حقوقها في بيت الزوجية، وأن من واجب الزوج إكرامها والإحسان إليها وكف الأذى عنها، لافتا إلى بر الأم المقرون بحق لله تعالى، وعقوقها والإساءة إليها المقرونين بالشرك بالله والفساد في الأرض، مبينا أن المرأة هي إحدى أهم ركائز تطور المجتمعات وتحضرها، وهي المرأة الماضية للأمام بخطوات مؤمنة بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية ومتسلحة بكل ما أوتيت من قوة وعلم ومعرفة.

وقال إنه بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة «نقف احتراما وتقديرا للنساء السوريات اللواتي قدمن التضحيات للحفاظ على نسيج الأسرة السورية في مواقع الشتات، وتحملهن بصبر قسوة الصقيع وظلمة المكان وتساقط الأمطار على أجساد صغارهن، الذين يبحثن لاهثات عن تدفئة قلوبهم الصغيرة».

وأشاد السفير السعودي بالدور الكبير الذي قامت به الحكومة الأردنية وتعاونها غير المحدود مع الحملة في تسهيل أعمالها من خلال تقديم الدعم الإداري والقانوني والتسهيلات الجمركية من أجل توصيل المساعدات التي يقدمها المجتمع السعودي لأشقائه السوريين، مثمنا دور الهيئة الأردنية الهاشمية ومنظمات الأمم المتحدة الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني لتفعيل إمكانياتها ووضعها تحت تصرف الحملة من خلال الشراكات الناجحة في تقديم العمل الإنساني.

وبين أن الحملة قامت بإنفاذ 11 برنامجا إغاثيا للأطفال السوريين في مناطق النزوح في الداخل ومواقع تجمعات أسرهم بمخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا، بتكلفة إجمالية تزيد على 14 مليونا و651 ألف دولار، من خلال تنفيذ برنامج تأمين لقاحات الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بفصل الشتاء للأسر السورية النازحة داخل سوريا، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبتكلفة مليونين و107 آلاف دولار، إضافة إلى كفالة دراسة 3 آلاف طالب سوري في المراحل الدراسية في لبنان، بتكلفة مليونين و100 ألف دولار، وتقديم المستلزمات الشتوية بشتى أنواعها وتوزيعها على الأطفال المهجرين داخل سوريا، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف بمبلغ 6 ملايين و450 ألف دولار، وتقديم 600 ألف شنطة مدرسية بتكلفة بلغت مليونين و400 ألف دولار، مبينا أن الحملة تعمل حاليا على إطلاق عدد من البرامج الصحية والاجتماعية الخاصة بالمرأة والطفل لتسهم في التخفيف من وطأة المعاناة في أوساط النازحين السوريين، لافتا إلى أن إجمالي التبرعات النقدية والعينية التي تلقتها الحملة وصل لما يزيد على 207 ملايين و759 ألف دولار.

ولفت المدير الإداري للعيادات السعودية في المخيم معتز الرواشدة إلى الدور الفاعل التي تقدمه العيادات السعودية متمثلة في الحملة الوطنية، بإيلاء المرأة السورية الاهتمام والرعاية تماشيا مع رؤية خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى اتسام العيادات بالشمولية والمهنية العالية حيث تحتوي على 10 عيادات اختصاص، إضافة إلى وحدة الدعم النفسي والاجتماعي، وقسم للمختبر والأشعة، وكلها تقوم بواجبها الإنساني على أكمل وجه، مبينا أنه تم التعامل في عام 2013 مع 180 ألف حالة مرضية.

وبينت إيمان خضر، من وحدة الدعم النفسي والاجتماعي في العيادات السعودية، أن الفئة التي تراجع الوحدة هي الأكثر معاناة في الحروب عادة، وغالبيتها من النساء والأطفال، بنحو 6 آلاف مريض، مشيرة إلى تسرب الطلبة من المدارس، وتغير أخلاقياتهم، وبروز ظاهرة فرط الحركة وعمالة الأطفال وانتشارهم في الشوارع.