الملاذ الآمن لـ«الإخوان»

TT

حول خبر «لندن تحقق في نشاط الإخوان حماية لـ(الأمن القومي)»، المنشور بتاريخ 2 أبريل (نيسان) الحالي، أود أن أوضح أن مثل هذا التحقيق لن يخرج بكثير يهمنا، ولن يحدّ من نشاط الإخوان التدميري ببلداننا العربية، فالغرب لا يعنيه إلا أمنه وحده، أما أمننا في منطقتنا العربية، فلا يعنيه في شيء، فمنذ عشرات السنين ورموز التنظيم العالمي لـ«الإخوان» تتخذ من الغرب محل إقامة لها، وهم أوعى من أن يرتكبوا حماقة تضر بهذا الملاذ الآمن، فـ«الإخوان» الذين يحرقون ويقتلون ويفجرون ويثيرون الفوضى المدمرة في مصر لتقويضها من الداخل، إذا توجهوا إلى الغرب كانوا أناسا مثاليين، فهم لا يمارسون إجرامهم إلا في الدول التي يعتقدون أنها باسم الدين ممالكهم الشرعية التي يجب ألا ينازعهم في حكمها أحد، فلماذا يلدغون الغرب وهم لا يرومون حكمه؟ هم فقط يستخدمونه قاعدة تخطيط ودعم للانطلاق إلى «ممالكهم المقدسة». لقد لخصها وزير الخارجية الأميركي عندما تساءل: لماذا نصنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وهم لم يتعرضوا لنا بسوء؟ هكذا الغرب لا يعد الإرهاب إرهابا إلا إذا طاله أذاه، وحينئذ يفرض على الآخرين رؤيته الخاصة، ومن لم يأخذ بها منهم كان آبقا، وناصبه العداء، ولكن إذا طال أذاه الآخرون لم يعده إرهابا، بل قد يدعمه.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]