كفيف يرسم بألوان بصيرته في الأحساء

ضمن مهرجان إثراء المعرفة الثقافي التابع لـ«أرامكو»

الطفل الكفيف يرسم في خيمة الإثراء المعرفي في الأحساء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

جلس الطفل الكفيف منصور عبد الله على دكة في خيمة تعج بالنشاط يتلمّس الموجودات من حوله، يرسم بخياله أمنياته، في مسابقة «أرامكو السعودية» للرسم والتلوين التي تقام في خيمة «لنجعلها خضراء» بمهرجان إثراء المعرفة الثقافي 2014 في محافظة الأحساء شرق السعودية.

وأدرك المكفوف البالغ من العمر ثمانية أعوام، من نعومة أظفاره، أن النور الحقيقي نابع من القلب، وأن فقده نعمة البصر لم يمنعه من أن يرى الأشياء بعين بصيرته. طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره تقوده أخته إلى خيمة «لنجعلها خضراء» وتصف له ما يحدث داخلها، فيصر على دخولها، ويستقبله مسؤولو الخيمة بابتسامتهم التي أدركها بتواصله الروحي. صحبته المدربة ضحى الجميعة لطاولة الرسم وساعدته مع أخته على الرسم والتلوين.

وفي الركن الشمالي للخيمة يزهو اللون الأخضر بدرجاته المختلفة في تناغم فني، فتشعر أنك في واحة من واحات الفن، وتكتمل اللوحة بزهور من الأطفال، ما شكل مزيجا من المتعة والمعرفة والفن في خيمة واحدة هي «لنجعلها خضراء».

وأوضحت هديل العيسى، مسؤولة الخيمة، أن هدف الخيمة تشجيع الحفاظ على البيئة من خلال توعية الأطفال وتعريفهم بقيمة أن نجعل بيئتنا خضراء.

من جانبه، استعرض مشرف الخيمة كنعان القنيبي كيفية استقبال الأطفال في الخيمة بداية باختيار الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ست سنوات و12 سنة، بعدها يعرض فيلم توعوي لمدة دقيقتين يعرّف الأطفال بأهمية الحفاظ على البيئة والقيمة الجمالية للون الأخضر من خلال زيادة رقعة الأرض المزروعة وكيفية الحفاظ عليها.

وأضاف: «إثرها يقوم الأطفال بتعبئة بياناتهم على استمارة خاصة بذلك وينتقلون إلى الطاولة، وبمساعدة المشرفات والمتطوعات يجري إمدادهم بالمواد اللازمة للرسم الذي يدور حول المحافظة على البيئة والدعوة إلى زيادة الرقعة الخضراء من حولنا، مع ترشيد استهلاك الطاقة، وتستغرق الجلسة الواحدة لكل مجموعة 40 دقيقة. وفي ختام الرسم تسلم الأعمال للمشرفات مع وضعها في أرفف خاصة بذلك وكل أسبوعين تعرض على لجنة تحكيم».

وعادت مسؤولة الخيمة للحديث قائلة: «تقسم الفئات إلى فئتين، الأولى من 6 حتى 9 سنوات، والفئة الثانية من 10 حتى 12 سنة، وتختار لجنة التحكيم 18 عملا فائزا؛ تمنح الأعمال الثمانية الأولى أجهزة (آيباد)، والباقي تمنح (استاندات) للرسم، وأفضل الأعمال تعلق في المعرض القادم».

وأضافت: «بعد الرسم ينتقل الطفل إلى شجرة الوعود ويكتب وعده بالمحافظة على البيئة ويعلقه على شجرة معدة لذلك؛ لترسيخ حب البيئة في نفوس الأطفال، ثم يذهب الأطفال لتوثيق زيارتهم للخيمة من خلال رسم أحد مظاهر الحفاظ على البيئة على أيديهم من خلال إحدى المتطوعات كمكافأة للطفل بعد مشاركته في الخيمة».

وختمت العيسى حديثها بالقول: «تستقبل الخيمة في الليلة الواحدة ما يزيد على 240 طفلا، ووصل عدد الأطفال المتفاعلين مع البرنامج حتى الآن إلى أكثر من 2800 طفل»، مضيفة أنه جرى تدريب المتطوعات والمدربات على كيفية إخلاء الخيمة في حالة الطوارئ، مع تمثيل خطة الإخلاء والتأكد من استخدام الأبواب وطفايات الحريق؛ حرصا على أرواح الأطفال.