عاصفة رمال الصحراء تخنق لندن

كاميرون يلغي تمرينه الصباحي.. وتحذير حكومي للمواطنين

رجل يلتقط صورة للندن المتضررة بالعاصفة الرملية عبر هاتفه من ناطحة سحاب أمس (أ.ب)
TT

حبست العاصفة الرملية الآتية من الصحراء الكبرى، أمس، لليوم الثاني على التوالي، أنفاس سكان العاصمة البريطانية والمدن المجاورة لها، بينما حذرت الحكومة المواطنين من خطورة استنشاق الهواء الملوَّث. وبدت سماء لندن مغلَّفة بطبقة سميكة من الغبار، مصحوبة بالتلوث الذي تعاني منه بريطانيا أصلا، بسبب الانبعاثات الصادرة من السيارات والإنتاج الصناعي. ومعروف عن بريطانيا أنها من بين أكثر البلدان الأوروبية تلوثا، مما يضطر الحكومة إلى دفع مبلغ سنوي يصل إلى مليون جنيه إسترليني ضريبة بسبب التلوث.

وأدى المناخ الدافئ نسبيا مع سرعة الريح، إلى تفاقم أزمة عاصفة الرمال، إلى درجة أنه تعذر أمس رؤية أهم معالم المدينة السياحية، مثل مبنى الشارد (أعلى مبنى في أوروبا) و«عين لندن». ونصحت الحكومة المواطنين الذين يعانون من مشكلات في التنفس بعدم الخروج إلى التنزه أو ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، لأنه جرى تصنيف الوضع العاصف بالبلاد باللون البنفسجي، مما يدل على خطورته. وكان رئيس الحكومة ديفيد كاميرون من الذين التزموا بنصائح حكومته، وصرح عبر برنامج على قناة «بي بي سي»، صباح أمس، بأنه ألغى تمرينات الركض التي يقوم بها كل صباح، وبقي في غرفته بمدينة مانشستر، مستعيضا عنها بإتمام بعض الأعمال.

وفي تمام الساعة السابعة من صباح أمس، جرى فحص مستوى التلوث، وتبين أنه بلغ أعلى مستوياته في مناطق تقع إلى الشمال من لندن. وكانت هناك مناطق أكثر تلوثا في العاصمة، أبرزها شارع مارليبون ومنطقة كامدن تاون، والمنطقة الواقعة إلى جانب مطار هيثرو، وشمال كينزينغتون.

وتزامنت العاصفة وتبعاتها مع تحضيرات العدّائين لماراثون لندن السنوي المرتقب، بعد أسبوع من الآن، مما حدا بالمسؤولين في وزارة الصحة البريطانية إلى دعوة المشتركين لعدم التوقف عن التمرين، واتخاذ الحيطة. كذلك، منعت بعض مدارس لندن الطلاب من الخروج للعب في الخارج، لتحاشي التعرض إلى سوء، بسبب انتشار الغبار والتلوث.

وبسبب هذه العاصفة، باتت لندن الملقبة بـ«عاصمة الضباب» تعاني أسوأ من ضبابها المعهود، إذ لم تنجُ سيارة من الغبار، وصُبغت كلها بلون الغبار. ومن المتوقع أن تحقق محلات غسل السيارات أرباحا مادية بعد انجلاء العاصفة وانتهاء أزمة التلوث.