أفغانستان تستعد لأول عملية انتقال ديمقراطي للحكم اليوم

رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان لـ «الشرق الأوسط»: للمرة الأولى لا نعرف مسبقا الفائز المحتمل

أفغان يسيرون أمام ملصقات دعائية لمرشحين في شارع بكابل أمس (أ.ف.ب)
TT

تجري الانتخابات الرئاسية في أفغانستان اليوم في مستهل أول عملية انتقال ديمقراطية للبلاد من رئيس لآخر. ويدخل الحلبة ثمانية مرشحين على مقعد الرئاسة، يتقدمهم زلماي رسول وزير الخارجية الأسبق المقرّب من الرئيس الحالي حميد كرزاي، وعبد الله عبد الله زعيم المعارضة وزير الخارجية السابق، وأشرف غاني الخبير السابق بالبنك الدولي.

ومنذ الإطاحة بنظام طالبان في عملية عسكرية قادتها الولايات المتحدة عام 2001، ظل الرئيس حميد كرزاي حاكما للبلاد؛ أولا رئيس للحكومة المؤقتة، ثم رئيسا للبلاد لفترتين، حيث انتخب عام 2004 ثم 2009. ووفقا للدستور، يحظر على كرزاي الترشح لولاية ثالثة. وكثفت الإجراءات الأمنية المشددة في شوارع العاصمة كابل منذ الخروج من «ميداني هوائي بين المللي كابل» أو مطار كابل الدولي، عبر الخطوط التركية، كان الأبرز في المشهد هو طائرات قوات التحالف الغربية الرابطة على أرض المطار، تقول للزائر إن القوات الأجنبية ما زالت موجودة، وطالبان أيضا تضرب في جنبات العاصمة الأفغانية بحثا عن ضجة إعلامية، لكن الإجراءات الأمنية غير المسبوقة، ونقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان بشوارع العاصمة كابل، وكذلك الأمطار الغزيرة التي بللت شوارع العاصمة الخالية من المارة بسبب عطلة يوم الجمعة كانت أيضا ضمن المشهد العام قبل يوم الانتخابات الحاسم».

تقدم ثمانية مرشحين بأوراقهم لخوض السباق الرئاسي، لاختيار خليفة لكرزاي. ومن الواضح أن العامل الأمني والتودد العرقي يسيطران على مشهد الانتخابات الرئاسية، فحتى قبل ساعات من وصولي إلى كابل كانت طالبان تضرب من جديد بتفجير انتحاري أمام مقر وزارة الداخلية، أدى إلى مقتل ستة شرطيين، وجاء هذا الهجوم في اليوم الأخير من حملة الدعاية للانتخابات، التي تمثل أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ أفغانستان، وعقب هجومين سابقين فاشلين على المقر الرئيس، للجنة العليا للانتخابات، أما التحالفات العرقية فحدِّث ولا حرج، فيمكن أن تلاحظها أيضا في السفارة الأفغانية في العاصمة البريطانية، لمجرد أن تشير إلى أن هناك ترتيبا ما لإجراء مقابلة مع عبد الله عبد الله زعيم المعارضة وزير الخارجية الأسبق المرشح الرئاسي، فستجد تعطيلا من نوع ما في أوراق تأشيرة الدخول، وعلى الجانب الآخر عقب الوصول إلى كابل، في شارع شهرانو، الذي خلا تقريبا من المارة، باستثناء رجال الأمن المنتشرين في كل مكان يفتشون السيارات والأشخاص بحثا عن أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة.

وشارع شهرانو يقع وسط العاصمة الأفغانية، وهو قريب من حي وزير أكبر خان، أو حي السفارات، الذي كانت تقطنه قيادات «القاعدة» في زمن طالبان، والشارع مزدحم بوجهات البوتيكات الملونة، والفنادق في العاصمة الأفغانية لا تتحدث إلا بالدولار واليورو، تجد صورا وملصقات ممزقة للمرشح الرئاسي عبد رب الرسول سياف أمير الحرب المتشدد، الذي يتحدث العربية بطلاقة، وهو من خريجي الأزهر، ثم كلية الشريعة بجامعة كابل، فسرها لي حارس الفندق عبد الحي وهو من عرق الطاجيك، بأنه ربما في إتلاف ملصقات سياف الدعائية في كابل، وكذلك مدن باميان ومزار شريف التي تهيمن عليها أقلية الهزارة في أفغانستان، انعكاس للماضي الذي عاد ليطارده بوصفه أحد أمراء الحرب. فخلال الحرب الأهلية الأفغانية في مطلع التسعينات من القرن الماضي، قتلت ميليشيا سياف عشرات الآلاف من الهزارة الذين يتبعون المذهب الشيعي ويعتبرهم المتشددون السنة من قوات سياف كفارا. أمراء الحرب الذين لهم ماضٍ عنيف مثل سياف لعبوا دورا في التأثير في السياسة الأفغانية، منذ أن ساعد التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الإطاحة بحركة طالبان عام 2001.

وقالت السيدة شكرية باركزاي رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الأفغاني التي التقتها «الشرق الأوسط»، أمس، عقب الوصول إلى مطار كابل: «إنها المرة الأولى التي لا يعرف أحد مَن الفائز في الانتخابات مقدما، لكن في انتخابات عامي 2004 و2009، كنا على يقين أن حميد كرزاي سيصل إلى الرئاسة، لأسباب كثيرة معروفة في الشارع الأفغاني، أما اليوم قبل ساعات لا نعرف إن كان أشرف غاني الخبير الدولي الذي عمل في البنك الدولي أو زلماي رسول وزير الخارجية الأسبق المقرب من حميد كرزاي، أو عبد الله عبد الله زعيم المعارضة». وأعربت باركزاي عن حزنها الشديد لمقتل صحافية ألمانية وإصابة أخرى كندية في ولاية خوست، قبل ساعات من انطلاق سباق الرئاسة. ويشار إلى أنه لن تكون هناك أي قيمة لهذه الانتخابات ما لم يتمتع الناخبون بحق الانتخاب الفعلي، وما لم يكونوا على وعي بالبرامج والأهداف التي يدافع عنها كل واحد من المرشحين. وهذا ما يتطلب إجراء حوار جاد وواضح بين جميع المرشحين من جهة، وبينهم وبين الشعب الأفغاني من الجهة الأخرى.

ودعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في خطاب تلفزيوني، أمس، المواطنين في أرجاء البلاد للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة قائلا: «إن مستقبل البلاد يعتمد على أصواتكم». وقال كرزاي: «انتخبوا رئيسكم المقبل وأعضاء مجالس المحافظات بحرية». وأضاف: «يتعين على الرجال والنساء في شتى أنحاء البلاد أن يشاركوا في الانتخابات»، مضيفا أن يوم الانتخابات سيكون «يوما حاسما لهذا البلد». وقال إن مشاركة الشعب في المؤتمرات الانتخابية للمرشحين يعكس إيمانهم بالنظام السياسي. ورأى كرزاي أن «مشاركة الشعب في الانتخابات ستمثل ردا قويا على أولئك الذين يعتقدون أنه بمقدورهم النيل من تصميمنا من خلال استخدام العنف».

وعشية الاقتراع الرئاسي، قتلت مصورة صحافية ألمانية تعمل لصالح وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، وأصيب زميلة لها كندية، برصاص شرطي في إقليم خوست (شرق). وقال مسؤول الشرطة في المنطقة باريالان راوان إن ضابط شرطة أطلق النار على أنجا نيدرينغاوس، وهي مصورة ألمانية، وكاثي غانون وهي صحافية كندية، تعملان لدى وكالة «أسوشييتد برس»، بمنطقة تاناي. وأكدت الوكالة أن ضابط شرطة أفغاني فتح النار عندما كانت الاثنتان في سيارتهما، مضيفة أن غانون أصيبت بجراح وأن حالتها مستقرة، لكنها تتلقى رعاية طبية. وأكدت الوكالة مقتل نيدرينغاوس. وقالت الشرطة إن سائقهما لم يُصَب بأذى. من جهة أخرى، نفت طالبان أي علاقة لها بهذا الهجوم، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد: «لم يكن لمقاتلي الحرية يد في هذا الهجوم. قد يكون الأمر مسألة شخصية». وبدورها، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن سفارتها في كابل «تحاول بإصرار الحصول على توضيح»، بشأن مقتل المصورة الصحافية نيدرينغاوس. وكانت الصحافيتان توجهتا إلى مدينة خوست مع قافلة تحمل بطاقات اقتراع. وقال راوان إنهما توجهتا بعد ذلك إلى منطقة تاناي القريبة على الحدود مع باكستان، حيث يعتقد أن طالبان تتمركز هناك.

وشهدت أفغانستان تصاعدا في وتيرة أعمال العنف منذ بدء الحملات الانتخابية، ولكن لم تؤثر الحوادث على ما يبدو في عزم الناخبين على المشاركة في الانتخابات. وكان مئات الآلاف من المواطنين الأفغان قد شاركوا في مسيرات بقيادة العديد من المرشحين في أنحاء البلاد. وانتهت الحملات الانتخابية الأربعاء. ويشارك أكثر من 12 مليون ناخب في عملية التصويت التي ستجري في 6400 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد.

ودعا كرزاي، الذي يعيش آخر أيامه في السلطة، المرشحين إلى «قبول نتائج الانتخابات من منطلق المصلحة الوطنية».

كما طالب المسؤولين الحكوميين بالالتزام بالحياد، وحث المراقبين المحليين والأجانب على مراقبة الانتخابات بـ«نزاهة».

وكان ثلاثة مرشحين انسحبوا من السباق، بينهم اثنان أعلنا مساندتهما للمرشح الرئاسي زلماي رسول المقرب من الرئيس كرزاي، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، ويُنظر إليه حاليا على أنه من بين أوائل المرشحين المؤهلين للفوز. وانسحب المرشح الرئاسي السابق قيوم، وهو شقيق الرئيس كرزاي من السباق، ليدعم المرشح رسول، الأمر الذي أثار كهنات بأن رسول هو الاختيار المفضل لدى الرئيس الحالي المنتهية ولايته.

وواصل المرشحون الثمانية طوال الشهرين الأخيرين خطب ود شيوخ القبائل والزعماء الدينيين والشخصيات المحلية القوية، وهم يسيطرون جميعا على كتل تصويتية كبيرة.

وأعلنت جماعة طالبان، التي تشن عمليات تمرد منذ عام 2001، أنها تعتزم شن هجمات ضد المرشحين والناخبين والعاملين بمراكز الاقتراع. وتزايدت معدلات أعمال العنف في أنحاء البلاد، خاصة في العاصمة كابل، إلى حد كبير، منذ بدء الحملة الانتخابية. ولقي 15 شخصا، على الأقل، حتفهم في أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات، وفقا لما أعلنته اللجنة الانتخابية المستقلة التي تعرضت هي نفسها لهجومين في غضون أسبوع. وقالت اللجنة إنه سيجري نشر 352 ألف عنصر من قوات الأمن الأفغانية يوم الانتخابات، يدعمهم 50 ألفا من المجندين المؤقتين، في حين أعلنت القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان أنها ستدعم القوات المحلية إذا طُلب منها ذلك.

ورغم أن عدد المقيدين في الجداول الانتخابية يصل إلى نحو 12 مليونا، فإنه جرى توزيع أكثر من 18 مليون بطاقة انتخابية حتى الآن، وفقا لما ذكره المسؤولون، مما يعرِّض العملية الانتخابية للتزوير. وحتى العام الماضي، جرى إصدار 3.5 مليون بطاقة انتخابية جديدة، بلغت حصة النساء منها 35 في المائة.

وقال نور محمد نور المتحدث باسم اللجنة الانتخابية المستقلة إنه جرى نقل المواد والأدوات المتعلقة بالانتخابات من 34 عاصمة إقليمية إلى 398 مركزا، بينها بعض المناطق غير الآمنة تماما. وأضاف أن السلطات استأجرت 3200 من البغال والحمير لنقل صناديق الاقتراع والمواد الأخرى الخاصة بالانتخابات إلى بعض المناطق النائية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها أفغانستان انتخابات من دون مساعدة أجنبية مباشرة للعملية الانتخابية، ويمكن أن تتعرض مليارات الدولارات من المعونة الأجنبية للخطر حال عدم إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وأعلن المسؤولون أن 6423 مركزا انتخابيا «ستظل مفتوحة وتعمل» يوم الانتخابات، في حين سيغلق أكثر من 700 مركز أبوابه أمام الناخبين لأسباب أمنية. وسيجري تمويل نفقات العملية الانتخابية من جانب المجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة، حيث يقدر أن تبلغ التكلفة أكثر من 130 مليون دولار.

وسيكون بوسع الناخبين الإدلاء بأصواتهم في أي مركز للاقتراع في أنحاء أفغانستان، ولتجنب التزوير، سيغمس كل ناخب أدلى بصوته إصبعه في نوع من الحبر لا يمكن إزالته. وسيجري نشر نحو 13 ألف حارسة أمن لتفتيش الناخبات يوم الانتخابات. ومن المقرر أن تبدأ عملية فرز الأصوات في اليوم التالي للاقتراع، وتستمر حتى 20 أبريل (نيسان) الحالي، وفي حال حصول أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة، من المتوقع أن تجري اللجنة الانتخابية جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة من أصوات الناخبين، وذلك يوم 28 مايو (أيار) المقبل.

وكانت النتيجة النهائية لانتخابات عام 2009 جرى تأجيلها لعدة أسابيع، بسبب ما تردد حول حدوث عمليات تزوير.

ومن المقرر أن يجري في الوقت نفسه انتخاب أعضاء المجالس المحلية، وجرى تخصيص 20 في المائة من مقاعد المجالس المحلية، التي تصل إجمالا إلى 458 في 34 ولاية، للنساء. ويبلغ عدد المرشحين للمجلس المحلية 2713 مرشحا، بينهم 2406 رجال و308 نساء. وأوضحت اللجنة الانتخابية أن أعمار نحو 70 في المائة من المرشحين للمجالس المحلية دون الـ30، ويُذكر أن أكثر من ثلثي عدد السكان في أفغانستان، دون الـ35.

وشاب الغش على نطاق واسع كل الانتخابات الأفغانية منذ سقوط الحركة الأصولية، بينما تلوح منذ فترة طويلة احتمالات تكرار ذلك خلال الغد، وحتى قبل فترة طويلة من بدء المرشحين حملاتهم الانتخابية.

وفي استطلاع لمنتدى «انتخابات حرة ونزيهة في أفغانستان»، توقع ربع المواطنين فقط أن تكون عملية التصويت نظيفة، ويتفق المنظمون والدبلوماسيون والمراقبون على أن شراء الأصوات والترهيب، مشكلات قد تتكرر هذه المرة أيضا.

ويخشى كثيرون أن يستخدم المرشحون الرشى إذا خسروا معركتهم الانتخابية، أو محاولة عرقلة العملية الانتخابية عبر حض الناخبين على عدم التصويت أو تشويه سمعة العملية الانتخابية بأكملها. وتُعدّ الانتخابات الحالية في أفغانستان حاسمة، فهي الثالثة منذ سقوط طالبان عام 2001، لكنها الأولى التي تبشّر بانتقال سلمي للسلطة في البلاد على الرغم من التساؤلات الكثيرة حول القدرة على تطبيق السلام الحقيقي، بعد سلسلة من الهجمات لحركة طالبان على أهداف سهلة في العاصمة كابل. وفي السنوات الخمس الأخيرة منذ العام 2009، جرى استبعاد أكثر من مليون صوت، وأدخلت مجموعة من التدابير جعلت الغش أكثر صعوبة.

وإذا ما أردنا قراءة التحديات من على الأرض، فإن هناك العديد من القضايا الصعبة التي تواجه النخبة السياسية الأفغانية، ومنها على سبيل المثال: كيف يمكن للرئيس المقبل أن يبني قوات جيش وأمن وطنية يحترمها الأفغان، بعد انسحاب القوات الأجنبية بعد شهور من الآن، ويُعوّل عليها في توفير الأمن والنظام؟ وهل يمكن لثروات البلاد ومواردها أن تُستغلّ في خدمة أهداف التنمية والاستثمار على نحو مسؤول وخاضع للمساءلة والمحاسبة؟ وكيف يمكن تعليم وتدريب الشباب الذين يمثلون رأس المال البشري الذي تحتاجه أفغانستان للمضي قدما للأمام؟ ثم ما السياسات التي يمكن تبنيها بهدف تشجيع عودة المتمردين الذين يعلنون نبذهم للإرهاب واستخدام القوة ضد النظام، إلى جانب إعلان قبولهم واحترامهم للدستور الأفغاني؟ وما أفكار كل مرشح من المرشحين عن حكم بلادهم؟ مثلا: كيف يمكن تطوير مجالس المحافظات المحلية، بحيث تكون معبرة تعبيرا حقيقيا عن أصوات الناخبين؟ ثم كيف للمجتمع الدولي أن يقيم علاقة شراكة أفضل مع أفغانستان بهدف توطيد السلم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم؟

* المرشحون الأوفر حظاً لخلافة كرزاي

* زلماي رسول: كان رسول (70 عاما) حتى اكتوبر تشرين الاول الماضي وزيرا للخارجية قبل ان يتنحى عن المنصب لخوض حملة انتخابية. يتحدر رسول من الباشتون وهو قريب من كرزاي فقد كان مستشاره للامن القومي في 2003 و2010، ويعتبره العديد من المراقبين مرشح الحكومة المنتهية ولايتها. ونجح رسول في الاسابيع الماضية بكسب تحالف مرشحين اخرين من بينهما قيوم كرزاي الاخ الاكبر لكرزاي، إلا أن افتقاره للحضور القوي يمكن ان يجعله يخسر بعض الاصوات. يتقن رسول الفرنسية والانجليزية والايطالية والعربية، وتابع دروسا في الطب في باريس، وكان امينا عام للملك الاخير لأفغانستان محمد ظاهر شاه خلال إقامته في المنفى بروما.

* عبد الله عبد الله: حل عبد الله عبد الله الذي ولد لاب من الباشتون وام من الطاجيك، اكبر اتنيتين في البلاد، بعد حملة انتخابية ناجحة في المرتبة الثانية في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية ل2009، مع اكثر من 30% من الاصوات.

انسحب من الدورة الثانية بعد ان ندد على غرار عدد كبير من المراقبين بعمليات التزوير الواسعة النطاق مما ادى الى اعادة انتخاب كرزاي بحكم الامر الواقع. قاد حملة نشطة هذا العام وردد مرارا ان التزوير وحده يمكن ان يحول دون فوزه في الانتخابات.

وكان عبد الله عبد الله (53 عاما) المسؤول في المعارضة وطبيب العيون السابق الذي يحظى بتاييد مسؤولين غربيين، متحدثا باسم القائد احمد شاه مسعود الذي اشتهر بمقاومته للاحتلال السوفياتي ولنظام طالبان واغتيل في التاسع من ايلول/سبتمبر 2001 قبل ان يعين وزيرا للخارجية في الحكومة الاولى لكرزاي.

* أشرف غني: استقال غني الحائز على شهادة جامعية وخبير الاقتصاد المعروف عالميا من مهامه كرئيس للجنة الانتقالية وهي هيئة حكومية مكلفة مراقبة العملية الانتقالية الديمقراطية في أفغانستان لخوض الحملة الانتخابية.

غني (64 عاما) من الباشتون ومعروف بطبعه المتمرد وكان حل في المرتبة الرابعة في الدورة الاولى من انتخابات 2009 مع 2، 94% فقط من الاصوات. لكن وخلافا للانتخابات السابقة حيث بدا غني هامشيا، خاض هذه المرة حملة قوية ادلى فيها بخطابات حماسية خلال تجمعات شهدت اقبالا شعبيا كبيرا.

وشغل غني الذي ليس لم يكن زعيم حرب او سياسيا محترفا، منصب وزير للمالية في حكومة كرزاي بين 2002 و2004. وكان تخرج من جامعة كولومبيا في نيويورك وشغل منصب مسؤول في البنك الدولي. إلا أنه أثار جدلاً عندما اختار مرشحاً ثانياً على قائمته هو عبد الرشيد دستم المتهم بالسماح بقتل مئات الاسرى من حركة طالبان في 2001.

* عبد رب الرسول سياف: يعد عبد رب الرسول سياف من أبرز زعماء الحرب الأفغان. برز سياف وهو من الباشتون خلال الحرب ضد الاحتلال السوفياتي (1979-1989) قبل أن ينضم الى تحالف الشمال بقيادة أحمد شاه مسعود خلال الحرب الاهلية (1992-1996). وأثار تقرير للامم المتحدة الشكوك حول دور الميليشيات بزعامته في مجزرة استهدفت مئات الشيعة من الهزارة في كابل في 1993. كما ان تقرير اللجنة الاميركية حول اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، أشار إلى أن سياف كان بمثابة «مرشد» لخالد الشيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 2001 كما يقول. ومع أن سياف لا يتمتع بحظوظ كبيرة في الفوز الا انه يمكن ان يلعب دورا مهما في المفاوضات المحتملة في حال اجريت دورة ثانية.