مقاتلو حماه يخسرون «أم الثورة» التي أحضرت الطعام لهم وحملت السلاح إلى جانبهم

مريم الشريف واحدة من عشرات السوريات اللواتي دعمن الحراك السلمي والعسكري

صورة وزعتها شبكة «شام» الإخبارية للمقاتلة مريم الشريف
TT

فقد مقاتلو المعارضة السورية في مدينة حماه وسط سوريا داعما رئيسا لهم، بموت مريم الشريف التي كانوا ينادونها بـ«أم إسماعيل»، قبل أن يطلقوا عليها لقب «أم الثورة»، تلك السيدة التي حملت السلاح أسوة ببقية مقاتلي الجيش السوري الحر لمواجهة القوات النظامية، ولقيت حتفها أخيرا منذ أيام، نتيجة القصف النظامي على بلدتها كفرنبودة في ريف محافظة حماه.

ونشرت شبكة «شام» الإخبارية صورة لمريم وهي تحمل السلاح، مشيرة إلى «تضحيات كبيرة قدمتها في سبيل الثورة». وقال مراسل شبكة «شام» في حماه مهند المحمد: «إن أم إسماعيل كانت بجانب المقاتلين في الجبهات تقاتل معهم وتحضر لهم الطعام والخبز، وتشجعهم وترفع من معنوياتهم»، موضحا أنها «أشرفت على المطبخ الميداني في كفرنبودة، الذي يقدم الطعام للمقاتلين، كما قدمت المساعدة للنازحين من بلدتها، ومن باقي بلدات ريف حماه».

وكانت شريف فقدت اثنين من أشقائها المناصرين للمعارضة، بعد مقتلهما في سجون النظام السوري، نتيجة للتعذيب الشديد الذي تعرضوا له، بحسب ناشطين. كما سبق للقوات النظامية أن اعتقلت أم إسماعيل نفسها بتهمة انخراطها بـ«نشاطات إرهابية»، وقضت نحو شهر في سجن حماه المركزي، قبل أن يُفرج عنها.

ويقول المحمد: «بعد خروجها من السجن، كانت حالة الحزن واضحة عليها، وآخر مرة رأيتها كانت تبكي وهي تخبرني عن المعتقلات في سجون النظام بحماه وكيف يُعَذّبن، وتحكي بحسرة عن ما سمتهم تجار الدم الذين سرقوا قوت الشعب».

وأكد محمد، الذي عرف أم إسماعيل لفترة طويلة، أنها «كانت مثال المرأة الشجاعة التي لا تخشى جبروت النظام»، مشيرا إلى أنها كثيرا ما قدمت المساعدات الإغاثية التي تصل إليها إلى النازحين على الرغم من حاجتها الماسة إليها.

ودور النساء في الحراك الشعبي المعارض للنظام السوري كان اقتصر على المشاركة في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. لكن مع بدء تحول الحراك إلى نزاع مسلح، أعلن، أواخر يوليو (تموز) 2012، عن تشكيل أول كتيبة نسائية تنضم للمعارضة المسلحة المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، في حمص باسم «كتيبة بنات الوليد». وحددت نساء «الكتيبة» مهامهن في عدة نقاط، منها «إسعاف الجرحى والعناية بهم، وإغاثة اللاجئين ومساعدتهم»، بالإضافة إلى تدريب من سمتهم بـ«الحرائر» على استخدام مختلف أنواع الأسلحة لحماية أنفسهن.

وأرجعت النساء المنضويات في هذه الكتيبة سبب تشكيلها إلى «الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري عامة، والحرائر خاصة، والتهجير القسري للمدنيين العزل من قبل العصابات الأسدية، وإجبارهم على ترك منازلهم وسرقة ممتلكاتهم، وعمليات القنص المستمرة للشعب السوري الحر من قبل الشبيحة والمرتزقة الإيرانيين وعناصر حزب الله، على الرغم من وجود المراقبين الدوليين».

وتُعد المهندسة في مجال البترول ثويبة كنفاني أول منتسبة إلى صفوف الجيش الحر، بعدما تركت عائلتها، وجاءت من كندا إيمانا منها بأن «العمل إلى جانب الجيش الحر وتسليحه وتقديم كل أنواع الدعم له يعد الطريقة الأنجع والوحيدة للقضاء على نظام بشار الأسد».

في المقابل، يستعين نظام الرئيس السوري بشار الأسد بكتائب نسائية في حربه ضد المعارضة يطلق عليها اسم «لبوات الدفاع الوطني»، إذ دربن على استخدام السلاح والبنادق واقتحام الحواجز، في محاولة من النظام لسد الفجوة داخل الجيش السوري، بسبب كثرة الانشقاقات. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فإن «المهام المنوطة بالنساء تقتصر على مراقبة نقاط التفتيش وحراسة الأحياء التابعة للنظام».