الاعتماد على التواصل

TT

* أود أن أقول بخصوص مقال فهد سليمان الشقيران «سقوط المثقف.. في فخ الشعبي!»، المنشور بتاريخ 6 أبريل (نيسان) الحالي، إن المشكلة أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أغرت كثيرا من المثقفين باقتحامها لأنها توفر لهم فرصة لاكتساب مزيد من الجماهيرية والمقروئية لإنتاجاتهم، لكن لا بد للمثقف ألا يضحي برصانة مهنته وينسف نسق عمله باسم ضرورة الاقتراب من الشارع وينزل إلى مستوى استخدام الكلمات النابية أحيانا وتقديم الأفكار المعلبة لاستدراك عطف الناس. ما نلاحظه الآن أن من يريد أن يكون حائزا صفة المثقف لا يبدأ مشواره في المكتبات والقراءة المتواصلة ليست عدته لكي يكون مثقفا محترفا، إنما يقصر طريقه ويحاول أن يظل موجودا على شاشة الفضائيات وأسلوبه في التعبير هو نفس الأسلوب المتداول في الشارع، محتواه فارغ من الفكر الرصين، لذلك فإن هذا النوع من المثقف عاجز عن أن يساهم في إضافة ما يمكن أن نعده أداة لتوصيف الواقع وتفسيره، بل لا تتعدى نظرته عما هو على السطح. صحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي قد لعبت دور المطرقة في تهديم بعض الأنظمة، لكن لا يمكن توقع إنتاج الأفكار والرؤى من خلال هذه القنوات، ومن يراهن على ذلك فرهانه خاسر في رأيي.

كه يلان محمد - العراق [email protected]