المعارضة ترد على التصعيد بريف دمشق واللاذقية بالتقدم في ريف القنيطرة

النظام يتحدث عن مقتل 20 مقاتلا معارضا بكمين في عدرا الصناعية

TT

رد مقاتلو المعارضة السورية أمس على تصعيد القوات الحكومية في ريف دمشق وريف اللاذقية، بفتح جبهة الجنوب، حيث أعلن ناشطون تقدم قوات المعارضة في ريف القنيطرة الجنوبي، الذي يشهد هدوءا حذرا منذ ما يقارب الشهرين. وبموازاة ذلك، أعلن النظام مقتل 20 مقاتلا معارضا في كمين بمنطقة عدرا الصناعية بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وأفاد ناشطون سوريون بتقدم قوات المعارضة في ريف القنيطرة المحاذية لهضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، بعد اشتباكات اندلعت ليل الأحد في المنطقة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باندلاع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في ريف القنيطرة الجنوبي بالقرب من التل الأحمر الغربي، مؤكدا «تقدم الكتائب والنصرة في المنطقة»، وتكبد القوات النظامية «خسائر بشرية». ولفت إلى مقتل أربعة مقاتلين من جبهة النصرة، والكتائب الإسلامية المقاتلة. وكانت «جبهة النصرة» وعدة كتائب مقاتلة أعلنت، أمس، بدء معركة «فجر التوحيد نصرة للأنفال» في محافظة القنيطرة، وشكلت أربع غرف عمليات هي: «غرفة عمليات الفاتحين، وغرفة فتح الشام وغرفة تجمع تحرير القنيطرة، وغرفة عمليات النصرة».

ويأتي تصعيد المعارضة في الجنوب، ردا على الحملة العسكرية التي يتعرض لها ريف دمشق، وكان آخرها محاولة تقدم القوات الحكومية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق على محورين، الأول في المليحة وجوبر جنوب الغوطة الشرقية المحاذي للعاصمة السورية، والثاني على المحور الشمالي للغوطة الشرقية قرب دوما وفي بلدة عدرا. وفيما لم تعلن المعارضة عن مقتل عدد من مقاتليها في عدرا، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بمقتل عشرين مقاتلا معارضا «في كمين محكم في منطقة عدرا الصناعية بالغوطة الشرقية بريف دمشق». وقالت الوكالة إن المجموعة تتبع «جيش الإسلام»، «ورصدت أثناء خروج المقاتلين من الغوطة الشرقية باتجاه منطقة عدرا الصناعية»، مشيرة إلى أنهم كانوا «يحاولون الفرار من الغوطة الشرقية باتجاه بئر القصب الضمير» بريف دمشق.

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري بمقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين بجراح إثر سقوط قذائف أطلقتها الكتائب الإسلامية المقاتلة على مناطق في حي الحمدانية وساحة سعد الله الجابري، الخاضعين لسيطرة القوات النظامية في مدينة حلب. وأشار المرصد إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين في حي الراشدين، أسفرت عن سيطرة المقاتلين المعارضين على منطقة عقرب الواقعة بين ضاحية الأسد ومدرسة الحكمة بحي الراشدين. وتواصل القصف بالطيران المروحي على أحياء حلب، حيث قال ناشطون من حلب إن الطائرات النظامية ألقت أكثر من 20 برميلا متفجرا على مناطق في جنوب المدينة.

وقال ناشطون إن مسلحي المعارضة سيطروا على حي الراموسة في حلب، إضافة إلى إسقاط مروحية عسكرية فوق سوق الجبس. ونقل مركز صدى الإعلامي المعارض أن الجيش الحر قتل 38 عنصرا من القوات الحكومية وأسر خمسة آخرين في مساكن الضباط بضاحية الأسد بحلب.

وفي ريف حلب، الذي تتعرض مناطق فيه لقصف بالبراميل المتفجرة، وقعت اشتباكات في منطقة تلة صبيحية قرب مدينة السفيرة، في حين دارت فجر أمس اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إثر هجوم مقاتلي «داعش» على قرية قلحيدة بريف مدينة عين العرب (كوباني). وفي ريف اللاذقية تواصلت الاشتباكات بين مقاتلين معارضين وآخرين تابعين للقوات النظامية، وتركزت أمس في محيط جبل تشالما. ودفعت الاشتباكات عددا من السوريين الأرمن إلى النزوح من المنطقة.

وأعلنت السفارة التركية في بيروت، أن عددا من السوريين الأرمن نزحوا إلى داخل الأراضي التركية منذ بدء الاشتباكات في 21 مارس (آذار) الماضي، وكان آخرهم 18 أرمينيا دخلوا الأراضي التركية أول من أمس، مشيرة إلى أنهم نقلوا «بإشراف مؤسسات في منطقة هاتاي إلى جانب ذويهم بعلم البطريركية الأرمينية في تركيا»، لافتة إلى أن أنقرة «اتخذت كل التدابير من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية لجميع ضيوفنا».