ثمانية قتلى في اشتباكات بين فصيلين فلسطينيين بمخيم «المية ومية» جنوب لبنان

مصادر فيه: زعيم أحد طرفي الإشكال يؤيد حزب الله منذ 1989

جندي لبناني عند مدخل مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان أمس (رويترز)
TT

قتل ثمانية أشخاص، وجرح عشرة آخرون، أمس، في اشتباكات اندلعت بمخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين في صيدا (جنوب لبنان) بين فصيلين فلسطينيين، يؤيد زعيم أحدهما حزب الله اللبناني.

وأوضح قائد «كتائب الأقصى» العميد منير المقدح أن خلفيات الاشتباك تعود إلى «إشكال فردي وقع قبل عشرة أيام، وحاولت الأطراف كافة العمل على تطويقه، ولكنها باءت بالفشل»، لافتا إلى أن الإشكال وقع بين مجموعة من «أنصار الله» التي يتزعمها جمال سليمان، ومجموعة أحمد رشيد الذي قتل في الاشتباك، مؤكدا أن «الفصائل تعمل على حل هذا الإشكال بالتنسيق مع الجيش اللبناني». وأشار إلى أن الجيش اتخذ إجراءات حول المخيم بشكل كامل، خوفا من اتساع رقعة الاشتباك، لافتا إلى أن «الاتصالات قائمة بشكل حثيث ومتواصل لإعادة الأمور إلى طبيعتها».

وخيم هدوء حذر على المخيم عقب تراجع حدة الاشتباكات بعد الظهر، إثر تدخل مسؤولين فلسطينيين على خط التهدئة، وفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا حول المخيم.

وبعد ساعات من الاشتباكات التي استمرت أكثر من ساعة ونصف الساعة، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، تمكنت العناصر الموالية لسليمان من السيطرة على مقر أحمد رشيد بعد مقتله.

وقال أمين سر حركة فتح في جنوب لبنان العميد ماهر شبايطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن التوتر بين الطرفين بدأ قبل أسبوعين «عندما وقع إشكال لا خلفية سياسية له، نتيجة خلاف شخصي بين أشخاص من المجموعتين، تطور إلى تلاسن واشتباك، وتدخلت حركة فتح لحله».

وفي حين سجل بين القتلى أحمد رشيد وشقيقه، وابن شقيق سليمان، قتل في الاشتباكات أيضا مسعف من مخيم عين الحلوة، المتاخم لمخيم المية ومية، كان يحاول إجلاء الجرحى، بحسب ما أكدت مصادر المخيم.

وقالت المصادر إن الاشتباكات هدأت «بعد تدخل مسؤولين فلسطينيين على خط التهدئة»، مشيرة إلى أن «اجتماعات عاجلة عقدت في مخيم عين الحلوة القريب، إلى جانب اجتماعات أخرى في (المية ومية)، وحضرتها كل القوى الإسلامية بهدف تطويق ذيول الحادث».

وتضاربت الأنباء حول أسباب وقوع الاشتباك. وقالت مصادر المخيم لـ«الشرق الأوسط» إن هناك روايتين؛ الأولى تتحدث عن تعرض زعيم مجموعة «شهداء العودة» أحمد رشيد لإطلاق نار مباشر في الشارع، مما أدى إلى مقتله على الفور، واتساع رقعة الاشتباك بين المجموعتين.

أما الرواية الثانية، فينقلها المقربون من مجموعة «أنصار الله»، وتتحدث عن تعرض زعيمها جمال سليمان لمحاولة اغتيال أثناء محاولته الخروج من المخيم لاستقبال اثنين من أنصاره كانا يؤديان العمرة. ويقول هؤلاء إن موكبا وهميا لسليمان، تعرض لإطلاق نار مما دفع بالمرافقين الذين كانوا يستقلون سيارات الموكب إلى الردّ على مصادر النيران، وإطلاق النار باتجاه أحمد رشيد الذي قتل على الفور، قبل حصول الاشتباكات.

وقالت مصادر المخيم إن «جمال سليمان، يؤيد حزب الله منذ انشقاقه عن حركة فتح في عام 1989، ويعد من المقربين من الحزب، ويترأس مجموعة مسلحة كبيرة في المخيم»، مشيرة إلى أن سليمان «كان قائد كتيبة (شهداء عين الحلوة) في حركة فتح، قبل انشقاقه عن فتح».

وفي المقابل، يعد أحمد رشيد أيضا من المنشقين عن حركة فتح منذ ثماني سنوات، «لكنه محبوب في المخيم منذ عمل في المساعدات الإنسانية، وساهم في توظيف شبان، مما زاد من شعبيته في المخيم»، كما قالت المصادر.

ولا يتمتع الإسلاميون في المخيم بنفوذ، خلافا لمخيم عين الحلوة المجاور؛ إذ يسيطرون على أحد شوارع المخيم. ويضم مخيم «المية ومية» مؤيدين لحركة الجهاد الإسلامي و«أنصار الله» وحركة حماس، و«الجماعة الإسلامية»، إلى جانب مؤيدين لحركة فتح التي تتمتع بنفوذ واسع فيه.

وتؤوي المخيمات الفلسطينية في لبنان، مجموعات مسلحة من انتماءات وذات مرجعيات مختلفة، وكذلك العديد من الخارجين عن القانون، وغالبا ما تحصل مواجهات مسلحة بينها. ويستضيف لبنان نحو 400 ألف لاجئ فلسطيني موزعين على 12 مخيما وتجمعات سكنية أخرى.