الأسد يؤكد أنه لن يتخلى عن السلطة.. ونصر الله يرى أن خطر سقوط حليفه «انتهى»

الائتلاف عد كلام زعيم حزب الله «تهيئة لطرح حل سياسي بعد صعوبة الحسم العسكري»

مقاتلون من الجيش السوري الحر بالقرب من مدرعة روسية الصنع استولوا عليها من قوات النظام السوري في الغوطة الشرقية أول من أمس (رويترز)
TT

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه لن يغادر سوريا ولن يتخلى عن السلطة، مؤكدا أن العمليات العسكرية في بلاده ستنتهي هذا العام والحكومة ستواصل معركتها ضد «الإرهابيين»، فيما اعتبر أمين عام حزب الله حسن نصر الله، أن «خطر سقوط النظام السوري قد انتهى، كما تجاوزنا خطر التقسيم والخيار العسكري فشل وأن معظم الدول تتبنى اليوم الحل السياسي».

وفي مؤتمر صحافي في موسكو بعد عودته من دمشق ولقائه الأسد، أعلن رئيس الحكومة السابق سيرغي ستيباشين أن الرئيس السوري سلمه رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «ليس يانوكوفيتش» ولن يرحل أبدا.

وأوضح ستيباشين، الذي يرأس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وهي منظمة غير حكومية أنه «بعكس يانوكوفيتش، ليس لدى الرئيس الأسد أعداء في دائرته المقربة وهو يعلم تماما ماذا يفعل من دون أي شك». وأشار إلى أن الأسد في صحة جيدة. وكان الأسد أعلن مرات عدة أنه سيترشح للانتخابات «إذا أراد الشعب ذلك». وفي ذكرى تأسيس «حزب البعث» قال الأسد، أمس، خلال لقائه وفدا من الحزب في درعا والسويداء والقنيطرة: «حين نكون أقوياء في الداخل فكل ما هو خارجي يبقى خارجيا وظاهرتان بجب على حزب البعث العمل على تغييرهما داخل المجتمع وهما التطرف وقلة الوعي».

وأشار الأسد إلى أنه «جرى استهداف الحزب في محاولة تشويه صورته منذ بداية الأزمة»، معتبرا أن قوة أي حزب ليست فقط في عدد أعضائه بل في اتساع شريحة المؤيدين له.

ولفت الرئيس السوري إلى أننا «مستمرون في عملية المصالحة لأن همنا وقف سفك الدماء ودور الحزب في المصالحات الحالية مهم جدا مشددا على ضرورة التفكير داخل الحزب بالجوانب التي أثرت فيها الأزمة وأدت إلى حدوث خلل فيها ومشروع الإسلام السياسي سقط ولا يجوز الخلط بين العمل السياسي والعمل الديني».

في المقابل، اعتبر نصر الله في حديث إلى «جريدة السفير اللبنانية»، أن «معركة سوريا ليس هدفها صنع ديمقراطية أو عدالة أو مكافحة فساد، بل تغيير موقع سوريا وموقفها بدليل العروض التي تلقاها الأسد غير مرة».

ورأى أن «معظم الدول تتبنى اليوم الحل السياسي، وتوقع أن يزداد الموقف الروسي تصلبا في المرحلة المقبلة»، معبرا عن اطمئنانه إلى مجرى الحوادث في جنوب سوريا وعلى حدودها الشمالية.

وردا منه على كلام نصر الله، اعتبر عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري محمد يحيى مكتبي أن هذه التصريحات تدل على «التخبط الذي يعيشه حزب الله نتيجة وجود حالة من الحرج الشديد لديه جراء مقتل عدد كبير من عناصره أخيرا في سوريا ووجود ضغط كبير عليه من حاضنته الشعبية وتراجع قدراته وتناقص أعداد عناصره بشكل مطرد، نظرا لارتفاع تكلفة القتال إلى جانب نظام الأسد». ورأى مكتبي في لقاء أجراه معه المكتب الإعلامي للائتلاف أن: «(حزب الله) الإرهابي يحاول أن يرفع معنويات مقاتليه وإيجاد مبررات غير واقعية، لكنه لن ينجح في ذلك، نظرا لحالات التشييع اليومي لمقاتليه الذين قضوا في سوريا». ووصف مكتبي قول نصر الله بأن «الخيار العسكري في سوريا فشل» بأنه «محاولة منه لإعادة التوازن وتهيئة لطرح أفكار لحل سياسي بعدما وجد أنه لا يمكن تحقيق الحسم العسكري، معتبرا أن هذا الطرح «لا يمتلك إطارا واضحا وفيه تشويش وعدم وضوح في الرؤية».

وفي حين كشف نصر الله أن الحزب يقف وراء العبوة التي استهدفت دورية إسرائيلية على الحدود بين البلدين في منطقة اللبونة، الشهر الماضي، وأنها كانت جزءا من الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أحد مواقع حزب الله في منطقة جنتا الحدودية، وكذلك، رسالة بأن المقاومة، على الرغم من قتالها في سوريا، عينها مفتوحة ومستعدة لأن تواجه، رأى أن «حوادث سوريا جاءت لتحقق أهم خيارات إسرائيل بعد فشل حرب يوليو (تموز) 2006، غير أن المجريات الميدانية تزيد قلق الإسرائيليين و«صارت عينهم على الجليل»، كما أشار إلى أن القلق الإسرائيلي من إيران يزداد يوما بعد يوم. وعبر نصر الله عن ثقته بأن إسرائيل لن تشن حربا جديدة على لبنان. وعن هذا الاستهداف، سأل وهبي قاطيشا، مستشار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع: «لماذا لم يعلن حزب الله عن مسؤوليته عن هذا الاستهداف لحظة وقوعه، وهو الأمر الذي حصل مع استهداف موقع له في جنتا قبل أن يعترف بعد يومين على استهداف إسرائيل موقعا تابعا له في البقاع؟»، مضيفا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر يدل على تردد حزب الله الذي بات يدرك تماما أن الشعب اللبناني لم يعد يقف إلى جانبه، مستبعدا في الوقت عينه أن يقدم حزب الله في الوقت الحالي على فتح جبهة الجنوب مع إسرائيل».

وعن مشاركته في القتال بسوريا إلى جانب النظام، شدد نصر الله على أهمية تماسك جمهور المقاومة وبيئتها الحاضنة، وقال: «نحن لا نواجه مشكلة مع جمهورنا في شأن مشاركتنا في سوريا، بل على العكس هناك فئة كانت مترددة ولكنها حسمت خيارها معنا، وأضاف: «أستطيع القول إن بعض جمهور 14 آذار يؤيد تدخلنا في سوريا حماية للبنان من المجموعات التكفيرية الإرهابية».

وهو ما عده قاطيشا أمرا غير واقعي، سائلا: «أين هو هذا الجمهور؟»، مضيفا «جمهور 14 آذار مثل قياداته لا يوافقون على ما يقوم به حزب الله لا في سوريا ولا في لبنان».