رئيس أركان الجيش الجزائري: عاهدنا الله أن نعمل وفق مهامنا الدستورية

الفريق قايد صالح يرد على الجدل بشأن «انحياز العسكر» في انتخابات الرئاسة

TT

رد رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، ضمنا على علي بن فليس، رئيس الوزراء الأسبق المترشح للانتخابات الرئاسية، وأحد أبرز خصوم ومنافسي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي دعاه، ضمنا، هو الآخر، إلى الحياد في الانتخابات.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أمس، عن الضابط الكبير المعروف بولائه الشديد لبوتفليقة، قوله «لقد عاهدنا (ضباط الجيش) الله سبحانه وتعالى في الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، أن نعمل دون كلل أو ملل وفقا للمهام الدستورية المخولة، ورفقة كل الأسلاك الأمنية وجميع الخيرين من أبناء وطننا». ويفهم من «المهام الدستورية» أن الجيش يكتفي بما حدده الدستور في أداء دوره، وهو حماية الحدود والدفاع عن تراب الجزائر ضد أي تهديد خارجي، من دون أن يقتحم عالم السياسة. وطالب صالح، وهو نائب وزير الدفاع أيضا، أفراد الجيش ومختلف أفراد أسلاك الأمن بـ«مواصلة جهودهم وتضحياتهم لتوفير الأجواء المثالية لإجراء الاستحقاقات الرئاسية المقبلة». وتحدث عن «حق الشعب الجزائري في أداء واجبه الانتخابي، بكل طمأنينة وراحة بال، بشكل يستطيع من خلاله الجزائريون الاختيار بكل حرية وشفافية وديمقراطية، الرئيس المناسب الذي يقدر القيم الوطنية».

ودعا بن فليس أول من أمس، في تجمع بجنوب البلاد، أفراد الجيش إلى «الحيلولة دون التلاعب بأصواتكم، ودون توجيه نتيجة الاقتراع في اتجاه معين». وقال أيضا «إنكم تدركون الرهانات.. إنكم مثال للتحلي بالروح الوطنية، وليس لدي أدنى شك بخصوص تعهدكم (بعدم الانحياز لأي مترشح)، وإنني على يقين بأنكم ستحتكمون إلى ضميركم فقط يوم 17 من الشهر». وفسر كلامه على أنه دعوة إلى عدم التأثر بانحياز رئيس الأركان إلى الرئيس المترشح. من جهة أخرى، قال معارض جزائري مترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجرى بعد ثمانية أيام، إن حاشية الرئيس بوتفليقة مارست عليه ضغطا كي يترشح لولاية رابعة، بينما هو غير قادر بدنيا على الاستمرار في الحكم. وذكر موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، في تجمع أمس بالبويرة (100 كم شرق العاصمة)، في إطار حملة الانتخابات، أن «جماعة الرئيس تسعى إلى فرض فترة انتقالية في البلاد، بعد الانتخابات، لمواصلة نهب ثروات الشعب». وقال إن «الرئيس المترشح لخلافة نفسه لن يستطيع إنقاذ الشعب، لأنه عجز عن حل مشاكله طيلة 15 سنة من ممارسة الحكم. وكيف له أن يسيَّر دفة الحكم وهو قعيد؟»، في إشارة إلى عدم ظهور بوتفليقة خلال الحملة التي تنتهي الأحد المقبل، بسبب المرض.

وأضاف تواتي الذي يترشح للرئاسة للمرة الثانية على التوالي «لن يستطيع هذه المرة إطالة عمره في الحكم، فهو لا يقوى على مجرد التحدث إلى الشعب». ولم يوضح تواتي من يقصد بـ«حاشية الرئيس»، لكن الاعتقاد السائد في البلاد أن بوتفليقة كان عازفا عن الاستمرار في الحكم بسبب حالته الصحية التي ازدادت سوءا منذ خضوعه لعملية جراحية في المعدة نهاية 2005، وأن مقربين منه من رجال أعمال وسياسيين يدعمون سياساته منذ وصوله إلى الحكم، أقنعوه بأن الجزائر «لا يصلح لقيادتها إلا مجاهد من رعيل ثورة التحرير». ويتردد على ألسنة الموالين للرئيس، خلال حملة الانتخابات، أن معارضي ترشح بوتفليقة «يحاولون تسويد حصيلة حكمه وتحريض الجزائريين ضد رئيسهم، لإثارة الفوضى في البلاد». والهدف من ذلك، حسب عمارة بن يونس وزير الصناعة المشاركة بقوة في الحملة، هو «جلب التدخل الأجنبي كما جرى في ليبيا». وقال عمر غول، وزير النقل، وهو أحد الموالين له «لن نترك لهم (المعارضة) الحكم، لأننا أولى به، وبوتفليقة هو الأصلح لقيادة البلاد».