احباط تفجيرات بالجامعات المصرية.. واتفاق على إبقاء الشرطة «خارج الأسوار»

قطع مؤقت للاتصالات في أسوان والنائب العام يحقق في الاشتباكات القبلية

TT

قالت قوات الأمن المصري أمس إنها تمكنت من إحباط عدة تفجيرات لقنابل وضعت في جامعتي الأزهر وعين شمس، في وقت شدد فيه المجلس الأعلى للجامعات، خلال اجتماع طارئ عقده أمس، على أهمية تكثيف وجود الشرطة خارج أسوار الجامعات للحفاظ على الأمن، مع استدعائها للتدخل عندما تقتضي الحاجة ذلك.

ووقعت ثلاثة تفجيرات بمحيط جامعة القاهرة الأربعاء الماضي، أسفرت عن مقتل ضابط شرطة وإصابة ستة آخرين. وقال الدكتور عز الدين أبو ستيت، نائب رئيس جامعة القاهرة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «وزارة الداخلية هي من يقرر كيف يكون التدخل وفقا للخطط الخاصة بها»، مشيرا إلى أن «موقف الشرطة حتى الآن - ووجودها الكثيف بالخارج - نجح في تأمين الجامعة، وهو كفيل بعودة الانضباط».

ومنذ بدء الدراسة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشهد معظم الجامعات اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والطلاب المناصرين لجماعة الإخوان المسلمين، خلفت عشرات القتلى والجرحى، وجرى فصل ومحاكمة مئات من الطلاب. وينادي طلاب «الإخوان» بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم، والإفراج عن المحبوسين، مع محاولات لتعطيل الدراسة.

وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية أمس إن «الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة تقوم حاليا باتخاذ الإجراءات القانونية في واقعة تمكن أفراد الأمن الإداري التابع لجامعة عين شمس من العثور على 12 جسما غريبا، حال قيامهم بتمشيط نطاق الجامعة الداخلي بين كليتي الحقوق والحاسب الآلي»، موضحا أن قوات الحماية المدنية وخبراء المفرقعات انتقلت لمكان الواقعة، وتبين أنها 12 قنبلة محلية الصنع وجرى التعامل معها وإبطال مفعولها.

كما تمكن خبراء المفرقعات بالإدارة العامة بالحماية المدنية بالقاهرة من إبطال مفعول قنبلة بدائية الصنع بجوار سور المدينة الجامعية لطلبة الأزهر بمدينة نصر، وقام خبراء المفرقعات بتمشيط المحيط الخارجي للمدينة الجامعية لطلبة الأزهر للتأكد من أنه لا وجود لأي قنابل أخرى، وجرى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

وبينما فرقت الشرطة مسيرة لمئات الطلاب بجامعة الأزهر، حيث أجبرتهم على دخول المدينة الجامعية. نظم طلاب الإخوان بجامعة القاهرة مظاهرة أمام الباب الرئيس للجامعة، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المضبوطين في أحداث العنف الأخيرة، مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة، كما أطلقوا الألعاب النارية على قوات الشرطة بالخارج.

وعقد المجلس الأعلى للجامعات اجتماعا طارئا أمس لبحث المجلس الأوضاع الأمنية وما شهدته الجامعات من أحداث عنف في الفترة الأخيرة، آخرها تفجيرات جامعة القاهرة. وقال الدكتور وائل الدجوي وزير التعليم العالي عقب الاجتماع، إنه تقرر تكثيف وجود الشرطة والقوات المسلحة خارج أسوار الجامعات، للحفاظ على الأمن والنظام في المحيط الخارجي للجامعات، وفقا للبروتوكول الموقع مع وزارة الداخلية، باستدعاء قوات الشرطة عندما يتطلب الأمر ذلك وبطلب من رئيس الجامعة.

ونوه الوزير إلى أنه لن يكون هناك وجود أمني داخل الجامعات في المرحلة الحالية إلا عندما توجد أوضاع عنف تستلزم ذلك، مشيدا بالجهود الكبيرة التي يقوم بها رؤساء الجامعات في هذه المرحلة.

في غضون ذلك، قام المستشار هشام بركات النائب العام المصري بالتوجه إلى أسوان أمس للتحقيق في الاشتباكات القبلية العنيفة التي شهدتها المحافظة على مدار الأيام السابقة، وخلفت 26 قتيلا، في وقت انقطعت فيه الاتصالات المحمولة والأرضية وخدمات الإنترنت تماما عن المحافظة لعدة ساعات.

وقال بيان للنيابة إنها تباشر التحقيقات في وقائع القتل والعنف التي شهدتها المحافظة على مدى عدة أيام سابقة، للوقوف على كيفية وقوع الأحداث وبدايتها، وهوية مرتكبي جرائم القتل والشروع في القتل التي حدثت.

واندلعت الاشتباكات الدامية يومي السبت والأحد الماضيين بين قبيلتي «الدابودية» النوبية و«الهلايل» في أسوان، قبل أن يتفق مشايخ القبيلتين ومحافظ أسوان أول من أمس على تطبيق هدنة لمدة ثلاثة أيام، وسط انتشار أمني بشوارع المدينة، حيث تجوب دوريات من الجيش والشرطة شوارع المدينة.

كما أرسل المجلس الأعلى للقبائل العربية وفدا برئاسة الدكتور سالم أبو غزالة نائب رئيس المجلس، في إطار طرح مبادرة للصلح بين أبناء القبيلتين. وقال أبو غزالة إن الوفد يضم 12 عضوا من مشايخ وكبار القضاة العرفيين من أصحاب القدرة على حل النزاعات التي تنشأ بين القبائل.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن انقطاع الاتصالات بأسوان بدأ منذ الساعة 12 ظهرا وحتى الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي المصري، مما تسبب في تعطل مصالح المواطنين وخدمات البنوك والشركات ومكاتب البريد والسنترالات بمراكز المحافظة، بالإضافة للمصالح الخاصة والحكومية ومكاتب حجز تذاكر السكك الحديدية والطيران، مشيرة إلى أن مسؤولي شركات الاتصالات أرجعوا انقطاع الاتصالات لوجود عطل لم يتحدد بعد.

في السياق ذاته، قال المتحدث العسكري العقيد أحمد علي أمس إن قوات الجيش والشرطة تمكنت خلال حملة مداهمات في مناطق عدة بجنوب وشمال سيناء من إلقاء القبض على 24 عنصرا من المشتبه في تورطهم في استهداف قوات الجيش والشرطة، موضحا أنه جرى القبض عليهم في عدة بؤر إرهابية في مناطق بئر لحفن والميدان والسكاسكة بالعريش، والشلاق بالشيخ زويد، ومراكز الحسنة والقسيمة.