بعد سقوط رنكوس.. 90 في المائة من المعابر باتت مقفلة بوجه قوات المعارضة

سيطرة النظام وحزب الله على المنطقة الحدودية ستفصل لبنان ميدانيا عن سوريا

TT

شارف النظام السوري ومقاتلو حزب الله على إمساك كامل الحدود اللبنانية - السورية بعد سيطرتهم، أمس، على بلدة رنكوس الحدودية، مما سينعكس سلبا على حركة المعارضين السوريين الذين كانوا يتعاطون مع أكثر من بلدة لبنانية حدودية على أنها قواعد خلفية لهم تمدهم بالسلاح في فترة من الفترات وبالمساعدات الإنسانية الصحية واللوجستية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في حديث مع «الشرق الأوسط»، إنه «لم يتبق إلا كيلومترات قليلة قبل بسط حزب الله وقوات النظام السوري سيطرتهم على كامل الحدود اللبنانية - السورية مما سينعكس سلبا على قوات المعارضة».

وأشار عبد الرحمن إلى أن الواقع الميداني الحالي سيفرض «صعوبة في تحرك المقاتلين الذين كانوا يتلقون السلاح والمساعدات عبر أكثر من منطقة لبنانية»، كما سيعوق نقل الحالات الإنسانية وخاصة الجرحى من المقاتلين لتلقي العلاج في لبنان.

وأوضح أن حزب الله بدأ يقيم مراكز ثابتة عند الحدود داخل الأراضي السورية لتأمين المعابر الحدودية، لافتا إلى أن الجيش اللبناني سيتولى الجهة اللبنانية من هذه الحدود.

وتمتد الحدود اللبنانية - السورية في الشمال والشرق على مسافة 467 كيلومترا، بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي أمين حطيط الذي أكد أن نحو 90 في المائة منها بات تحت سيطرة الجيش السوري.

ولفت حطيط في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن «لبنان انفصل ميدانيا عن الأزمة السورية بعد تطهير منطقة القلمون وقبلها مناطق القصير وحمص والزارة وقلعة الحصن»، مشيرا إلى أن الجيش السوري رسم بذلك «منطقة عازلة يسيطر عليها كليا وعزل بذلك لبنان عن أزمة بلاده».

وتربط لبنان بسوريا خمسة معابر شرعية، و18 معبرا فرعيا غير شرعي، و15 معبرا ثانويا غير شرعي، أي ما مجموعه 38 معبرا باتت قوات النظام السوري تسيطر على معظمها مع بقاء ثلاثة معابر مفتوحة فقط أمام عناصر المعارضة من المشاة باعتبار أنها معابر ضيقة لا يمكن أن تسلكها السيارات.

وتوقع حطيط أن تتراجع عمليات الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة في لبنان بعد إغلاق كامل الحدود اللبنانية - السورية بنسبة تتراوح ما بين 80 و90 في المائة، وفي ظل عدم إمكانية مرور سيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان كما كان يحصل في وقت سابق، وأضاف: «وتأتي الخطة الأمنية التي تطبق في أكثر من منطقة لبنانية امتدادا مباشرا لنجاح النظام السوري بإحكام السيطرة على المناطق الحدودية مما يضمن نجاحها».

وشهد لبنان منذ الصيف الماضي أكثر من عملية تفجير بسيارات مفخخة أو انتحاريين استهدفوا مناطق نفوذ حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية كما في منطقة البقاع شرق البلاد، كما طالت هذه العمليات حواجز للجيش اللبناني وتبنت معظمها مجموعات متطرفة أبرزها «جبهة النصرة في لبنان» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

ويؤكد المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينجما) رياض قهوجي، أنه «ما دام القتال والأزمة مستمرين في سوريا فإن لبنان سيكون حتما متأثرا إلى حد بعيد بما هو حاصل لدى جارته حتى ولو نجح حزب الله والنظام السوري بالسيطرة على كامل المناطق الحدودية».

ولفت قهوجي في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه باعتبار أن منطقة القلمون سلسلة جبال، فبالتالي «ستستمر عمليات التسلل ونصب الكمائن مما قد يؤدي إلى استمرار القصف المتقطع على أهداف محددة في منطقة البقاع اللبناني إن لم نقل سيتضاعف هذا القصف».

وأوضح قهوجي أن تراجع الهجمات الإرهابية في لبنان قد لا يدوم في حال استمرار فتح الحدود لدعم النظام السوري عسكريا، وأضاف: «التداعيات السلبية لمشاركة حزب الله بالقتال إلى جانب النظام السوري ستستمر وقد تطيح بالاستقرار الهش الذي تشهده البلاد خاصة أن الإرهابيين قد يجدون أساليب جديدة لضرب الداخل اللبناني بعد تأقلمهم مع المعطيات الحالية».

ولفت إلى أنه «على الرغم من أن لبنان لم يعد مصدرا وقاعدة لمساعدة الثوار، فإن ذلك لا يعني أنه عامل قد يقضي على الثورة السورية باعتبارها تتلقى دعما كبيرا يأتي من الشمال والجنوب والشرق».

وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، طمأن مطلع الأسبوع الحالي إلى أن «خطر التفجيرات الإرهابية في الداخل اللبناني تراجع كثيرا»، منوها بـ«الإجراءات الحدودية من الجانبين اللبناني والسوري».