العاهل المغربي يستقبل مبعوثا من الرئيس التونسي

دشن أمس مشروعين ينسجمان مع أهداف برنامج «طنجة الكبرى»

العاهل المغربي يتسلم رسالة من مبعوث الرئيس التونسي في طنجة أمس (ماب)
TT

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، بقصر مرشان في طنجة أمس، عدنان منصر الوزير مدير الديوان الرئاسي التونسي، مبعوث الرئيس منصف المرزوقي، حاملا رسالة إليه. وحضر هذا الاستقبال سفير الجمهورية التونسية لدى المغرب شفيق حجي.

على صعيد آخر، أشرف الملك محمد السادس، في طنجة أمس، على تدشين مركز للتأهيل المهني البحري، يعد تجليا جديدا للاهتمام الخاص الذي يوليه العاهل المغربي للعنصر البشري، وعزمه الوطيد على جعله محركا حقيقيا للتنمية.

وتهدف هذه المؤسسة التكوينية الجديدة، التي رصدت لها استثمارات بقيمة 10.7 مليون درهم (الدولار يساوي 8.4 ردهم)، إلى مواكبة النهضة التي تشهدها المنطقة التي أضحت قطبا اقتصاديا ولوجيستيا بامتياز، حيث يزدهر نشاط بحري واسع يتطلب مجموعة من المهن المرتبطة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بقطاعات الصيد والنقل البحري والموانئ.

ومن شأن مركز التأهيل المهني البحري، الذي يندرج إحداثه في إطار مخطط «اليوتيس» الرامي إلى تطوير قطاع الصيد البحري، المساهمة في تطوير القدرات والكفاءات الفردية عبر التكوين المستمر، والإرشاد، ومحو الأمية الوظيفية.

كما سيوفر هذا المركز، الذي شيد على مساحة 2789 مترا مربعا، تكوينات في المجالات المرتبطة باستغلال وقيادة وصيانة بواخر الصيد، وتثمين منتجات الصيد البحري، والحفاظ على الموارد البحرية، وصيانة الوسط البحري.

ومن أجل تمكينه من الاضطلاع بهذه المهام في ظروف بيداغوجية رفيعة المستوى، فإن المركز يشتمل على تجهيزات ومرافق ملائمة، منها على وجه الخصوص قاعات للدروس النظرية والأعمال التطبيقية، وقاعة للإعلاميات، وأخرى للاجتماعات، ومجموعة من الورشات (السلامة والعلاجات الأولية، والرسم والخرائط البحرية، والآلات البحرية، وحياكة شباك الصيد، والتبريد، والملاحة).

وسيوفر مركز التأهيل المهني البحري، وهو ثمرة شراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة التربية والتكوين المهني، جميع الظروف المحفزة على تشغيل الشباب، والنهوض بالنسيج الاقتصادي الجهوي، فضلا عن مواكبة تنفيذ مختلف الورشات البحرية والمينائية التي أطلقت على مستوى الجهة (الميناء الجديد للصيد بطنجة، المركب المينائي طنجة - المتوسط، وقرية الصيادين «الدالية»).

ويأتي هذا المشروع لتعزيز مختلف المبادرات التي جرى إطلاقها على مستوى عمالة طنجة، والتي تهدف بالخصوص إلى تثمين مؤهلاتها الاقتصادية ومواردها البشرية من أجل تحقيق تنمية مندمجة مستدامة وشاملة.

وأشرف العاهل المغربي أمس أيضا في بلدية بني مكادة (محافظة طنجة) على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز سوق «بئر الشفاء».

ويعكس هذا المشروع، الذي يعد خير تجسيد لسياسة القرب التي ينتهجها الملك محمد السادس منذ توليه حكم البلاد، والذي رصد له موازنة قدرها 100 مليون درهم، أيضا، الحرص الدائم للعاهل المغربي على الإنصات لانتظارات المواطنين والاستجابة لحاجاتهم وتمكين كل فرد على حدة من ظروف عيش كريمة ورغدة. كما يهدف هذا المشروع الذي يشكل جزءا من البرنامج الضخم «طنجة الكبرى» إلى تحسين ظروف اشتغال التجار، وضمان استقرار الباعة المتجولين، واجتثات البنيات العشوائية والارتقاء بجاذبية المشهد الحضري.

ومن شأن هذه السوق المستقبلية للقرب، التي سيكون شطرها الأول (60 مليون درهم) جاهزا في ظرف 18 شهرا، المساهمة في ضمان الجودة الصحية للمنتجات المعروضة للبيع، والرفع من عائدات التجار، والنهوض بالبنية الاقتصادية والتجارية للمدينة.

وسيشتمل هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين محافظة طنجة - أصيلة وبلدية طنجة، على 715 محلا تجاريا، ومرأب تحت أرضي يتسع لـ200 سيارة، ومقهى - مطعم، وإدارة، ومرافق أخرى.

وينسجم إنجاز هذا المشروع مع أهداف برنامج «طنجة الكبرى»، الذي يروم جعل طنجة مدينة توفر كل ظروف الحياة الرغدة ورحابة الفضاء.

وسيساهم هذا المشروع، ذو الوقع الاجتماعي القوي، في تعزيز الظروف الاجتماعية - الاقتصادية لآلاف السكان، وكذا إضفاء الديناميكية على النشاط الاقتصادي على مستوى مدينة طنجة التي تعيش على إيقاع الورشات الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس.