20 قتيلا في أعنف انفجار تشهده إسلام آباد منذ سنوات

الاعتداء جاء عشية انتهاء الهدنة بين الحكومة وحركة طالبان الباكستانية

باكستانيان يبكيان فقدان أقارب لهما لقوا في انفجار سوق بإسلام آباد أمس (ا.ف.ب)
TT

أوقع انفجار عبوة في سوق شعبية في إسلام آباد، أمس، 20 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى في الاعتداء الأكثر دموية منذ 2008 في العاصمة الباكستانية التي كانت بمنأى حتى الآن عن أعمال العنف.

وفي سوق الفاكهة كان الناس يشترون في وقت مبكر حاجاتهم حين انفجرت قنبلة زنتها نحو خمسة كيلوغرامات مخبأة في صندوق فاكهة محدثة فجوة كبيرة. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن أشلاء القتلى تناثرت في السوق المفتوحة بعد انفجار العبوة، في حين راحت الشرطة وقوات مكافحة الشغب تطوق الحي. وقال محمد طاهر، التاجر في السوق، إن «الانفجار وقع نحو الثامنة صباحا وبعض الجثث تطايرت في الهواء قبل أن تسقط على الأرض». أما خير الله الذي فقد شقيقه في الانفجار فقال: «كان شقيقي يعمل هنا، والآن رحل».

من جانبه، قال جميل هاشمي، المسؤول الكبير في الشرطة، إن «20 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 69 آخرون بجروح»، موضحا أن جثث 18 شخصا نقلت إلى المستشفى في العاصمة في حين نقلت جثتان إلى مدينة روالبندي المجاورة. وقال محمد خالد ختاك، رئيس مفتشي شرطة إسلام آباد، إن «قنبلة يدوية الصنع تزن ما بين 4 و5 كيلوغرامات انفجرت في السوق حين كان يحتشد نحو ألفي شخص في السوق».

ويعد هذا الاعتداء الذي لم تتبنه أي جهة على الفور، الأكثر دموية في العاصمة إسلام آباد التي كانت بمنأى نسبيا عن الاعتداءات التي تشهدها البلاد، منذ الاعتداء على فندق ماريوت الذي أوقع نحو 50 قتيلا عام 2008. وفي باكستان، تضرب الاعتداءات بشكل أكثر العاصمة الاقتصادية كراتشي (جنوب) والمناطق الواقعة في شمال غربي الحدود الأفغانية وولاية بلوشستان التي تشهد اضطرابات، وحيث قتل 15 شخصا أول من أمس في انفجار قطار نفذه متمردون انفصاليون.

ويأتي اعتداء إسلام آباد في حين تعهدت حكومة إسلام آباد ومتمردو حركة طالبان الباكستانية، الائتلاف الذي يضم مجموعات مسلحة، باحترام وقف لإطلاق النار على أمل تحريك محادثات السلام بينهما. ومدد المتمردون الأسبوع الماضي العمل بوقف إطلاق النار حتى اليوم (الخميس)، وطالبوا الحكومة بالإفراج عن 300 من مناصريهم. وقال الناطق باسم المتمردين شهيد الله شهيد: «إذا ردت الحكومة إيجابا على مطالبنا، فسندعو إلى اجتماع لمجلسنا المركزي من أجل اتخاذ قرار حول كيفية متابعة الأمور».

لكن المعلقين الباكستانيين يبقون مشككين حيال نتيجة هذه المحادثات، ويشيرون إلى أن الطرفين يحاولان كسب الوقت مع اقتراب انسحاب قوة حلف شمال الأطلسي من أفغانستان المجاورة وهو ما يشكل استحقاقا رئيسا لكل المنطقة.

كما أن مطالب المتمردين من طالبان مثل تطبيق الشريعة بشكل متشدد، من الصعب أن تقبل بها الحكومة. وأخيرا، فإن خلافات وقعت داخل ائتلاف طالبان حول فكرة المحادثات مع الحكومة أساسا كما قال محللون. وكان فصيل من ائتلاف طالبان يدعى «أحرار الهند»، خرق اتفاق وقف إطلاق النار الشهر الماضي وتبنى هجوما على محكمة في إسلام آباد أوقع 11 قتيلا. وكان ذلك الهجوم الأكثر دموية في العاصمة منذ الاعتداء على فندق ماريوت في 2008.