السلطات المصرية تتهم طلاب «الإخوان» بالتصعيد في الجامعات

هدنة جديدة لمدة شهر في أسوان لـ«وقف نزيف الدم»

طلاب يفرون من الغاز المسيل للدموع خلال اشتباكات جامعة القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهمت السلطات المصرية طلاب جماعة الإخوان المسلمين بارتكاب أعمال عنف وشغب أمس في عدة جامعات مصرية، وقطع طريق «قصر العيني» الحيوي بوسط القاهرة، في حين كشف مصدر مطلع في محافظة أسوان (جنوب البلاد)، عن هدنة جديدة لمدة شهر بين قبيلتي «الدابودية» (نوبية) و«الهلايل» بعد انتهاء الهدنة المؤقتة (اليوم) الخميس التي جرى الاتفاق عليها الاثنين الماضي، لوقف نزيف الدماء بين القبيلتين، وذلك قبيل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب إلى المحافظة خلال ساعات.

وقالت مصادر الشرطة وشهود عيان إن طلابا ينتمون إلى جماعة الإخوان قطعوا طريق شارع قصر العيني الحيوي، الذي يصل ما بين كلية الطب جامعة القاهرة وميدان التحرير بوسط العاصمة. كما اتهمت السلطات طلاب الجماعة بتحطيم مكتب عميد كلية التجارة بجامعة عين شمس، مما اضطر قوات الشرطة إلى دخول الجامعة لمواجهة «العنف الإخواني». وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق طلاب جماعة الإخوان المصنفة «جماعة إرهابية».

وتحولت مظاهرة لطلاب جامعة القاهرة أمس إلى أعمال عنف، بعد أن قام طلاب الجماعة بقطع الطريق في منطقة المنيل أمام كلية طب الفم والأسنان القريبة من شارع قصر العيني، والتابعة للجامعة، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المحبوسين. وقالت السلطات إن الطلاب رشقوا أفراد الأمن بالحجارة والشماريخ (الألعاب النارية) والزجاجات الفارغة، بينما اقتحمت قوات الشرطة الموجودة بشارع المنيل حرم كلية طب قصر العيني وكلية طب الأسنان لاحتواء الاشتباكات. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الأمن تحركت على الفور وقامت بتفريق الطلاب بقنابل الغاز المسيل للدموع بعد أن سادت حالة من الفوضى بالمنطقة».

وفي جامعة الأزهر، قالت المصادر أيضا إنه وقعت اشتباكات بين طلاب «لإخوان» والشرطة، التي قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع لمواجهة شغب الطلاب الذين أطلقوا الألعاب النارية بكثافة في محيط كليات التربية والتجارة واللغات بنين، وجرى إلقاء القبض على سبعة طلاب لتورطهم في أعمال شغب.

وفي أسيوط، وقعت أحداث عنف بين قوات الأمن بجامعة الأزهر وطلاب «الإخوان»، بعد أن نظم الطلاب مسيرة احتجاجية داخل الحرم الجامعي وحاولوا الخروج إلى ميدان «أسماء الله الحسني»، إلا أن القوات الموجودة تصدت لهم، فوقعت اشتباكات بين الطرفين، وجرى القبض على 15 طالبا، وفقا لمصادر الشرطة.

يأتي ذلك في وقت قال فيه وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم، أمس، إن «البلاد لا تزال تواجه أيادي خبيثة مترصدة، تحاول تقويض الجهود المخلصة التي يبذلها أبناء مصر الشرفاء للعبور بالبلاد إلى استقرار كامل»، مؤكدا أن الجهود الأمنية متواصلة لاجتثاث تلك الأيادي.. وأنه لا مجال للتهاون في مواجهتها.

وشدد الوزير خلال جولة له أمس في محافظة بورسعيد (شمال شرقي البلاد)، على أن «الأجهزة الأمنية لا تثنيها حربها ضد الإرهاب عن مواصلة تصديها لكافة البؤر الإجرامية التي اعتقدت عناصرها انشغال الأمن عنها»، مؤكدا أن «عيون مصر الساهرة من رجال الشرطة والقوات المسلحة يسخرون كافة الطاقات للقضاء على كل ما يشكل تهديدا لأمن الوطن والمواطن».

في سياق آخر، أعلنت اللجنة الخاصة بالمصالحة في محافظة أسوان (جنوب مصر)، التي يشرف عليها اللواء مصطفى يسري محافظ أسوان، الالتزام الكامل من قبيلتي «الدابودية» (نوبية) و«الهلايل» بالهدنة، حرصا على السلام الاجتماعي. وقال الدكتور منصور كباش، المنسق العام للجنة، رئيس جامعة أسوان، إن «هناك التزاما من الطرفين بما جرى الاتفاق عليه من قبل مع اللجنة المختصة حتى تجرى المصالحة»، لافتا إلى أن اللجنة لمست وجود إرادة من القبيلتين للخروج من المأساة. وساد الهدوء مدينة أسوان أمس لليوم الثالث على التوالي، بعد التزام أبناء القبيلتين بالتهدئة، وذلك قبل ساعات من انتهاء الهدنة التي جرى الاتفاق عليها وتبلغ ثلاثة أيام منذ صباح الاثنين الماضي.

وكانت اشتباكات اندلعت بين القبيلتين منذ يوم الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل 26 وإصابة العشرات، بسبب خلاف نشب بين طلاب ينتمون إلى القبيلتين في مدرسة صناعية عقب قيام الطرفين بكتابة عبارات مسيئة ضد الطرف الآخر على جدران المنازل والشوارع في نجع الشعبية بمنطقة السيل الريفي.

وكشف مصدر مطلع في أسوان، عن أنه «سيجرى مد فترة الهدنة والمقرر انتهاؤها اليوم (الخميس)، لمدة شهر بعد الاتفاق بين القبيلتين على ذلك»، لافتا إلى أن هذه «المدة حتى تتمكن القبائل المشاركة في التوفيق بين العائلتين من إنهاء إجراءات الصلح وحصر الوفيات والمصابين والخسائر»، مؤكدا أنه خلال مدة الشهر سوف يلتزم الطرفان بالحياد والهدوء والسكينة.

وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أنه «جرى الاتفاق بين القبيلتين على تسليم الأسلحة النارية للشرطة حتى تهدأ الأوضاع في منطقة السيل الريفي».

وتوقعت مصادر مسؤولة بمجلس الوزراء في مصر، أن يزور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، محافظة أسوان خلال ساعات مع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لاستكمال مساعي الصلح بين «الهلايل» و«النوبيين»، لكن المصادر لم تحدد موعد الزيارة بقولها: «تتوقف على تقارير الجهات الأمنية في أسوان».