سلاح الخوف

TT

أود أن أعلق على مقال خالد القشطيني «الربيع العربي في ألمانيا»، المنشور بتاريخ 8 أبريل (نيسان) الحالي، بالقول إن الغزو الأميركي للعراق بعد 9 أبريل 2003 أسقط كل النظريات السياسية حيث لم تعد هناك لغة مفهومة في العالم أجمع يمكن أن تصف ما يجري على أرضه، فالنكات السياسية التي تتحدث عما يجري هناك بدلا من أن تضحك أصبحت تبكي دموعا غزيرة حتى تحول الدمع إلى دم! وفي رأيي أرى أننا نعيش في انعطافة تاريخية لم يسبق لها مثيل وبوابة للعبة سياسية أشد قذارة من كل ما سبقها في التاريخ، إنها حرب إبادة شاملة لشعوب كاملة تستعمل من خلالها أسلحة سيكولوجية باردة، لكنها تفتك بأقوى مما تفعله المدافع، حيث انتشرت عمليات زرع بذور الفتنة وخلق بؤر توتر وتهيئة كل أسباب الصراع الداخلي بين أبناء الشعب الواحد ودفعه إلى التناحر وتصفية بعضه لأجل تقديم خدمة استراتيجية للعدو في نهاية المطاف، فقد صمم الأميركيون نظاما سياسيا تدميريا، فقسم الوطن إلى قوميات وإثنيات ثم هيأوا قادة عملوا على إثارة كل أنواع المشكلات وقسموا الشعب وخندقوا المواطن طائفيا وقوميا، ثم زرعوا إرهابا مجنونا عن طريق قتل عشوائي لم تفهم دوافعه! معظمه قيد ضد مجهول، بل أصبح القصاص ينفذ بالأبرياء، فأصبح الهدف معروفا؛ إنها عملية زرع ثقافة الخوف التي لم يعد هناك مستثنى من القتل، فالكل ينتظر دوره إما بالسلاح وإما بالقلق والخوف.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]