ريال مدريد أفلت من فخ دورتموند.. وديمبا المغضوب عليه قاد تشيلسي للتأهل

الفريق الإنجليزي اغتال حلم سان جيرمان ورافق النادي الملكي الإسباني إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

ريوس نجم دورتموند (الثاني من اليسار) يسجل في شباك ريال مدريد وفريقه يودع البطولة (رويترز)
TT

أفلت ريال مدريد من السقوط في الفخ الذي نصبه له بوروسيا دورتموند الألماني، فيما اغتال تشيلسي أحلام ضيفه باريس سان جيرمان في الوقت القاتل، ليحجز الفريقان الإسباني والإنجليزي بطاقتي التأهل للدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ونجح ريال مدريد في خطف بطاقة نصف النهائي رغم خسارته أمام مضيفه دورتموند صفر - 2، مستفيدا من فوزه ذهابا 3 - صفر، فيما قلب تشيلسي الطاولة على ضيفه الفرنسي وفاز عليه 2 - صفر بعدما خسر ذهابا 1-3 في باريس.

على ملعب «سيغنال إيدونا بارك»، أفلت ريال مدريد من هزيمة مذلة جديدة أمام الفريق الألماني بعد أن قدم عرضا سيئا للغاية خاصة في الشوط الأول، حيث لم تسنح له سوى فرصة وحيدة حصل من خلالها على ركلة جزاء أهدرها نجمه الأرجنتيني أنخل دي ماريا.

ومنح هدفان في الشوط الأول سجلهما ماركو ريوس بعد أخطاء فادحة من دفاع ريال تقدما مستحقا لدورتموند على الفريق الإسباني الذي كان بلا حلول أمام سرعة منافسه الألماني.

وكاد النادي الملكي يدفع ثمن إهدار ركلة الجزاء والأخطاء الدفاعية القاتلة التي تسببت في هدفي الفريق الألماني، لكن مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي تدارك الموقف مطلع الشوط الثاني بإشراكه إيسكو مكان أسير يارامندي غير الموفق الذي كان سببا في الهدف الثاني بعدما ارتكب المدافع البرتغالي بيبي خطأ قاتلا تسبب في الهدف الأول، كما أن تألق الحارس العملاق إيكر كاسياس، خصوصا في الشوط الثاني، ساهم في تأهل فريقه. ووضح تأثر النادي الملكي بغياب نجمه وهدافه كرستيانو رونالدو الذي جلس على مقاعد الاحتياط بسبب إصابة في الركبة تعرض لها في مباراة الذهاب وحرمته خوض المباراة الأخيرة في الدوري أمام ريال سوسييداد (4 - صفر) علما بأنه كان جاهزا لخوض المباراة، لكن الإصابة تجددت حيث ترك الحصة التدريبية قبل المباراة بعد 20 دقيقة من انطلاقتها.

وحرمت الإصابة رونالدو تحقيق مبتغاه بتسجيل الهدف الخامس عشر له في المسابقة هذا الموسم ليصبح أول لاعب يحقق هذا الإنجاز في تاريخ المسابقة، لكن الفرصة لا تزال متاحة أمام رونالدو في دور الأربعة الذي بلغه فريق العاصمة الإسبانية للمرة الرابعة على التوالي، وبالتالي سيواصل حلمه بتعزيز رقمه القياسي من حيث عدد الألقاب (تسعة حتى الآن وآخرها يعود إلى عام 2003).

ونجح ريال مدريد في الثأر من فريق المدرب يورغن كلوب الذي كان أطاح به من الدور نصف النهائي الموسم الماضي بالفوز عليه في «سيغنال إيدونا بارك» 4 - 1 قبل أن يخسر إيابا في مدريد صفر - 2 علما بأن الفريقين تواجها أيضا في دور المجموعات الموسم الماضي وفاز دورتموند على أرضه 2-1 وتعادلا إيابا 2-2، كما تواجها في نصف نهائي 1998 عندما تأهل ريال 2 - صفر بمجموع المباراتين في طريقه إلى اللقب، وفي الدور الثاني لموسم 2003 عندما فاز ريال على أرضه 2-1 وتعادلا 1-1 إيابا. في المقابل، خرج الفريق الألماني مرفوع الرأس لأنه قدم مباراة كبيرة وكان بإمكانه تكرار فوزه الكبير الموسم الماضي رغم غياب سبعة لاعبين أساسيين، هم سفن بندر والبولندي يعقوب بلاتشيكوفسكي وإيلكاي غوندوغان ومارسيل شميلتسر والصربي نيفن سوبوتيتش والتركي نوري شاهين بسبب الإصابة، والقائد سيباستيان كيهل بسبب الإيقاف.

ولم يكن التأهل هو المكسب الوحيد للريال في هذا الدور، وإنما كان المكسب الآخر هو المستوى الراقي الذي قدمه حارس مرماه إيكر كاسياس في المباراتين أمام دورتموند الذي عبر عنه أنشيلوتي بعد المباراة قائلا: «قدم عدة لمحات رائعة في التصدي للكرة بوقت مهم من المباراة. كان مستواه رائعا، ولعب دورا كبيرا في العبور بالفريق إلى المربع الذهبي».

ومنح هذا المستوى الراقي لكاسياس طمأنينة كبيرة لكل من أنصار الفريق والطاقم التدريبي، خاصة أن كاسياس سيتولى حراسة مرمى الفريق في مباراته المهمة والمرتقبة أمام برشلونة يوم الأربعاء المقبل في نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا التي يبحث فيها الفريق عن أول ألقابه في الموسم الحالي.

وقال أنشيلوتي: «بذلنا جهدا كبيرا خاصة في الشوط الأول. في الشوط الثاني عانينا، ولكننا على الأقل عبرنا للمربع الذهبي».

واعترف أنشيلوتي بأن الفريق كاد يفقد المواجهة في الشوط الأول قائلا: «اتسم أداء الفريق بالبطء الشديد وارتكب اللاعبون الكثير من الأخطاء وفقدوا الثقة وسيطر الخوف عليهم. الشوط الأول كان في غاية الصعوبة».

ورفض أنشيلوتي الإشارة إلى الفريق الذي يفضل مقابلته في المربع الذهبي للبطولة حيث ستجرى القرعة غدا الجمعة، وقال: «في هذه المرحلة من البطولة، جميع المنافسين على القدر نفسه من الأهمية والقوة. رأينا هذا في المواجهة مع دورتموند بدور الثمانية. لحسن الحظ، بلغنا المربع الذهبي».

وثار الجدل في فترات سابقة حول أحقية كاسياس بالمشاركة مع المنتخب الإسباني رغم كونه بديلا في الريال، ولكنه أثبت من مباراة لأخرى أنه جدير بحراسة مرمى الماتادور في رحلة الدفاع عن لقبه العالمي.

وفي كل مباراة يشارك فيها كاسياس، يؤكد أن خبرته الطويلة والهائلة ستلعب دورا بارزا في مسيرة الريال هذا الموسم إضافة لقدرته على قيادة المنتخب الإسباني بنجاح في المونديال البرازيلي.

وقال كاسياس: «كان هناك الكثير من المعاناة وأعتقد أنها كانت مستحقة. لكن من وقت لآخر يكون من الجيد أن نحصل على هذه النوعية من المنبهات التي تذكرنا بأن الأمور ليست سهلة دائما.. خاصة في دوري الأبطال».

وأضاف: «من الأفضل أن هذا حدث في هذه المباراة وليس في المباريات الحاسمة المقبلةة. تعين علينا إظهار قوة ذهنية كبيرة لأن التأخر 2 - صفر بعد 37 دقيقة يعني أنه كان هناك الكثير من الأشياء تدور في رؤوسنا».

وعلى ملعب ستامفورد بريدج في لندن، انتزع تشيلسي بطاقة التأهل لنصف النهائي للمرة السابعة في المواسم الـ11 الأخيرة، بعدما نجح في تعويض خسارة الذهاب أمام سان جيرمان 1-3 بالفوز إيابا 2 - صفر مستفيدا من قاعدة تسجيل هدف خارج ملعبه.

ونجح تشيلسي في تكرار سيناريو موسم 2011 - 2012 حين خسر ذهابا أمام نابولي الإيطالي في ذهاب الدور الثاني بالنتيجة ذاتها ما أدى إلى التخلي عن خدمات المدرب البرتغالي أندري فيلاش بواش والاعتماد على الإيطالي روبرتو دي ماتيو الذي نجح في اختبار العودة، حيث خرج فريقه فائزا من ملعب سان باولو 4-1 بعد وقت إضافي في طريقه لإحراز اللقب على حساب البطل الحالي بايرن ميونيخ الألماني.

ويعود الفضل في تأهل تشيلسي إلى البديل السنغالي ديمبا با الذي سجل هدف الحسم الثاني قبل النهاية بدقيقتين.

وكان باريس سان جيرمان في طريقه للتأهل إلى ما قبل النهائي لأول مرة منذ 1995 لكن ديمبا، أحد المغضوب عليهم في تشكيلة المدرب مورينهو، هز الشباك في الدقيقة 88 ليمنح النصر لفريقه.

وتقدم تشيلسي بهدف أحرزه البديل أندريه شورله في الدقيقة 32 كما سدد لاعبوه في العارضة مرتين في غضون دقيقتين في بداية الشوط الثاني، لكن ظل تأهله معلقا حتى الدقيقة الأخيرة.

وقال با الذي لم يشارك إلا لدقائق معدودة منذ تولي مورينهو قيادة تشيلسي هذا الموسم: «كل شيء حدث بسرعة. رأيت الكرة قادمة في اتجاهي، فعلت ما أفعله دائما عندما أحصل على فرصة. لم أحصل على فرص كثيرة هذا الموسم لكن جاهدت لأسكنها الشباك».

وتعليقا على انتقادات مورينهو لضعف مستوى مهاجمي تشيلسي قال با: «فريقنا يمتلك أفضل ثلاثي في خط الهجوم، وأي فريق في الدوري الإنجليزي يتمنى وجود واحد فقط منهم ضمن تشكيلته».

وأجمعت الصحف البريطانية الصادرة أمس على اعتبار ديمبا با «بطل» مباراة الإياب، في إشارة إلى أن «المهاجم المنسي» دائما ما يسجل أهدافا تاريخية.

وأشارت كل من صحيفتي «التايمز» و«الغارديان» إلى أن با دخل تاريخ تشيلسي من أوسع أبوابه رغم أن المهاجم السنغالي كاد يصبح منسيا من كثرة جلوسه على مقاعد البدلاء.

ورغم مبالغة جوزيه مورينهو في الإعراب عن فرحته بهدف با بالركض على خط المرمى حتى علامة الضربة الركنية للاحتفال مع لاعبيه فإنه لم يخص المهاجم السنغالي بالإشادة، وقال: «سجل ديمبا هدفا حاسما لنا وأعتقد أنه كان مستحقا. عوقب الفريق الذي قرر الدفاع والفريق الذي لعب بقلبه استحق الصعود للدور قبل النهائي».

وأضاف: «أعتقد أننا بذلنا ما يكفي من الجهد في بداية الشوط الثاني قبل أن نسجل. فرضنا سيطرتنا تماما على الكرة في الشوط الثاني، ولكننا واجهنا صعوبة في اختراق صفوفهم.. كان اللاعبون يعرفون ما يجب أن يفعلوه، وجاء ديمبا با بنهاية حاسمة بالنسبة لنا».

وقال شورله الذي سجل هدف تشيلسي الأول: «كانت مباراة رائعة. وإحساس لا يصدق. لم نواجه ضغوطا كثيرة من سان جيرمان لأنهم اعتمدوا على تقدمهم في مباراة الذهاب، كنا في حاجة للتشبث بالصبر في انتظار الهدف الثاني الذي جاء في آخر ثلاث دقائق بالمباراة».

وقال جون تيري قائد تشيلسي: «هذه البطولة تعني الكثير لنا، الخبرة التي نمتلكها تجعلنا نواصل القتال. الفوز كان أفضل شعور على الإطلاق. هذه العروض الكبيرة هي التي نحيا من أجلها، الكل شكك في قدراتنا لكننا أظهرنا شخصية في تعويض تأخرنا وجنينا ثمار الضغط والصبر».