صالات العرض الفني في بغداد تستعيد نشاطها فرارا من أخبار السياسة

الرجال أكثر من النساء في مهرجان فني لأعمال 100 فنانة عراقية

جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين تأسست في عام 1955
TT

المهرجان السنوي الكبير للفنانات التشكيليات العراقيات الذي نظمته جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في مقره بمنطقة المنصور وسط العاصمة بغداد، حمل أكثر من مفارقة لافتة من بينها أن جمهور الرجال تفوق على النساء في حضور الفعالية التي تأخر افتتاحها ساعتين بسبب انتظار وصول مسؤول رفيع المستوى، لقص الشريط، الأمر الذي أثار استياء الفنانين وسخطهم من ظاهرة إقحام المسؤولين لأنفسهم في فعاليات فنية وثقافية لأجل الدعاية الانتخابية.

المعرض السنوي، حظي بمشاركة أكثر من 100 فنانة عراقية من كل الفئات العمرية والمستويات الفنية، بأعمال فنية جرى اختيارها بدقة من قبل لجنة مختصة لتكون بمستوى مناسب للعرض، وسط أجواء وصفها مختصون بـ«المناسبة» لعودة الإقبال على حضور الفعاليات الفنية والثقافية للتخلص من اضطرابات المشهد السياسي في البلاد ومزاحمة الدعايات الانتخابية للمرشحين والتي غزت الشوارع والقنوات الفضائية.

تقول السيدة لامعة الطالباني رئيسة رابطة الفنانات التشكيليات خلال حضورها المعرض في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «حضرنا اليوم لنستمتع بأعمال فنية لفنانات عراقيات لكن تأخر الافتتاح عن وقته المحدد بانتظار شخصية سياسية لقص الشريط أفسد علينا فرحتنا». وأضافت: «مع الأسف معظم السياسيين اليوم لا يملكون الذوق الفني أو الثقافة، وهمهم الوحيد التكتلات السياسية والدعاية الانتخابية أو تحسين صورهم أمام الجمهور وإظهار قربهم منه».

وعن رأيها بمستوى الأعمال المشاركة في المهرجان، قالت: «الأعمال تحمل مستويات متباينة لكنها فرصة لأجل الإفادة من تجارب الآخرين وتعزيز تنظيم مثل هكذا طقوس فنية افتقدنا لها في الآونة الأخيرة».

بدورها شددت الفنانة والخزافة ساجدة المشايخي خلال حضورها المعرض ومشاركتها بعمل فني فيه، على أهمية أن تبقى مثل هكذا فعاليات للفن فقط وليس للاستعراضات السياسية أو الترويجية، مبينة أن من حق المسؤولين أن يحضروا فعاليات فنية لكن كمواطنين عاديين وليس بطريقة تظهرهم أنهم فوق مستوى البشر».

بعض الجهات الأمنية لمسؤول رفيع المستوى قد تسابقت بفرض إجراءاتها الأمنية ومنع سيارات الزوار من الدخول لمرآب المهرجان وتفتيش حقائب النساء واستخدام الكلاب البوليسية المدربة لأجل تأمين زيارة المسؤول، الذي تأخر عن موعده لأكثر من ساعة ونصف مما أثار امتعاض الحضور وسخطهم.

وعن المعرض السنوي الشامل، يقول الفنان قاسم حمزة أمين سر جمعية التشكيليين العراقيين: «المعرض السنوي اليوم هو واحد من بين أهم نشاطات الجمعية، ويضم نتاجات لأكثر من (100) فنانة عراقية جرى اختيار أعمالهم عبر لجنة مختصة من كبار الفنانين، مع أهمية إشراك الهواة أيضا، إضافة إلى أعمال كبار الفنانات والشابات في تجربة مميزة الهدف منها تلاقح الأفكار والتجارب.

الفنانة الشابة منى مرعي، إحدى المشاركات قالت: «نحرص على المشاركة السنوية في هذا المهرجان لأن الجمعية تملك حضورا وسمعة طيبة لدى عموم الفنانين باختيارها أعمالا متميزة لفنانات عراقيات، وهي فرصة كي نلتقي بهم ونتعرف على مستوى الأعمال المشاركة، وهذا يفسر زيادة حضور الرجال من الفنانين.

أما الفنانة سميرة حبيب، فقالت: «شاركت اليوم بعمل نحتي يمثل جزءا من حياة المرأة العراقية، وحضور الرجال من الفنانين هو تشجيع للمرأة الفنانة على تقديم الأفضل، وعلى تشجيع مثل هكذا طقوس فنية نأمل أن تعيد للحياة العراقية رونقها وصفاءها».

ومن بين ما تميز به المعرض السنوي الشامل للفنانات هو مشاركة أصغر فنانة واسمها تمني حميد (19 عاما).. وهي طالبة معهد الفنون مرحلة ثالثة، قالت إن تجربتها مهمة اليوم كونها تشارك فنانات معروفات لهن باع طويل مع الفن، وهي تطمح لتطوير إمكاناتها بالإفادة من خبراتهم.

ما يذكر أن جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين تأسست في عام 1955 لتمثل واجهة العراق الفنية والثقافية من قبل مجموعة من أهم الفنانين في البلاد آنذاك وهم كل من خالد الجادر وعالية القرغولي، ونزيهة سليم، وأكرم شكري، وجواد سليم، وفرج عبو، وزيد صالح، وقحطان المدفعي، ورفعة الجادرجي، وخالد الجادر، ويوسف عبد القادر، ونوري الراوي، ومحمد مكية، وكاظم حيدر، وإسماعيل الشيخلي، ومحمود صبري، ونوري مصطفى بهجت، وخالد القصاب.