«التلفزيون الاجتماعي» خطوة رائدة في الإعلام المرئي

خدمة جديدة على خطى «فيسبوك» و«تويتر»

قناة دون تلفزيون تعمل 24 ساعة في اليوم
TT

بدأت في واشنطن أول قناة تلفزيونية أميركية من دون تلفزيون تعمل 24 ساعة في اليوم، وفيها كل أنواع برامج القنوات التلفزيونية الرئيسة: أخبار، مسلسلات، رياضة، أفلام، حتى برامج أطفال (يوم الأحد، وعصر كل يوم، بعد أن يعود الأطفال من مدارسهم). لا تحتاج هذه القناة إلى أسلاك هوائية، أو صحون فضائية، أو كبلات. ولا تحتاج إلى جهاز تلفزيون.

وإذا اشتهر أميركيون بإبداعات في عصر الإنترنت مثل: لاري بيدج، وسيرغي غرين في «غوغل»، ومارك زوكربيرغ في «فيسبوك»، وجاك دورسي وزملاؤه في «تويتر»، يدخل الآن مجال الإبداعات الأميركية جيم بانكوف. وإذا قال كل واحد من هؤلاء إن «حلمه بدأ وهو صغير». قال جيم بانكروف: «عندما كنت في الصف الثالث في المدرسة الابتدائية، وفي ورقة عن أحلامي، كانت ورقتي عن قناة تلفزيونية من نوع لم يشهده الناس».

الآن، بعد 35 سنة، يجلس بانكروف على قمة شركة إلكترونية عملاقة، هي شركة «فوكس» (الحرف الأول للكلمة باللغة الإنجليزية هو «في»، وليس «إف». لهذا، ليست هي تلفزيون «فوكس» اليميني الذي يملكه ملياردير الإعلام الأميركي الأسترالي روبرت مردوخ.

وعندما سأله تلفزيون «سي إن إن» (التقليدي) إذا يريد أن يسير على خطى «فيسبوك» و«تويتر»؟ أجاب قائلا: «هم في الاتصالات الاجتماعية، ونحن في التلفزيون، ونسير نحو التلفزيون الاجتماعي». وشرح بأنه، في المستقبل، سيكون تلفزيون «فوكس» ليس فقط للأخبار والمسلسلات، ولكن، أيضا، للتواصل الاجتماعي.

يتحالف بانكروفت مع صحافيين كانوا يعملون في صحيفة «واشنطن بوست». كانوا اتفقوا على أن الإنترنت يفتح مجالات أبعد من الصحف العادية، وأبعد من التلفزيونات العادية. يقود هؤلاء أزرا كلاين (29 عاما). ويعتبر من أشهر صحافي «بلوغ» في الولايات المتحدة.

عن طريق بانكروفت، جمعت شركة «فوكس ميديا» أكثر من 200 مليون دولار كرأسمال.

وافتخر بانكروفت: «الآن، وهنا، تبدأ واحدة من أكبر شركات التلفزيون التي يشهدها الجيل الحالي». وقال إنه «يترأس قرابة 400 شخص، وطبعا، يتوقع زيادات كبيرة في المستقبل». وقال إنه «سيعتمد على جيل الإنترنت»، الذين تتراوح أعمارهم بين الـ30 والـ18. مثل كلاين، كبير الصحافيين، الذي لم يبلغ حتى الـ30. وقال إنه سيعتمد، أيضا، على «مراسلين غير متفرغين»، خصوصا الذين يكتبون «بلوقات» بصورة منتظمة. وقال: «أي واحد عنده كاميرا فيديو يمكن أن يكون مراسلا لنا، من أي مكان في العالم».

ومن المفارقات أن بانكروفت عمل، وتعلم، في القنوات التلفزيونية التقليدية التي تمرد عليها الآن. عمل مخرجا غير متفرغ في «سي إن إن»، في رئاستها في أتلانتا (ولاية جورجيا)، عندما كان يدرس في جامعة إيموري في نفس المدينة. ثم انتقل إلى واشنطن، وعمل مخرجا في تلفزيون «دبليو إي تي إيه» (تلفزيون عام، شبه حكومي).

ثم تمرد (قبل 20 سنة)، وانضم إلى شركة «أميركا أون لاين» (كانت رائدة اتصالات الإنترنت في ذلك الوقت) وهناك عمل في مصفح «نيتسكيب» (كان من رواد مواقع التصفح في ذلك الوقت). وأعجب به تيد ليونسيس، مؤسس «أميركا أون لاين».

أخيرا، كان ليونسيس حاضرا عند بداية أول إرسال لتلفزيون «فوكس». كان اختفى منذ قرابة 20 سنة، بعد أن ترك «أميركا أون لاين». وصار شبه ملياردير. وجاء إلى واشنطن. واشترى فريق «ويزارد» (السحرة) لكرة السلة، وفريق «كابيتالز» (العاصميين) لكرة الهوكي.

ثم قرر العودة إلى الإنترنت. ووافق على دعم شركة «فوكس». وقال عن موظفه السابق بانكروفت: «أنا قائد ناجح، لكنى لست إداريا ناجحا. لكن، جيم قائد ناجح وإداري ناجح. إنه شخص هادئ جدا. ولهذا، يثق فيه كثير من الناس».

حسب معلومات جمعها بول هارفي، صحافي في صحيفة «واشنطن بوست»، تتوقع أول شبكة تلفزيونية أميركية دون تلفزيون، أن يشاهدها، مع نهاية الشهر، 80 مليون شخص (في كل العالم).

حتى قبل ذلك، كان عشرات الملايين يشاهدون مواقع أخرى تابعة لشركة «فوكس ميديا». وحتى قبل ذلك، كانت الشركة ناجحة: دخلها 30 مليون دولار في السنة الماضية.

عن برامج الشبكة الجديدة، قال أزرا كلاين، مسؤول الأخبار: «لن نقدم فقط الأخبار. سنقدم تحليلات وتفسيرات. وسنربط بين الأخبار والبرامج الأخرى مثل المسلسلات. لن نفترض أن مشاهدينا جالسون على كنبات وثيرة وأمامهم جهاز تلفزيون. نفترض أنهم يشاهدوننا في كومبيوترات موبايل، وفي تلفونات موبايل».

وأضاف: «هذه أول قناة تلفزيونية لا ينقلها تلفزيون. لهذا، هذا تحد كبير لنا. لكننا نملك الإرادة. ونقدر على الوصول إلى المشاهدين: مئات الملايين، حول العالم، أغلبيتهم من الجيل الجديد. سيجدون عندنا تلفزيونا غير عادي، تلفزيونا إخباريا واجتماعيا».