عشرات النازحين يعودون من عرسال إلى القلمون بعد سيطرة النظام السوري

لبنان يبحث إجراءات استقبال «نازح كل دقيقة»

TT

عادت عشرات العائلات السورية التي نزحت في وقت سابق إلى عرسال اللبنانية في البقاع، شرق لبنان، إلى بلداتها في منطقة القلمون، بعدما سيطرت القوات النظامية وعناصر حزب الله في الأيام القليلة الماضية على معظم المنطقة الحدودية الواقعة غرب سوريا.

وأشار مسؤول «اتحاد الجمعيات الإغاثية» في عرسال حسن رايد، إلى أن نحو 30 عائلة سوريا كانت لجأت إلى أحد المخيمات في عرسال غادرت البلدة عن طريق رأس بعلبك اللبنانية إلى جوسيه السورية، وصولا إلى القلمون. وقال رايد، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن «عشرات النازحين من بلدة فليطا في القلمون، والذين كانوا يعيشون منذ أشهر في خيم في عرسال، استقلوا شاحنات صغيرة وتوجهوا عائدين إلى بلدتهم». وأوضح أن الكثير من اللاجئين في عرسال باتوا يفكرون بالعودة إلى قراهم في القلمون مع تراجع حدة المعارك هناك، ونظرا إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يرزحون تحتها في عرسال وغيرها من البلدات اللبنانية.

وتُعد عرسال حاليا أكبر تجمع للاجئين السوريين في لبنان كونه يستضيف 120 ألفا، من أصل مليون وأربعة آلاف مسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين. وتضم البلدة اللبنانية الحدودية حاليا ما بين 35 و40 مخيما، بعضها عشوائي وبعضها الآخر منظّم من قبل جمعيات محلية. وأحدث هذه المخيمات موجود عند مدخلها، ويحوي 90 خيمة، ومن المفترض أن يتوسع ليضم 120 خيمة.

وأوضح رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، أنّه «جرى إجبار اللاجئين السوريين الذين غادروا إلى فليطا على ترك عرسال بعد وقوع خلافات كبيرة بين أهالي البلدة السورية؛ المنقسمين بين مؤيد للنظام ومعارض له». وأشار الحجيري، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أن معظم من غادروا من المؤيدين للنظام السوري، لافتا إلى إمكانية أن تغادر أعداد أخرى ممن هم من نفس التوجه السياسي بعد سيطرة القوات النظامية على عدد كبير من بلدات منطقة القلمون.

وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني سيطرت على بلدة يبرود معقل المعارضة السورية في القلمون منتصف الشهر الماضي، وكذلك على بلدات فليطا ورأس المعرة أواخر الشهر، فيما دخلت رنكوس يوم الأربعاء الماضي.

وبمسعى لتدارك تداعيات أزمة اللجوء السوري على لبنان، عقدت اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الملف السوري اجتماعا، هو الأول لها برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وعضوية الوزراء المختصين، اتفق خلاله على وجوب «التصدي للأزمة بصورة مختلفة عن المقاربات السابقة». ونبّه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إلى تفاقم موضوع النازحين بعد ما بات يسجل «نازح جديد كل دقيقة؛ أي 50 ألفا كل شهر»، لافتا إلى أنه وفقا لإحصاءات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أصبح عدد اللاجئين في لبنان مليونا وأربعة آلاف نازح مسجل بصورة رسمية.

وأوضح درباس أنّه ستكون للحكومة اللبنانية «سياسة واضحة تجاه ملف النزوح تبدأ من تنظيم الدخول ولا تنتهي عند العلاقة مع المجتمع الدولي والبلاد العربية الشقيقة»، ورأى أن «الحل النموذجي والمثالي للأزمة هو عودة السوريين إلى بلادهم». كما لفت إلى أن مسألة العودة «لا يمكن للبنان وحده أن يبت بها، وهي لا تتعلق بإرادة منفردة للبنان، وإنما هي قضية عربية قومية ودولية».

وتشير آخر إحصائيات مفوضية شؤون اللاجئين إلى وجود 431 مخيما عشوائيا في لبنان، موزعة على مناطق في شمال وشرق البلاد، تضم 100 ألف سوري يعيشون في 16 ألفا و800 خيمة.

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعا خلال القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في الكويت إلى «تكريس جهد عربي استثنائي ومتكامل»، لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول، لتقاسم أعداد اللاجئين السوريين مع لبنان وتوسيع أطر إيوائهم في مناطق آمنة داخل الأراضي السورية.