حملة السيسي لـ «الشرق الأوسط»: التوكيلات تقدر بمئات الآلاف وحصرها يؤجل الترشح رسميا

منصور يلتقي آشتون.. والمبعوثة الأوروبية تتضامن مع مصر ضد الإرهاب

الرئيس المصري لدى لقائه آشتون في القصر الرئاسي بالقاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر مسؤولة بالحملة الإعلامية للمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية في مصر، المشير عبد الفتاح السيسي، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن توكيلات تأييد المواطنين التي تم جمعها من أجل ترشح وزير الدفاع السابق تقدر بمئات الآلاف، رغم حاجته لـ25 ألف توكيل فقط، مضيفة أن «حصرها وفرزها يتطلب وقتا»، مما يؤجل إعلان السيسي تقدمه بأوراقه إلى اللجنة العليا للانتخابات للترشح بشكل رسمي. في المقابل ذكر منافسه حمدين صباحي أن حملته أوشكت على الانتهاء من اكتمال التوكيلات المطلوبة.

في غضون ذلك، أجرت كاثرين أشتون الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، لقاءات مع عدد من المسؤولين في مصر، أمس، لبحث سير خارطة الطريق والانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها يومي 26 و27 مايو (أيار) المقبل. ووجه الرئيس عدلي منصور الدعوة للاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات. في وقت كشفت فيه مصادر أمنية أنه سيتم تأمين الانتخابات الرئاسية بنحو 220 ألف شرطي، و200 تشكيل أمن مركزي، و500 مجموعة قتالية.

وإلى جانب السيسي وصباحي، أعلن مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، عزمه خوض الانتخابات. ويتسابق هؤلاء المرشحون المحتملون حاليا على جمع توكيلات من المواطنين، لاستيفاء شروط التقدم بأوراق ترشح كل منهم للجنة العليا للانتخابات، التي فتحت باب الترشح بدءا من 31 مارس (آذار) الماضي وحتى 20 أبريل (نيسان) الحالي. حيث يلزم قانون الانتخابات لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يؤيد المرشح ما لا يقل عن 25 ألف مواطن، ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها.

وناشد المستشار عبد العزيز سلمان، الأمين العام للجنة العليا للانتخابات، أمس، الراغبين في الترشح تقديم أوراق ترشحهم في أسرع وقت.

وقالت يارا خلف، عضو المكتب الإعلامي للحملة المركزية للمشير السيسي، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه «لم يتم عمل إحصاء تام لعدد التوكيلات التي جمعت للسيسي حتى الآن، وإن الحملة المركزية ما زالت في طور جمع هذه التوكيلات التي تمت من كل المحافظات، وتقوم حاليا بعمل فرز وفحص لازم لها على مدار الساعات الـ24، نظرا لأنها تخطت مئات الآلاف».

وحول موعد تقدم السيسي بأوراق ترشحه، خاصة مع إنهائه لكل إجراءات الترشح ومنها الكشف الطبي اللازم، أوضحت يارا أن «اللجنة حريصة على كل توكيل جرى عمله للمشير، وأن يكون صاحب التوكيل مشاركا بتأييده، وهو ما يتطلب بعض الوقت».

من جهتها، بدأت حملة صباحي أمس وحتى اليوم (الجمعة) حفلا بمقرها المركزي بالقاهرة، لاستقبال مسؤولي الحملة بالمحافظات ومندوبيها، وكل من قاموا من المواطنين بتحرير توكيلات تأييد صباحي، لجمعها وفرزها. وقال صباحي إن حملته أوشكت على الانتهاء من اكتمال التوكيلات المطلوبة بجميع محافظات الجمهورية، متوقعا أن يكون لدى حملته خلال الأسبوع المقبل تقدير واضح لعدد التوكيلات بما يمكنه من أن يصبح مرشحا رسميا.

وشكا المرشح المحتمل من «معوقات» واجهت حملته أثناء عمل التوكيلات، متهما الحكومة بأنها «لا تلتزم الحياد مع جميع مرشحي الرئاسة، وأن هناك تحيزا معلنا من بعض المسؤولين يستوجب الحساب الأخلاقي والقانوني». وأضاف صباحي، في مقابلة مع التلفزيون المصري، أن المعوقات التي واجهتها حملته تمثلت في تعنت بعض موظفي الشهر العقاري، مشيرا إلى أنه «كما أحدث مفاجأة في الانتخابات الرئاسية الماضية من خلاله جمعه 5 ملايين صوت، فإنه سيحدث مفاجأة أكبر في الانتخابات المقبلة».

ونوه صباحي بأن برنامجه الانتخابي يتكون من ثلاثة محاور تعتمد على تحقيق العدالة الاجتماعية، وإقامة نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان والحريات، وأن تكون هناك دولة قانون، تعتمد على تكافؤ الفرص بين المواطنين، وأخيرا استقلال القرار الوطني.

إلى ذلك، أنهت وزارة الداخلية وضع خطتها لتأمين العملية الانتخابية، والتي ستتم بالتنسيق مع القوات المسلحة. وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى بالوزارة الداخلية إن «الخطة الأمنية تتضمن ثلاثة محاور رئيسة، الأول تأمين لجان ومقار التصويت والقضاة المشرفين على الانتخابات، والثاني تأمين عملية سير الانتخابات حتى انتهاء مرحلة الفرز، بينما الثالث خاص بتأمين الشارع في مرحلة ما بعد إعلان النتائج». وشددت المصادر على أن دور رجال الشرطة سيقتصر فقط على تأمين اللجان والمقار الانتخابية من الخارج دون التدخل في مجريات العملية الانتخابية.

وأضافت المصادر الأمنية، نقلا عن وكالة أنباء «الشرق الأوسط» (الرسمية)، أنه تقرر الدفع بنحو 220 ألفا من رجال الشرطة لتأمين لجان ومقار الاستفتاء على مستوى الجمهورية، تشمل ضباطا وأفرادا وجنودا من إدارات البحث الجنائي، والنجدة، والمرور، والحماية المدنية، وخبراء المفرقعات، بالإضافة إلى 200 تشكيل أمن مركزي، و100 تشكيل احتياطي، و500 مجموعة قتالية مدعمة ببعض التقنيات الحديثة التي وردت إلى قطاع الأمن المركزي مؤخرا، و150 مجموعة قتالية سريعة الانتشار للتدخل السريع في حالة حدوث أي شيء يخل بالأمن العام.

وأضافت المصادر الأمنية أنه تقرر أيضا تخصيص قوات على أعلى مستوى من الجاهزية لتأمين المنشآت المهمة والحيوية بالتنسيق مع القوات المسلحة على مدار الساعات الـ24. وأشارت المصادر الأمنية إلى أنه سيتم كذلك تعزيز الإجراءات الأمنية بجميع أقسام ومراكز الشرطة.

من جهة أخرى، التقى الرئيس عدلي منصور بمقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة، أمس، كاثرين أشتون، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، التي بدأت زيارتها مساء أول من أمس (الأربعاء)، ولمدة يومين، حيث تلتقي أيضا عددا من المسؤولين وكذلك مرشحي الرئاسة المحتملين.

وقال إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي للرئاسة، إن منصور أعرب لأشتون عن تطلعه أن تكون لزياراتها المتكررة لمصر انعكاسات إيجابية على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما أن هذه الزيارات تقترن بتقدم عملي على صعيد تنفيذ خارطة المستقبل، فضلا عما تتيحه من إمكانية للتعرف على الصورة الحقيقية في مصر.

وأكد منصور حرص بلاده على علاقاتها بالاتحاد الأوروبي، وقيام تلك العلاقات على أسس من الاحترام المتبادل والشفافية وتحقيق المنفعة المتبادلة، والابتعاد عن أي مواقف أحادية الجانب، مؤكدا حرص الدولة المصرية على أن تُجرى كل الاستحقاقات المقبلة، وأولها الانتخابات الرئاسية، في مناخ تسوده النزاهة والشفافية والعدالة، حيث وجه الدعوة للعديد من الجهات الدولية لمتابعة سير العملية الانتخابية، ومن بينها الاتحاد الأوروبي. وأشار منصور إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي مرحبٌ بها في مصر لمتابعة الانتخابات، فور توقيع الاتفاق المنظم لعمل بعثة الاتحاد الأوروبي.

من جهتها، أكدت أشتون حرص الاتحاد الأوروبي على علاقاته مع مصر، معربة عن تطلعهم لاستكمال مصر لخارطة المستقبل، في إشارة إلى الانعقاد المقبل للانتخابات الرئاسية، التي ستمثل لمصر بداية حقبة جديدة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جوار مصر في محاربة الإرهاب، حيث أعربت عن تعازيها لرجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، الذين يسقطون نتيجة لعمليات إرهابية.