صالحي: قدمنا مقترحا لتخفيض إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب بمفاعل أراك

طهران تؤكد أن الجيل الجديد من أجهزة الطرد سيستخدم لأغراض طبية

TT

أكدت إيران أنها قدمت اقتراحا في مفاوضات فيينا النووية التي اختتمت مساء أول من أمس، يقضي بتخفيض إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب في مؤشر على المرونة، في قضية رئيسة في المحادثات الرامية إلى إنهاء النزاع النووي مع القوى العالمية.

ونقل موقع إلكتروني إيراني عن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، قوله إن بلاده قدمت اقتراحا سيخفض بشكل كبير إنتاج البلوتونيوم بمفاعل أراك. ويمثل تصريح علي أكبر صالحي أحدث مؤشر على إمكانية التوصل إلى تسوية بشأن مفاعل أراك للبحوث النووية الذي يخشى الغرب أن ينتج مواد تصلح لصنع الأسلحة. وتنفي إيران سعيها لذلك.

ومصير المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل والذي لم يكتمل بعد من القضايا الرئيسة في المفاوضات بين إيران والقوى الست الكبرى التي تهدف إلى التوصل لاتفاق طويل الأمد بشأن برنامج طهران النووي قبل موعد 20 يوليو (تموز) المتفق عليه. ونقل الموقع الإلكتروني لقناة برس تي.في الإيرانية الناطقة بالإنجليزية عن صالحي قوله إن إيران قدمت «اقتراحا علميا ومنطقيا لتوضيح أي غموض» بشأن مفاعل أراك. ونقل الموقع عن صالحي قوله «في خطتنا شرحنا أننا سنعيد تصميم قلب مفاعل أراك حتى ينخفض إنتاجه من البلوتونيوم بشكل كبير». ويخشى الغرب من أن يوفر مفاعل أراك بمجرد أن يدخل الخدمة إمدادات البلوتونيوم لإحداث انفجار نووي. وقالت الجمهورية الإسلامية إن المفاعل الذي تبلغ قدرته 40 ميغاواط يهدف إلى إنتاج النظائر المشعة المستخدمة في علاج السرطان وبعض الأمراض الأخرى. وقال الخبير السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا بهروز بيات في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي، سيستخدم في صناعة الأمصال لأغراض طبية». وأضاف «تم نشر تفاصيل قليلة جدا عن هذه الأجهزة، ولكن سيجري استخدامها لفصل الأجزاء المختلفة من السوائل عن بعضها في العلوم الطبية».

وتابع بيات «لقد أراد السيد صالحي من خلال هذا الإعلان أن يبعث برسالة مفادها أن الجهود التي بذلتها إيران لبلوغ هذا المستوى في التكنولوجيا، وإنفاقها المالي على هذا الموضوع لم تذهب هباء. كما أن الغرب لا ستطيع أن يتحجج على إيران بسبب مجرد امتلاكها لأجهزة الطرد المركزي».

وأضاف الخبير الإيراني بشأن إعادة تصميم مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل «يمكن لإيران أن تعيد تصميم مفاعل أراك للماء الثقيل الذي سيؤدي إلى انخفاض نسبة مادة البلوتونيوم في هذه المنشأة. ولكن يبدو أن إيران تحرص على الحفاظ على هذه النسبة الموجودة من الماء الثقيل في مفاعل أراك. وسيجري احتواء النفايات فيها والتي ستمكن إيران من تكوين النظائر المشعة أو استخدامها في الأبحاث العلمية. ولكن في النهاية ما يهمنا في الأمر أن إيران قامت باستثمارات في هذا المشروع الذي تم حظره».

وأشار بيات إلى أن وجود مفاعل الماء الثقيل في الدول التي تمتلك الصناعة النووية أمر غير دارج، وقال «تملك إيران منشأة واحدة للأبحاث، وقد تم استكمال المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل بنسبة 90 في المائة رغم أنه لا يعتبر من الأنواع المتداولة في التكنولوجيا. المفاعل الذي يعمل بالماء الخفيف هو أكثر انتشارا، غير أنه من الصعب في هذه المرحلة تحويل مفاعل الماء الثقيل إلى المفاعل الذي يعمل بالماء الخفيف. إذا قامت إيران بنقل الوقود النووي إلى روسيا واستمرار العمل بهذا الشكل في مفاعل بوشهر سيكون ذلك أفضل من إعادة تصميم المنشأة».

وقال صالحي إن «نشاط إيران شمل النظائر المشعة المستقرة إذ يعتبر الأكسجين 18 من أهم عناصر استقرار هذه النظائر». وأضاف «يبلغ سعر غرام واحد من مادة الأكسجين 18 نحو 170 دولارا، وهذا الإنجاز العظيم ذو أغراض كثيرة في التكنولوجيا ومختلف القطاعات العلمية».

وأضاف بيات «قال السيد صالحي في جانب من تصريحاته إن إيران ستركز على إنتاج النظائر المشعة المستقرة. وهذه خطوة صائبة، وستحقق أرباحا أكثر من عملية تخصيب اليورانيوم وهي غير قابلة للنقاش».