بايرن يتخلص من عقدته الإنجليزية.. وأتليتكو يحقق إنجازا انتظره أربعة عقود

الفريق البافاري يتجنب «بداية زائفة» لمانشستر يونايتد.. وفريق العاصمة الإسبانية يطيح ببرشلونة ويتأهل للمربع الذهبي لدوري الأبطال

ديفيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد يفشل في صد تسديدة توماس مولر (أ.ف.ب)
TT

واصل بايرن ميونيخ الألماني حملة الدفاع عن لقبه بنجاح، بعدما تخلص من عقدته على أرضه أمام الإنجليز بتحويله تخلفه أمام مانشستر يونايتد إلى فوز 1/3، فيما حقق أتليتكو مدريد الإسباني إنجاز التأهل مع النادي البافاري إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1974، بفوزه على ضيفه مواطنه برشلونة 1/صفر في دور الثمانية.

* بايرن ميونيخ × مانشستر يونايتد

* تعافى بايرن ميونيخ حامل اللقب من هدف باتريس إيفرا المباغت ليرد بثلاثة أهداف متتالية ويهزم ضيفه مانشستر يونايتد 1/3 ويبلغ الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا. ودبت الحياة في مباراة إياب دور الثمانية بعد شوط أول ممل حينما سدد إيفرا كرة مباغتة قوية ليضع يونايتد في المقدمة في الدقيقة 57، مما يعني تقدم فريقه 1/2 في مجموع المباراتين. وأدرك ماريو مانزوكيتش التعادل على الفور لبايرن بضربة رأس متقنة، وضاعف توماس مولر الغلة من عرضية أرين روبن في الدقيقة 68، قبل أن يحرز الهولندي روبن ثالث أهداف فريقه بنفسه بعد فاصل من الركض والمراوغة في منطقة الجزاء. وكان واين روني أهدر فرصة سانحة لتسجيل الهدف الثاني ليونايتد بعد تعادل بايرن. وهيمن بطل ألمانيا بعدها على مجريات اللقاء ليفوز 2/4 في مجموع المباراتين ويبقى في طريقه لتكرار ثلاثية الألقاب التي حققها العام الماضي، بينما تعمقت جراح يونايتد وسط موسم مخيب للآمال.

وقال روبن «أعتقد أننا لعبنا بشكل جيد في الشوط الأول. لاحت لنا بعض الفرص لكننا بدأنا الشوط الثاني بشكل سيئ وعوقبنا على ذلك». وتابع «كان من الرائع أن ندرك التعادل بهذا الشكل السريع. وأضفنا بعدها هدفين آخرين لنقتل المباراة. هذا هو حال كرة القدم. حذرنا المدرب. التعادل السلبي كان يكفينا لكننا كنا نرغب في الانتصار. الدقائق العشر التي لعبناها في بداية الشوط الثاني كانت كارثية».

من جهته، قال ديفيد مويز، مدرب مانشستر يونايتد الذي لن يستطيع قيادة فريقه للعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل نظرا لتأخر يونايتد في الدوري الإنجليزي، إن فريقه دفع ثمن التراجع بعد هدف التقدم. وأضاف «سارت الأمور بشكل سيئ بعد 30 ثانية فقط من هدف التقدم». وأضاف «النصيحة الأساسية التي تقال إلى طلبة المدارس: لا تسمح بدخول هدف في مرماك بعدما تسجل». وتابع «سجلوا مباشرة واحتجنا من خمس إلى عشر دقائق للتعافي من الصدمة والسيطرة على أنفسنا. لم يرتكب اللاعبون الكثير من الأخطاء الليلة، حيث قدموا أداء جيدا، لكننا ارتكبنا هفوتين صغيرتين».

وكما حدث في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1/1، استحوذ لاعبو البايرن تماما على الكرة في الشوط الأول رغم أنهم افتقدوا للسلاسة وأخفقوا في خلق أي فرصة حقيقية للتسجيل في مواجهة تمركز لاعبي يونايتد الجيد. وكان روبن مصدر الخطورة الوحيد في صفوف بايرن من خلال التحرك الجيد وخلق المساحات لنفسه والانطلاق بالكرة بقدمه اليسرى، لكن محاولاته كانت تتحطم على صخرة الدفاع أو تمر بجوار القائم.

وتقدم الزوار بطريقة رائعة حينما انطلق أنطونيو فالنسيا من جهة اليمين، ورغم أن تمريرته العرضية سقطت خلف مهاجمي يونايتد فإنها وجدت إيفرا الذي سددها ببراعة في شباك بايرن من على حافة منطقة الجزاء. لكن فرحة يونايتد لم تدم طويلا حيث رد بايرن على الفور حينما سبق مانزوكيتش إيفرا ليسجل من ضربة رأس مستفيدا من عرضية فرانك ريبيري من جهة اليسار.

وأصبحت المباراة مفتوحة تماما بعد هذا الهدف، وكان يتعين على روني وضع يونايتد في المقدمة ثانية لكن محاولته انتهت بشكل بائس، رغم أنه لم يكن أمامه سوى مانويل نوير على بعد 12 مترا فقط من المرمى بعدما أهدى داني ويلبيك كرة ولا أروع إليه. ولم يحصل يونايتد على أي فرصة أخرى، فقد سجل مولر هدف بايرن الثاني مستفيدا من عرضية روبن من مسافة قريبة. وحسم روبن النتيجة حينما سيطر على الكرة من جهة اليمين وراوغ كل من قابله على حافة منطقة الجزاء وسدد لترتطم بنيمانيا فيديتش وتغير اتجاهها وتدخل مرمى يونايتد.

وبعد أن حسم لقب الدوري الألماني يستطيع بايرن الآن التطلع للمنافسة على المزيد من الألقاب في الأسابيع المقبلة. وفي المقابل أنهت هذه الهزيمة الموسم السيئ ليونايتد. ويحتل يونايتد المركز السابع في الدوري الإنجليزي، وبات من شبه المؤكد غياب فريق المدرب مويز عن دوري الأبطال الموسم المقبل.

وفي الوقت الذي يسعى فيه بايرن حاليا ليكون أول فريق يحافظ على لقبه الأوروبي للعام الثاني على التوالي منذ 24 عاما حينما توج ميلان الإيطالي باللقب عامي 1989 و1990، أدرك لاعبو مانشستر يونايتد خلال تركهم لأرضية ملعب «اليانز أرينا» والتوجه إلى غرف الملابس بعد الخسارة أمام بايرن الألماني، أنهم لن يسمعوا نشيد مسابقة دوري أبطال أوروبا خلال الأشهر الـ17 المقبلة على أقل تقدير. وبعد فشله في تحقيق النتيجة المرجوة في ملعب «اليانز أرينا» أمام بطل الدوري الألماني، خرج يونايتد من الموسم خالي الوفاض، إذ فقد الأمل في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي، أو حتى الحصول على أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى المسابقة الأوروبية الأم الموسم المقبل، إضافة لخروجه من المسابقتين المحليتين، مما وضع مدربه مويز في وضع لا يحسد عليه في موسمه الأول خلفا لمواطنه الأسطورة أليكس فيرغسون الذي قاد يونايتد إلى قهر بايرن ميونيخ في النهائي التاريخي عام 1999 حين كان الأخير متقدما 1/صفر حتى الوقت بدل الضائع، قبل أن يتمكن البديلان تيدي شيرينغهام والنرويجي أولي غونار سولسكيار من خطف الكأس الغالية من يدي النادي البافاري.

وأشارت الصحافة البريطانية أمس إلى أن خروج مانشستر يونايتد من دوري أبطال أوروبا يؤكد أنه «لم يعد أحد أندية الصفوة» في أوروبا. وذكرت صحيفة «التايمز» أن فريق المدرب مويز «ينحدر»، وأنه في «الحقيقة لا يتشارك مع الفريق البافاري في الفئة نفسها». ومن جانبها كتبت «ديلي تلغراف» أن «بايرن العنيد أنهى موسم اليونايتد» الذي تجرأ على أن «يحلم الحلم المستحيل» بعد هدف الفرنسي إيفرا.

وتشير «الغارديان» إلى أن البايرن «قضى» على يونايتد، وأنه «من بين كل الأمور المحبطة، فإن الشيء الأكثر إيلاما هو معرفة أنهم كانوا يسيطرون، لوقت قصير، على المباراة». وأشارت «إندبندنت» إلى الهولندي روبن كبطل اللقاء، حيث سجل الهدف الأخير لبايرن. وذكرت الصحيفة «بايرن ميونيخ واحد من أفضل فرق العصر الحديث».

* أتليتكو مدريد × برشلونة

* حين حسم كل شيء وتوقف مشوار برشلونة في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على يد أتليتكو مدريد لم يكن في ذهن معظم مشجعي النادي الكتالوني سوى سؤال واحد: أين كان ليونيل ميسي؟ فالمهاجم الأرجنتيني الدولي وأفضل لاعب في العالم لأربع مرات لم يهدد إلا نادرا مرمى المنافس في استاد «فيسنتي كالديرون»، لينهزم برشلونة بهدف كوكي في الدقيقة الخامسة ويخسر 2/1 في مجموع المباراتين بدور الثمانية. ولطالما تألق ميسي في هذه المسابقة الأهم للأندية في أوروبا، لكنه مرة أخرى وجد نفسه أسيرا لقبضة دفاع أتليتكو ولم يسجل أي هدف ضد النادي المنتمي للعاصمة مدريد في آخر ست مواجهات بين الفريقين في جميع المسابقات.

وبدا أن جيراردو مارتينو، مدرب برشلونة، أشرك لاعبه الأثير ناحية اليمين ضمن ثلاثي هجومي، أي أنه ابتعد عن منطقة خطورته تاركا منطقة القلب لانطلاقات فابريغاس، بينما شغل نيمار ناحية اليسار. وسدد ميسي كرة فوق العارضة في الدقيقة الثالثة، وأضاع أخرى بضربة رأس في الدقيقة 13، وأطلق تسديدة أرضية بجوار المرمى في الدقيقة 24 إثر تمريرة عرضية من نيمار، قبل أن يختفي في ما تبقى من المباراة ويفشل في إنقاذ برشلونة مثلما اعتاد منه فريقه.

كان الأداء سلبيا بشكل غريب، وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن ميسي لم يركض إلا 6.8 كيلومتر طيلة المباراة، وهي مسافة لا تزيد إلا بمقدار 1.5 كيلومتر عما ركضه زميله الحارس خوسيه مانويل بينتو. وقال مارتينو، وهو أرجنتيني أيضا وجاء من مدينة روساريو مسقط رأس ميسي «أردنا أن يقف ميسي في وضع ليواجه المدافعين واحدا واحدا في ناحية اليمين». وأضاف في مؤتمر صحافي «لم يكن له أثر كبير في المباراة لكن أتيحت له هاتان الفرصتان من ضربة الرأس ثم التمريرة العرضية من نيمار».

ويعني خروج برشلونة فشله في تعزيز رقمه القياسي بالوصول لقبل النهائي الأوروبي لسبع مرات متتالية. لكن الفريق وبعد الفوز على أتليتكو في كأس السوبر الإسبانية في افتتاح الموسم لا يزال مرشحا للفوز بلقبين آخرين. فبرشلونة لا يتأخر إلا بنقطة واحدة وراء أتليتكو المتصدر في دوري الدرجة الأولى الإسباني قبل ست جولات من النهاية، وسيواجه غريمه ريال مدريد يوم الأربعاء المقبل في نهائي كأس ملك إسبانيا في فالنسيا. وأقر مارتينو بأن أتليتكو استحق التأهل أول من أمس. وقال «في الحقيقة في بعض الفترات لم يكن بوسعنا تقديم ما اعتدنا عليه وما خططنا له.. كان هذا سببه تألق منافسنا». وأضاف «لقد لعبوا بقوة ودافعوا بعدد كبير من اللاعبين لإغلاق منطقة الجزاء. في بعض الأحيان يكون من الصعب الوصول للعنق. حاولنا إجراء تغييرات لكننا لم نفلح».