اختيار «12 أبريل» يوما للناجيات من السرطان

ضعف تمويل الأبحاث أبرز عقبات السيطرة على المرض

حضور لافت يشهده المؤتمر العالمي للسرطان في المنطقة الشرقية («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية عن مبادرة جديدة لدعم المصابات بالأورام السرطانية، وذلك عبر تخصيص يوم 12 أبريل (نيسان) من كل عام «يوما للناجيات» من السرطان بالعالم العربي، وتأتي المبادرة تشجيعا للدور الذي قامت به الدكتورة سامية العمودي بعدم إخفاء شفائها من المرض، ومواصلة رحلة كفاحها للوصول إلى العلاج وحصولها أخيرا على جوائز عالمية لجهودها في هذا المجال.

ومن حيث نسبة الإصابة بأمراض السرطان، قالت الدكتورة ريما الحايك، استشارية سرطان الأطفال مديرة مركز الأورام السرطانية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، إن المنطقة الشرقية تعد الأولى على مستوى السعودية بالنسبة للإصابة بمرض سرطان الثدي للسيدات، بينما تبقى نسبة الإصابة بالأورام الأخرى متشابهة مع باقي مناطق السعودية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس على هامش فعاليات المؤتمر العالمي السادس لأمراض السرطان، الذي تنظمه جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية والمديرية العامة للشؤون الصحية، حيث أعلن رئيس مجلس إدارة الجمعية، عبد العزيز بن علي التركي، عن مبادرة «يوم الناجيات»، لدعم المرضى بقصص واقعية لأشخاص نجوا من المرض، مما يعزز الجانب النفسي لتجاوز المرض.

يشار إلى أن المؤتمر شهد إطلاق الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، أمير المنطقة الشرقية، جائزة «أمير الشرقية» لأبحاث السرطان المخصصة للأطباء العرب دون 40 عاما، التي فاز بها في نسختها الأولى ثلاثة أطباء، هم: الدكتور منير أبو هلالة من الأردن بالمركز الأول، والدكتور متعب الفهيدي من السعودية بالمركز الثاني، فيما فاز بالمركز الثالث الدكتور حسين سعودي من مصر.

وعد رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان بالمنطقة الشرقية، عبد العزيز التركي، أن إطلاق الأمير سعود بن نايف جائزة أمير المنطقة الشرقية لأبحاث السرطان للأطباء العرب، جاء لتلبية الحاجة في المنطقة العربية من الأطباء العرب دون سن الأربعين لتقديم الأبحاث المتخصصة في أمراض السرطان.

ونبه نائب رئيس «مركز ديترويت» بالولايات المتحدة الأميركية، الدكتور فؤاد بيضون، إلى عدم وجود أبحاث تطبيقية بالعالم العربي نتيجة ضعف الدعم المالي، مطالبا بإجراء مشاركة مع المراكز البحثية في الدول المتقدمة المتخصصة لتجاوز هذه العقبة.

من جهتها، قالت الدكتورة ريما الحايك، استشارية سرطان الأطفال مديرة مركز الأورام السرطانية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، إن «مستشفى الملك فهد التخصصي استطاع أخيرا إجراء 25 بحثا إكلينيكيا سريريا خاصا بالأورام على مستوى المنطقة الشرقية، واعتُرف بتلك الأبحاث العلمية لضمان تطبيق أخلاقيات إجراء البحوث، وكذلك اعترفت بها الجمعية الأميركية، وطالبت بالمزيد من البحوث التطبيقية المخبرية والعلاجية»، مؤكدة أن المنطقة الشرقية تعد الأولى على مستوى السعودية بالنسبة للإصابة بمرض سرطان الثدي لدى السيدات، بينما تبقى نسبة الإصابة بالأورام الأخرى متشابهة مع نسب الإصابة على مستوى المملكة.

وأشارت الحايك إلى أن زيادة نسبة أعداد المرضى تعود إلى التوعية التي يقوم بها المستشفى وجمعية السرطان والجمعيات الأخرى ذات النفع العام، حيث حذرت من التوجه إلى العلاج بالأعشاب والخلطات الدهنية، مضيفة أن «الأطباء يعانون كثيرا من هذا الجانب، حيث يحضر المريض ومعه قارورة أعشاب غير معروفة المصدر، وقد تفرز مواد دوائية أخرى يختلط بعضها مع بعض فتؤدي إلى نتائج عكسية أو نتائج غير مرضية».

بدورها، نبهت الدكتورة نجمة عطيات، عميدة كلية التمريض في الجامعة الهاشمية بالأردن، والمتخصصة في السيطرة على ألم السرطان، إلى عدم وجود دراسات تحدد نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية على مستوى العالم العربي، مبينة أن العوامل النفسية تلعب دورا كبيرا في إخفاء المرض من قبل المصابين، وذلك بحجة النظرة المجتمعية، وعدم الإفصاح عن احتياجاته، وبالتالي عدم الوصول إلى النسبة الحقيقية، مطالبة بتكثيف المؤتمرات العلمية المتخصصة التي تساعد الأطباء في الوصول إلى طرق جديدة ومبتكرة في العلاج.

يذكر أن المؤتمر عقد 11 جلسة علمية وثلاث ورشات عمل؛ الأولى منها تستهدف الكوادر التمريضية بعنوان: «دور التمريض في الرقي بجودة حياة مريض السرطان»، بالتعاون مع المركز العالمي للصحة العامة ومراقبة الأمراض بالولايات الأميركية، والورشة الثانية لإدارة المستشفيات والمنشآت الصحية، قدمها خبراء عالميون من أميركا وكندا، فيما الثالثة تأتي بعنوان: «قيادات دعم حقوق مرضى السرطان»، وتستهدف الجمعيات غير الربحية التي تقوم بدعم حقوق المرضى بالسعودية ودول الخليج والشرق الأوسط لأهمية هذه المنظمات الخيرية في رعاية مرضى السرطان.