قضايا مواقع التواصل الاجتماعي تطغى على معرض الكتاب في الإسكندرية

اختتم أنشطته بحضور كبير للشباب.. وناقش «الحوار مع الآخر»

TT

طغت قضايا مواقع التواصل الاجتماعي وثورة الاتصالات على معرض الكتاب بالإسكندرية (شمال غربي القاهرة)، في ختام أنشطته التي تميزت بحضور كبير للشباب، وجرى خلالها الكثير من الموضوعات؛ منها «الحوار مع الآخر»، وذلك وسط حضور عدد من كبار الأدباء والنقاد ورواد شبكات التواصل على الإنترنت.

وفي إحدى المناقشات التي جرت بالمعرض، أكد المخرج مدحت مكاوي أن الوسائط المتعددة تعد من أهم سمات العصر الحديث التي ميزت حياته وأفكاره وإبداعاته، لافتا إلى أن ذلك يستوجب الوقوف والتأمل أمام تيارات الإبداع المعاصرة، بهدف الدخول في العصر الرقمي، ومحاولة الوصول إلى رؤى فكرية وعملية للتفاعل مع معطيات هذا العصر والعمل على تقريب الفجوة بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي لخدمة البشرية.

ولاقت ورشة عمل أخرى حول «ثقافة الرأي والرأي الآخر»، التي أدارتها الباحثة أميرة مجاهد، إقبالا شديدا من الشباب المهتمين بهذه القضية وأهمية وجود رأي آخر. والتقى جمهور المعرض الكاتبة شيرين فؤاد مؤلفة كتاب «الحب الإلكتروني» الصادر عن مؤسسة الأهرام، وجرى التطرق إلى قضية العلاقات العاطفية على الإنترنت. وأشارت الكاتبة إلى أن هذه العلاقات على تنوعها تعكس أزمة أسرة وأزمة مجتمع، يفتقدان أبسط مظاهر الحوار الإنساني. بينما قالت الدكتورة راندا رزق، الأستاذ بكلية الإعلام، إن هناك أنماطا من السلوك أصبحت تهدد مستقبل المجتمع.

ومن الموضوعات التي التف حولها شباب الإسكندرية وزوار معرضها قضية «البحث عن هوية في روايات الشباب»، شاركت فيها مجموعة من الكتاب النقاد، كما عرض مجموعة من شباب الإسكندرية تجاربهم لأفلام سينمائية قصيرة.

وقبل اختتام أعماله، احتفى المعرض أيضا بمئوية الكاتب المصري ابن الإسكندرية الدكتور يوسف عز الدين عيسى، تحت عنوان «للإبداع وجوه كثيرة». واستمع الحضور لابنته، فاتن، التي تحدثت عن نشأته، موضحة أنه ولد بمحافظة الفيوم (جنوب القاهرة) وانتقل بعد ذلك لمحافظة الشرقية ثم إلى القاهرة لالتحاقه بكلية العلوم، وعندما افتتحت كلية العلوم بالإسكندرية انتقل إليها، حيث عشق إطلالة البحر وأذهلته عروس البحر، كما أضافت أنه رغم نبوغه في الأدب فإنه نبغ أيضا في مجال علمه.

وعلى غير المعتاد في معارض الكتب، تميز معرض الإسكندرية بالاهتمام بتكنولوجيا فنون الإخراج في المسرح والسينما والإنترنت. وقال الدكتور بهاء عبد المجيد، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس، إن الثورة التكنولوجية أصبحت هي المسيطرة على كل الإنجازات التي تجتاح العالم الآن، وأن الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من إنترنت و«تويتر» ساهمت في خلق عالم افتراضي فضائي كبير أدى إلى إحداث تغييرات جذرية في شكل المجتمعات.

وأضاف عبد المجيد أن شبكة الإنترنت سهلت نشر كثير من الأفلام القصيرة أو المطولة وخاصة على الـ«يوتيوب»، وأصبح الإنسان العادي لديه القدرة على استخدام التكنولوجيا وتقدمها بسهولة للآخرين وبهذا يحقق الكثير من إطلاق الطاقات للموهوبين، وخاصة للشباب وأيضا الأفراد الذين يريدون تحقيق حلمهم في الإخراج أو إعطاء المجتمع فرصة للتعبير عن نفسه دون احتكار للمؤسسات الكبرى.