تشكيك في فاعلية عقار تاميفلو لعلاج الأنفلونزا

الأموال التي أنفقتها الحكومات على المخزون الاستراتيجي ذهبت سدى

TT

أعلن باحثون، سعوا طيلة سنوات للحصول على كامل بيانات عقار تاميفلو الذي تنتجه شركة «روش»، أن فاعلية الدواء المضاد للأنفلونزا أصبحت محل شك. ويدور نزاع بين الشركة والجهات التنظيمية والعلماء المستقلين حول العقار. وقال مؤيدون إن استنتاجات الباحثين معيبة وأكدوا أن الدواء آمن وفعال.

وتفجر النزاع بشأن فوائد تاميفلو وعقار آخر هو ريلينزا الذي تنتجه شركة «غلاكسوسميثكلاين» عندما نشرت شبكة«كوكرين ريفيو» للأبحاث و«الدورية الطبية البريطانية» معا تحليلا لبيانات تجارب لم تظهر دليلا قويا على المزاعم القائلة إن العقارين يقللان من العلاج بالمستشفيات أو يحدان من مضاعفات الأنفلونزا. وقالت نتائج التحليل إن للعقارين آثارا نافعة قليلة جدا إن وجدت مقابل آثار جانبية متنوعة جرى صرف الانتباه عنها أو إغفالها في السابق.

وقال كارل هينيغان، الأستاذ بجامعة أكسفورد أحد أبرز المشاركين في المراجعة التي أجرتها «كوكرين»: «فكرة أي دواء هي أن المنافع يجب أن تفوق الأضرار.. فإذا لم نستطع إيجاد أي منافع فذلك يظهر الأضرار».

لكن «روش» التي تواجه انتقادات منذ سنوات لرفضها السماح لفريق «كوكرين» بالوصول دون قيد لبيانات عقار تاميفلو رفضت النتائج، قائلة إنها «تختلف في الأساس مع الاستنتاجات العامة» للمراجعة التي أجراها الفريق.

وقال الشركة في بيان: «نؤكد بصورة قاطعة جودة وسلامة بياناتنا التي تعكسها قرارات توصلت إليها مائة جهة تنظيمية في شتى أنحاء العالم والأدلة الواقعية التالية التي تؤكد أن تاميفلو دواء فعال في العلاج والوقاية من الأنفلونزا».

وبلغت مبيعات عقار تاميفلو ثلاثة مليارات دولار في عام 2009، جاءت غالبيتها من استخدامه في علاج تفشي أنفلونزا «إتش1 إن1»، لكن المبيعات تراجعت منذ ذلك الحين.

وأنفقت الولايات المتحدة أكثر من 1.3 مليار دولار على شراء احتياطيات استراتيجية من عقاقير مضادة للأنفلونزا مثل تاميفلو، في حين أنفقت الحكومة البريطانية نحو 424 مليون جنيه إستراليني (703 ملايين دولار) في شراء رصيد بلغ 40 مليون جرعة من تاميفلو.

وقال فريق هينيغان إن تحليلهم استند في المقام الأول إلى بيانات كاملة من 20 تجربة لعقار تاميفلو و26 تجربة أخرى لعقار ريلينزا.

وقال هينيغان في مؤتمر عقد بلندن لعرض نتائج التحليل، إن الأموال التي أنفقت على مخزونات العقارين «ذهبت سدى» لأنه حتى الآن لم تطلع الجهات التنظيمية أو الحكومات أو الأطباء أو المرضى على البيانات الكاملة للدواءين.

وقالت فيونا جودلي، المحررة بـ«الدورية الطبية البريطانية» التي قادت حملة لأربع سنوات لإجبار «روش» على الكشف عن البيانات الكاملة الخاصة بدواء تاميفلو: «الأدلة الأصلية التي قدمت إلى الوكالات الحكومية في أنحاء العالم غير مكتملة».