انطلاق تصويت أفراد الجالية الجزائريين بالخارج لانتخابات الرئاسة

دعاة مقاطعة الانتخابات يعلنون عن مظاهرات خلال الأسبوع

رئيس حركة مجتمع السلم يتحدث أمس خلال مؤتمر صحفي نظمته الأحزاب السياسية الداعية إلى مقاطعة الانتخابات في الجزائر (أ.ف.ب)
TT

يبدأ أفراد الجالية الجزائرية المقيمون بالخارج، اليوم، الإدلاء بأصواتهم لاختيار واحد من المرشحين الستة لانتخابات الرئاسة التي ستجري الخميس المقبل، وأبرزهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يرغب في تمديد حكمه، وسط رفض قطاع من الجزائريين ومعارضة تحتج يوميا على ما تسميه «مهزلة انتخابية».

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزير الخارجية رمضان لعمامرة أمس، أن «كل الظروف مهيأة لاستقبال مليون و9 آلاف، من أفراد جاليتنا الموجودين في مناطق كثيرة من العالم». وأوضح أن قنصليات الجزائر في الخارج، وضعت تحت تصرف الناخبين 398 مكتبا «بغية ضمان السير الحسن للاقتراع». وأضاف لعمامرة: «لقد تم وضع كافة الترتيبات والتدابير، بالتنسيق بين وزارات الخارجية والداخلية والعدل ولجنة الانتخابات، لتجرى عملية الاقتراع على مدى الفترة الممتدة من السبت 12 أبريل وإلى غاية 17 أبريل، في أحسن الظروف».

وأوضح الوزير أن «التسهيلات التي وفرتها الدولة للناخبين الجزائريين في الخارج، ستساهم لا محالة في أن تكون مشاركة الجالية الجزائرية في الانتخابات قوية». ويوجد أكبر عدد من الناخبين المغتربين، في فرنسا (نحو 800 ألف ناخب). وفي مدينة الكاف بتونس، أفاد القنصل الجزائري خير الدين حموم أن عدد أفراد الجالية المسجلين في اللائحة الانتخابية، على مستوى القنصلية، يقدر بـ4201 ناخب. وقال إن القنصلية «وفرت جميع الإمكانات المادية والبشرية، رغبة منها في تهيئة الأجواء المساعدة على تمكين أفراد الجالية الجزائرية بهذه المنطقة من أداء واجبها الانتخابي في ظروف ملائمة».

وذكر سفير الجزائر لدى مصر نذير العرباوي، أن «كل الترتيبات التنظيمية واللوجيستية، تم اتخاذها لتوفير أحسن الظروف للناخبين الذين، لا يتعدى عددهم 2700 ناخب بما في ذلك أفراد الجالية الجزائرية المقيمون في قطاع غزة ورفح بفلسطين». وقال إن السفارة «ستوفر حافلات لنقل الناخبين من المدن الكبرى، مثل المنصورة والإسماعيلية نحو مكتب الاقتراع بالقاهرة». يشار إلى أن إجمالي عدد الناخبين الجزائريين يبلغ 21 مليونا، أما مكاتب التصويت فيصل عددها إلى 45 ألفا.

ويتنافس على كرسي الرئاسة، كل من علي بن فليس (70 سنة) رئيس الحكومة سابقا الذي سبق أن ترشح في انتخابات 2004 وحل ثانيا في الترتيب بعيدا عن بوتفليقة. ولويزة حنون (60 سنة) الأمينة العامة لـ«حزب العمال» اليساري، وهي المرأة الوحيدة من بين المترشحين. ويشارك علي فوزي رباعين (59 سنة)، رئيس حزب «عهد 54» المعارض، للمرة الثالثة في الانتخابات. ومعروف عنه أنه «معارض ثابت على مواقفه»، ولم يسبق له أن هادن السلطة، رغم محاولات بوتفليقة استمالته ليقبل حقائب وزارية. ويخوض موسى تواتي (61 سنة)، رئيس «الجبهة الوطنية الجزائرية»، المنافسة لثاني مرة على التوالي. ولم تتعد نسبة التصويت له واحدا في المائة في استحقاق 2009. ويعد عبد العزيز بلعيد، وهو أصغر المترشحين سنا (50 سنة)، الأقل حظا في هذه المنافسة التي يعتقد على نطاق واسع أن الفائز فيها سيكون بوتفليقة، رغم أنه منسحب من المشهد وغاب عن الحملة بسبب المرض، وخاضها بدلا عنه رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال.

ووصل أمس وفد من الجامعة العربية، بهدف مراقبة سير الانتخابات، يضم 16 عضوا برئاسة مساعد الأمين العام للجامعة العربية محمد صبيح، الذي صرح الخميس بالقاهرة أن أعضاء البعثة سينتشرون في الولايات الـ48 بالجزائر. وعد ذلك «دليلا على الأهمية التي توليها الجامعة العربية للانتخابات الجزائرية». مشيرا إلى أن الجزائر «دولة هامة وركن أساسي من أركان العمل العربي المشترك، وعضو أساسي في جامعة الدول العربية. كما أن للشعب الجزائري تجارب نعتز ونفخر بها جميعا، سواء ما يتعلق بكفاحه لتحرير البلاد من الاستعمار أو التصدي خلال العشرية الماضية للإرهاب، أو ما حققه من تطور في عدة مجالات». ويرتقب وصول بعثة ملاحظي «الاتحاد الأفريقي» خلال الأسبوع الجاري.

وفي سياق متصل بالحدث المنتظر الأسبوع المقبل، أعلنت أحزاب وشخصيات جزائرية، مقاطعة لانتخابات الرئاسة، عن تنظيم مظاهرات في شرق وغرب وجنوب الجزائر، في خطوة لتصعيد احتجاجها ضد ما تسميه «مهزلة انتخابية».

وعقد قادة «تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة لانتخابات الرئاسة» أمس، اجتماعا بالعاصمة، انتهى إلى الاتفاق على تنظيم مسيرات ومظاهرات يومي 14 و16 من الشهر الجاري بوهران والشلف (غرب)، وقسنطينة وباتنة (شرق) وبشار وورقلة (جنوب). وقالت التنسيقية في بيان، إن أعضاءها «يلاحظون يوميا تعاظم مبررات مقاطعة الانتخابات، بسبب تنامي أخبار انحياز مؤسسات الدولة للرئيس المرشح الغائب عن الساحة كلية، سوى ما يتعلق بظهوره الذي يخص به الأجانب دون مواطنيه، مما يؤكد أسلوب الاستعانة بالخارج لترجيح كفة المنافسة السياسية لصالحه»، في إشارة لغياب الرئيس عن حملة الانتخابات التي تنتهي غدا (الأحد)، بينما ظهر مع جون كيري وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، اللذين زارا الجزائر الأسبوع الماضي.