استقالة وزيرة الصحة الأميركية بسبب تعثر انطلاق «أوباما كير»

ملايين المواطنين واجهوا صعوبات في تسجيل أنفسهم إلكترونيا

أوباما أثناء إعلانه تعيين بورويل (يمين) وزيرة للصحة خلفا لسيبيليوس (يسار) في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
TT

عين الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس مديرة الميزانية سيلفيا ماثيوز بورويل وزيرة جديدة للصحة خلفا لكاثلين سيبيليوس التي استقالت إثر الفوضى التي سادت بدء تنفيذ برنامج الرعاية الصحية. وأشاد أوباما بما قامت به سيبيليوس، مشيرا إلى أنها أنجزت «عملا تاريخيا» عبر السماح بتوفير تغطية صحية لملايين الأميركيين.

وتأمل الإدارة الأميركية أن تضع استقالة سيبيليوس (65 عاما) التي شغلت المنصب لمدة خمس سنوات وعملت سابقا حاكمة لولاية كانساس، حدا رمزيا للبدايات الصعبة للبرنامج الذي أطلق عليه اسم «أوباما كير» نسبة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي عانى من سوء عمل الموقع الإلكتروني للحكومة الفيدرالية الذي يتيح للأميركيين تسجيل أسمائهم للحصول على ضمان صحي.

وكان الموقع الإلكتروني لبرنامج الرعاية الصحية الذي تشرف عليه سيبيليوس ويهدف لتسجيل ملايين الأميركيين الراغبين في تأمين صحي في ظل القانون الجديد، واجه مشكلات تقنية كثيرة منذ انطلاقه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ توالت التقارير على مسؤولي الإدارة بأن زائري الموقع وجدوا صعوبات في تسجيل أسمائهم أو التحقق من هوياتهم أو تحديث بياناتهم أو الاطلاع على تفاصيل خطط الرعاية الصحية المتاحة لهم. وحتى الآن سجل نحو 7.5 مليون أميركي أنفسهم عبر الإنترنت، وهو رقم أشاد به الرئيس أوباما ومستشاروه عادين أنه انتصار على المشككين الذين كانوا مقتنعين بأن الإصلاح لن يعمل أبدا أو أن الأميركيين سيرفضون الاكتتاب فيه. لكن رغم هذا الرقم، وجدت سيبيليوس نفسها في مفترق طرق بين المشيدين بانطلاق برنامج الرعاية الصحية ومنتقديه، وقررت في الأخير التنحي.

وشكلت البدايات الفوضوية لتطبيق البرنامج مادة دسمة للجمهوريين الذين يستعدون لمواجهة الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويعول أوباما على ماثيوز لحل المشاكل المتعلقة بإطلاق برنامج «أوباما كير» قبل المرحلة القادمة من التسجيل في نوفمبر المقبل. وسوف يتيح هذا الإصلاح لملايين الأميركيين المحرومين من الضمان الصحي حتى الآن من الحصول على تغطية.

وأكد السكرتير العام للبيت الأبيض دنيس ماكدونو لصحيفة «نيويورك تايمز» أن «الرئيس يريد التأكد من أننا نتعامل مع مسؤولة أثبتت جدارتها». وأضاف ماكدونو أن سيبيليوس وبعد أسبوع على انقضاء المهلة الأولى للاكتتاب في 31 مارس (آذار) الماضي «رأت أن الأفضل تسليم الأمور إلى شخص آخر، ونحن نأمل بتجاوز الانقسامات الحزبية».

وسارع الجمهوريون إلى الرد مما يثير قلقا حول صعوبات أمام تثبيت ماثيوز في منصبها لأنها بحاجة لموافقة الكونغرس. وصرح زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب اريك كانتور على «تويتر»: «أشكر سيبيليوس على خدماتها. لقد كان أمامها مهمة مستحيلة: لا أحد بإمكانه إنجاح أوباما كير».

ويشدد الجمهوريون على أن الإصلاح الصحي الذي يفرض الحصول إلزاميا على ضمان صحي أرغم بعض الأميركيين على التخلي عن التأمين الذي كان لديهم وأنه سيرفع كلفة العقود وسيعيق عمل المؤسسات الصغيرة ويؤثر على إيجاد وظائف جديدة.

وأثار أوباما موضوع الإصلاح أول من أمس عندما أشاد بالإرث «الهائل» للرئيس الأسبق ليندون جونسون، وذلك بعد خمسين عاما على توقيع قانون الحقوق المدنية. وقال أوباما «عمل جيد وأجر مناسب وضمان صحي، كل هذه حقوق مدنية كانت تستحق النضال من أجلها».