تحقيقات غربية حول قيام الأسد بهجمات كيماوية «حديثة» على ضواحي دمشق

المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لـ «الشرق الأوسط»: نأخذ التقارير بجدية ولا نملك تأكيدات

TT

قالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي تشير إلى قيام النظام السوري «حديثا» بتنفيذ سلسلة من الهجمات باستخدام أسلحة كيماوية ضد مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في ضواحي دمشق، لكنها أشارت إلى أن واشنطن لا تملك تأكيدات للمعلومات حول تلك الهجمات المزعومة.

وقالت ميهان في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن على علم بتلك التقارير حول استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية، لكننا لا نملك تأكيد المعلومات حول تلك الادعاءات في الوقت الحالي، وننظر في تلك التقارير بجدية». وأضافت: «نأخذ تلك التقارير بجدية، ولهذا نعمل بشكل عاجل مع وكالة حظر الأسلحة الكيماوية ومع منظمة الأمم المتحدة لإزالة وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية».

كانت عدة تقارير بريطانية وأميركية أشارت إلى تحقيقات تجريها كل من بريطانيا والولايات المتحدة حول قيام النظام السوري بتنفيذ سلسلة حديثة من الهجمات باستخدام أسلحة كيماوية ضد مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في ضواحي دمشق. وتأتي تلك الهجمات بعد أقل من عام من تراجع واشنطن عن القيام بضربة عسكرية ضد النظام السوري بعد إقدامه على الهجوم بالأسلحة الكيماوية على منطقة الغوطة الشرقية في الثاني والعشرين من أغسطس (آب) 2013، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص معظمهم من الأطفال. وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلنت عما سمته «خطا أحمر» إذا أقدم النظام السوري على شن هجوم كيماوي. ولوحت الولايات المتحدة بعمل عسكري واسع النطاق، لكنها تراجعت بعد قبول النظام السوري التخلي عن كامل ترسانته الكيماوية وتدميرها.وقال مسؤولون بريطانيون أمس إنهم يحققون في تقارير تشير إلى قيام النظام السوري بعدة هجمات كيماوية تهدف إلى ترويع السكان وإثارة الرعب والخوف في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أنحاء العاصمة. وأشار المسؤولون إلى أن النظام السوري يستخدم المواد الصناعية السامة، بدلا من المواد الكيماوية، في تصنيع الأسلحة ويقوم بتلك الهجمات على نطاق ضيق. وأوضح البريطانيون أنهم يبحثون عن مزيد من المعلومات حول أربع هجمات نفذها النظام السوري في المناطق حول دمشق في الفترة من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أبريل (نيسان) الحالي، وأن النظام استخدم الكلور والمبيدات الحشرية ضد المعارضة.

ونقلت التقارير عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية في هجومين يوم 27 مارس (آذار) الماضي في حي حرستا بدمشق، وأن آثار المواد الكيماوية استمرت لعدة ساعات وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وأشار المسؤول إلى أن المركبات الكيماوية التي استخدمها في الهجوم لم تكن مدرجة بين المواد الكيماوية التي وقع النظام السوري على التخلي عنها ضمن الاتفاق، الذي رعته روسيا للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية.

وأوردت عدد من وكالات الأنباء تقارير عن المعارضة السورية، تشير إلى تعرض منطقة حرستا لهجوم باستخدام غاز الأعصاب المميت، وأشارت إلى أن ضحايا الهجوم بلغ ثلاثة قتلي، لقوا حتفهم بسبب الاختناق، إضافة إلى عشرات من المصابين بأعراض تسمم.

وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس إن هجمات أخرى شنها النظام السوري في مناطق داريا وعدرا وجوبر، حيث تجري التحقيقات على عينات من التربة في تلك المواقع الثلاثة، ويجري التحقق من تلك العينات في كل من الأردن وتركيا. وأشارت الصحيفة إلى شريط فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي بثته جماعات المعارضة، يظهر رجلا يعاني من ضيق التنفس وسرعة نبضات القلب واختناق وأعراض أخرى بعد هجمة بالسلاح الكيماوي على منطقة جوبر.

وبمشاهدة الفيديو، رجح خبراء وأطباء ومسؤولون دوليون أن الأشخاص الذين يظهرون فيه يعانون حالات تسمم ناجمة عن استنشاق مواد كيماوية غالبا، إذا ثبتت صحة التسجيلات. لكن مصادر دولية لم تنف إمكانية أن تكون المعارضة السورية «ربما تمتلك بعض العناصر الكيماوية»، إلا أنها استبعدت مسؤوليتها الشاملة عن تلك الهجمات، قائلة إن النظام فقط هو الذي يملك التقنيات اللازمة لصناعة «سلاح كيماوي».

وقد أشار المسؤولون في وكالة حظر الأسلحة الكيماوية إلى قدرة النظام السوري على الوفاء بالتزاماته وإزالة كافة المخزونات من المواد والمعدات الكيماوية بحلول 30 يونيو (حزيران) وفقا للجدول الزمني. وأوضح المسؤولون أن الوقت ينفد أمام دمشق للوفاء بالتزاماتها. وكانت المنظمة الدولية قد أعلنت تدمير المواد الأكثر سمية وخطورة لدى سوريا، وأشارت إلى تدمير أكثر من نصف المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية الذي يصل إلى 1300 طن متري.