الشقاق يتسع بين النظام السوري وقنوات البث «الصديقة»

بثينة شعبان: إذا تباينت المصالح مع حلفائنا فسنمضي في طريقنا

TT

بعد تفاعل مسألة قرار النظام السوري منع قناتي (المنار) و(الميادين) اللبنانيتين الحليفتين للنظام من البث المباشر من سوريا إلا بإذن رسمي، كشفت مستشارة الرئاسة السورية للشؤون الإعلامية بثينة شعبان أن وزارة الإعلام السورية «اتخذت بعض الإجراءات» في حق وسائل إعلام وصفتها بالـ«صديقة»، والتي بثت مقابلات وتقارير تشير إلى دور رئيس لدول وأحزاب في «صمود» النظام السوري.

وجاء هذا الإعلان بشكل غير رسمي، في وقت كثر فيه الحديث عن استياء في الأوساط الإعلامية الرسمية السورية من تغطيات قناتي «الميادين» و«المنار» التابعتين لحزب الله. وكتبت شعبان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تقول إن «بعض المحطات الصديقة أقدمت في الآونة الأخيرة على بث مقابلات وتقارير توحي نوعا ما بأن سوريا ودولتها لم تكن لتصمد لولا دعم فلان وفلان من الدول والأحزاب، وهذا أمر مرفوض. سوريا صمدت بشعبها الذي قدم إلى الآن أكثر من ربع مليون شهيد».

وأضافت شعبان أن «وزارة الإعلام في الدولة السورية اتخذت بعض الإجراءات المبنية على توجهات الدولة التي أسست العلاقات بين سوريا وغيرها على أساس الاحترام المتبادل». وأكدت أن موقف الدولة السورية «كان ولا يزال ثابتا، لن نركع لأي ضغوط وسنمضي في طريق القضاء على الإرهاب. وإذا علمنا أن في تحالفنا مع أي دولة وأي حزب مصلحة لسوريا فسنفعل. علاقتنا مع حزب الله متجذرة وعلاقتنا مع إيران كذلك وعلاقتنا مع روسيا علاقة صداقة ومصالح مشتركة. لكن عندما تتباين المصالح سنمضي في طريق مصلحة شعبنا ولن نكون تابعين لأي أحد».

وكانت وسائل إعلام سورية وصفحات موالية للنظام انتقدت سماح السلطات السورية لقناتي «المنار» و«الميادين» بالانفراد بسبق نقل أخبار الأحداث الجارية في سوريا، وقبل وسائل الإعلام الرسمية، المفترض أن تكون مصدرا للأخبار السورية الرسمية.

ويشار إلى أن تنظيم الرحلات الإعلامية إلى مواقع المعارك والمناطق الساخنة لم يعد من ضمن صلاحيات وزارة الإعلام، ولكنه منذ اندلاع الأحداث الدامية في يد الجيش والقوات المسلحة، حيث تتولى إدارة التوجيه المعنوي مهمة دعوة الإعلاميين ونقلهم إلى موقع الحدث. مما أدى في بعض الأحيان إلى تضارب الصلاحيات بين ثلاث جهات مسؤولة عن حركة الإعلاميين في البلاد، وزارة الإعلام ومكتب رئاسة الجمهورية والتوجيه المعنوي، بالإضافة لتدخل الأجهزة الأمنية. وهو ما كان على الدوام يربك العملية الإعلامية في سوريا، ومما دفع صحيفة «الأخبار» اللبنانية، المقربة من حزب الله إلى نشر افتتاحية مطلع الشهر الحالي وجهت فيها انتقادا لاذعا للمسؤولين عن الإعلام في سوريا.

وقالت الصحيفة: «ما يكسر الظهر، هو ما حصل قبل أيام، عندما قرر أحد ما، معلوم الاسم والإقامة والموقع، أن الإدارة الإعلامية للمعركة في وجه العصابات المسلحة، لا تكون إلا كما يرى هو. وأن كل محاولة لتظهير المعركة بغير ما يطابق صورة الإعلام الرسمي، سيجري التعامل معها على أساس أنها اعتداء على السيادة في سوريا. وما لبث القرار أن ترجم إقصاء لوسائل إعلامية من بينها «الميادين» و«المنار» تقود من مواقع متواضعة ماديا وتقنيا، أقسى معركة مع طواحين إمبراطوريات الإعلام المعادي لسوريا، ونجحت في تحطيم كذبة إعلام القتلة ومموليهم. لكن يبدو أن في دمشق، وفي موقع القرار، من لديه رأي آخر. وهو طبعا حر في رأيه».

وتداولت مواقع إلكترونية أنباء عن قرار قناة «الميادين»، والتي كانت أول من روج قصص جهاد النكاح في سوريا، بتقليص تغطيتها الإخبارية في سوريا بعد قرار وزارة الإعلام السوري وقف البث المباشر للقناة من مناطق المعارك إلا بإذن رسمي. وأضافت أن القرار شمل أيضا قناة «المنار»، التي استضافت الأسبوع الماضي وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، الذي قال إن «المسألة تنظيمية بحتة»، بعد تعبيره عن الاحترام لقناة «المنار»: «لأنها قناة مقاومة، وكذلك قناة (الميادين) لأنها قناة قومية».