الأمين العام للأمم المتحدة يوصي في تقرير جديد بتمديد مهمة «مينورسو» في الصحراء

TT

عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من انتشار الإحباط والشعور بالخيبة وسط الصحراويين، خصوصا الشباب المقيمين في معسكرات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب شرقي الجزائر). وأشار كي مون في تقرير جديد حول الوضع في الصحراء، صدر أول من أمس، إلى القلق المتزايد من تنامي نشاط الجماعات المسلحة في معسكرات اللاجئين الصحراويين، خاصة في مجال تجنيد الشباب والحصول على أسلحة قصد إرسالهم لتعزيز الجماعات الإرهابية في المناطق المجاورة، في إشارة إلى منطقة الساحل وشمال مالي. كما عبر التقرير عن القلق من ارتفاع مستويات الإجرام والتشدد التي جرى رصدها في معسكرات تندوف.

وأوصى كي مون في تقريره، الذي سيطرحه للمناقشة في مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة، بتمديد مهمة المينورسو (بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء) سنة إضافية إلى غاية 30 أبريل (نيسان) 2015. وكانت البعثة قد تشكلت في سنة 1991 بمقتضى قرار لمجلس الأمن بهدف مراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على تنظيم استفتاء في الصحراء. وثمن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المجهودات التي بدلها المغرب للنهوض بحقوق الإنسان في المغرب وفي المحافظات الصحراوية، مبرزا على الخصوص الجهود التي يبذلها من أجل تعزيز المؤسسات الوطنية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان وفروعه الجهوية بكل من العيون والداخلة، إضافة إلى إصلاح القضاء العسكري. وأشاد كي مون بتعاون المغرب مع مهمات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وتسهيل زيارات بعثاته إلى المغرب، مذكرا على الخصوص بالزيارة التي قامت بها المقررة الخاصة حول الاتجار في البشر التي أعربت عن «تقديرها للمحادثات الصريحة والمفتوحة التي أجرتها مع السلطات والمجتمع المدني على حد سواء»، مسجلة «إرادة السلطات مأسسة الممارسات الجيدة».

كما ذكَّر التقرير بزيارة مجموعة العمل حول الاعتقالات التعسفية التي «استفادت من التعاون الكامل للسلطات المغربية».

ويذكر أن المغرب يترقب زيارة رسمية لنافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، في مايو (أيار) المقبل، إضافة إلى توجيهه الدعوة لأربعة مقررين خاصين لحقوق الإنسان لزيارة المحافظات الصحراوية خلال سنتي 2014 و2015. كما أشاد كي مون بالعدد المتزايد للوفود البرلمانية الأجنبية والهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والصحافيين الذين يزورون المحافظات الصحراوية، والانفتاح الكبير للسلطات المغربية حيال هذه الزيارات الدولية.

وأشار التقرير كذلك إلى المجهود الكبير الذي بذله المغرب في الاستثمار في البنيات التحتية والقطاعات الاجتماعية والثقافية، وتوفير بيئة سلمية للعيش في المحافظات الصحراوية. وأشاد بالتقرير الذي قدمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول النموذج التنموي الجديد في الصحراء، والذي يندرج في إطار تطبيق المغرب للجهوية المتقدمة.

وأشار كي مون في تقريره إلى الجهود التي يبذلها مبعوثه الشخصي للصحراء، كريستوفر روس، وجدد دعوته إلى كل أطراف النزاع للتحلي بالمرونة وروح الإبداع والابتكار قصد التوصل إلى حل متوافق عليه.