آشتون تؤكد دعمها لـ«خارطة المستقبل» وتستبعد سعي السيسي للسلطة

زحام المرور منع الممثلة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي من مقابلة صباحي

كاثرين اشتون ووزير الخارجية نبيل فهمي خلال اجتماع عقد في مقر وزارة الخارجية المصرية (أ.ف.ب)
TT

أعربت كاثرين آشتون الممثلة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في ختام زيارتها للقاهرة أمس، عن دعمها لخارطة المستقبل، والتي تجري بمقتضاها الانتخابات الرئاسية يومي 26 و27 مايو (أيار) المقبل. وبينما حال الزحام المروري، دون لقاء آشتون بالمرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي، وفقا لما ذكرته متحدثة حملته لـ«الشرق الأوسط»، التقت منافسه عبد الفتاح السيسي، وقالت له إن «الاتحاد الأوروبي سيتابع العملية الانتخابية بكل اهتمام، ونحن نعلم أن ترشحكم للرئاسة ليس سعيا للسلطة وإنما شعور بالمسؤولية».

وغادرت آشتون القاهرة أمس بعد زيارة لمصر استغرقت يومين التقت خلالها عددا من المسؤولين لمتابعة إجراءات انتخابات الرئاسة، على رأسهم المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، ونبيل فهمي وزير الخارجية.

وخلال لقائها عمرو موسى، رئيس لجنة تعديل الدستور، أكدت آشتون أن الاتحاد الأوروبي يدعم مصر في الخطوات التي تتخذها لتطبيق خارطة المستقبل، وأن أوروبا لديها من الخبرات المتراكمة والخبراء ممن يستطيعون تقديم العون المعرفي والتقني لمصر في كافة المجالات.

ووفقا لبيان أصدره مكتب موسى أمس، قالت آشتون إنها ترى أن مصر تستعيد توازنها، وإنها ترى أن مجموعة العمل الاستثمارية المصرية الأوروبية سوف تعود لعملها، لأن المستثمرين يريدون العودة للسوق المصرية بالأساس، ولأن الجميع يتطلع إلى مصر المستقبل ويريد أن يتفاعل معها.

وشددت على أن مصر لا تقف وحدها في مواجهة الإرهاب، وأنها لا تبدي قلقا من تأثير الإرهاب على العملية الانتخابية، فمصر تستطيع تنظيم انتخاباتها بنجاح تام وشفافية، وهو ما يطمئن إليه الأوروبيون ويشاركون فيه بإرسال وفد من الملاحظين الدوليين للانتخابات.

ومن جانبه، أكد موسى أن مصر جادة جدا في طريقها للإصلاح، وأن الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي هي ملفات بدأ تقويمها بالفعل بإقرار الدستور الذي تشكل مواده العمود الفقري لمنظومة تشريعية وإدارية منضبطة تتخطى الفساد والترهل لتلحق بركب العصر، مضيفا أن أكثر ما تحتاجه مصر من الاتحاد الأوروبي هو الخبرة الاقتصادية والإدارية والتي ظهر أثرها في عملية التقدم والإصلاح التي استفاد منها عدد من الدول الأعضاء وغير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

كما التقت آشتون المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية. وقال بيان لحملة وزير الدفاع السابق، إن السيسي شدد على العلاقات الاستراتيجية القوية التي تربط مصر والاتحاد الأوروبي. قائلا: «نطالب الاتحاد الأوروبي بضرورة تفهم طبيعة الواقع المصري في هذه المرحلة الهامة من تاريخ المصريين، ولا بد للمجتمع الغربي أن يعلم أن المرحلة القادمة سوف تشهد صيانة للحريات والحقوق».

وأكد السيسي أن «حملته الانتخابية لن تكون حملة تقليدية، وأن ترشحه للرئاسة تجاوب مع إرادة الشعب.. وأن رؤيته للمستقبل تستهدف المواطن المصري البسيط»، مشيرا إلى أنه يأمل أن تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة نموذجا يحظى باحترام الشعب المصري والمجتمع الدولي.

من جانبها، قالت آشتون إن «الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم مصر»، ووفقا لبيان حملة السيسي فإنها وجهت حديثها للمشير قائلة: «نعلم صعوبة اتخاذك قرار الترشح لرئاسة الجمهورية، لكنه قرار شجاع وصعب في ظل التحديات التي تواجه مصر خلال المرحلة الراهنة». وتابعت «الاتحاد الأوروبي سيتابع العملية الانتخابية بكل اهتمام، ونحن نعلم أن ترشحكم للرئاسة ليس سعيا للسلطة وإنما شعور بالمسؤولية، وهذا دائما ما يصنع نماذج سياسية أفضل للشعوب». ويستعد السيسي خلال الأيام القليلة المقبلة للتقدم بأوراق ترشحه للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، بعدما أوشك على تحقيق كل الشروط المطلوبة للترشح. وقالت مصادر بحملته في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» إن توكيلات تأييد المواطنين التي جرى جمعها، تقدر بمئات الآلاف، رغم حاجته لـ25 ألفا فقط.

في المقابل، قالت هبة ياسين، المتحدثة باسم حملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «كان من المقرر أن يلتقي صباحي آشتون مساء الخميس إلا أن آشتون لم تتمكن من اللحاق بموعدها المحدد مسبقا بسبب الزحام المروري، فحاولت تأخير الموعد، غير أن حرص صباحي على موعده بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) حال دون لقاء آشتون».

ومن جهتها، أعربت آشتون عن أسفها لعدم مقابلة صباحي كما كان مخططا لعدم تمكنه من توفيق مواعيده لهذا اللقاء. وقال مصدر مسؤول بسفارة الاتحاد الأوروبي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن «آشتون تأمل أن تلتقي صباحي في المستقبل القريب»، نافيا أن تكون هناك أي أسباب أمنية وراء عدم إتمام الزيارة. وكانت حملة صباحي قد أقامت أمس حفلا بمقرها المركزي بالقاهرة، لاستقبال مسؤولي الحملة بالمحافظات ومندوبيها، وكل من قام من المواطنين بتحرير توكيلات تأييد صباحي، لجمعها وفرزها. وقالت هبة ياسين، إن الحملة أوشكت على الانتهاء من اكتمال التوكيلات المطلوبة بجميع المحافظات، لكنها رفضت إعطاء أي أرقام تقريبية حول أعداد التوكيلات، مؤكدة أنه جاري حصرها.

وإلى جانب السيسي وصباحي، يسعى مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، إلى الترشح في الانتخابات، الذي اعتبر في تصريحات إعلامية أنه «الأوفر حظًا للفوز برئاسة مصر، وأنه رغم شعبية السيسي فإنه يمتلك شعبية كبيرة تؤهله للفوز بالمنصب الرفيع».