عناصر تابعة للإخوان تكثف هجماتها على قوات الجيش والشرطة

مقتل ثلاثة من أنصار الجماعة في مواجهات مع الأمن.. والمتحدث العسكري يعلن تصفية قيادي تكفيري في سيناء

العقيد أحمد محمد علي
TT

لقي ثلاثة من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في مصر مصرعهم خلال مواجهات مع قوات الأمن، بينما أعلن الجيش مقتل قيادي إسلامي متشدد في سيناء، في يوم جمعة دام، صعّدت خلاله جماعة الإخوان من تحركاتها الميدانية في مسعى، على ما يبدو، لكسب أرض جديدة في صراعها مع السلطات المؤقتة في البلاد، بعد أن فقدت تعاطف قوى غربية مع خطابها السياسي.

وقالت مصادر أمنية إن قتيلين سقطا أمس خلال تبادل لإطلاق النار بين قوات للشرطة وأعضاء في جماعة الإخوان بمحافظة الغربية (غرب القاهرة)، حاولا إضرام النار في نقطة مرور تقع على طريق يربط بين مدينتي المحلة الكبرى وطنطا، لافتة إلى أن القتيلين ينتميان إلى الجماعة التي صدر بحقها أول من أمس قرار حكومي بتطبيق عقوبات جريمة الإرهاب على أعضائها تنفيذا لحكم قضائي.

وأضافت المصادر الأمنية أن «ستة من أعضاء جماعة الإخوان يستقلون ثلاث دراجات نارية حاولوا إشعال النيران في نقطة المرور، لكن دورية أمنية متمركزة بالمنطقة تصدت للهجوم، وتمكنت قوات الأمن بالغربية من إلقاء القبض على اثنين من المهاجمين، بينما لا يزال البحث جاريا عن اثنين آخرين».

وكثفت عناصر إسلامية متشددة من هجماتها على قوات الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو (تموز) الماضي، وانتقلت تلك الهجمات التي تركزت في بدايتها في سيناء إلى وادي النيل.

وتقول السلطات في مصر إن تنظيمات عنقودية تابعة لجماعة الإخوان تقف خلف عمليات استهداف ضباط وأفراد الشرطة. وترفض جماعة الإخوان هذه الاتهامات وتقول إن فعالياتها الاحتجاجية سلمية.

بينما قال مصدر إخواني إن متظاهرا قتل أمس خلال اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الجماعة في منطقة العوايد بالإسكندرية، صعّدت جماعة الإخوان من مظاهراتها في عدة محافظات أمس.

واتسعت رقعة الاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان التي تركزت خلال الأسابيع الماضية في القاهرة، وشهدت محافظتا الإسكندرية والفيوم (جنوب غربي القاهرة) اشتباكات عنيفة أمس.

ودشنت جماعة الإخوان وتحالف إسلامي داعم لها أسبوعا احتجاجيا جديدا تحت شعار «الانقلاب أصل الخراب». ويتظاهر أنصار الجماعة بشكل شبه يومي منذ عزل مرسي الصيف الماضي.

وقال مصدر إخواني في محافظة الإسكندرية إن قوات الأمن أطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش على مسيرة لأعضاء الجماعة في منطقة العوايد، مما أسفر عن سقوط قتيل يدعى عبد الحكيم الزمزمي (50 سنة).

وفي مدينة الفيوم، قالت مصادر طبية إن مستشفيات بالمدينة استقبلت ثماني إصابات بطلقات الخرطوش بينهم شرطي، بينما قالت مصادر إخوانية إن عشرات الجرحى سقطوا في تلك الاشتباكات.

وقال مصدر أمني بالفيوم إن «قوات الأمن ألقت القبض على خمسة من أنصار جماعة الإخوان بينهم متظاهر ضبط وبحوزته فرد خرطوش محلي الصنع، خلال المظاهرات التي انطلقت من ثلاثة مساجد بمدينة الفيوم عقب صلاة الجمعة».

وفي العاصمة القاهرة، تجددت الاشتباكات الأسبوعية في المناطق الساخنة شمال القاهرة في عين شمس ومحيطها، وقال شهود عيان إن قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، بينما سمع دوي إطلاق للنار غير معروف المصدر.

وقال التحالف الوطني لدعم الشرعية الداعم لجماعة الإخوان في بيان له أمس إن ما يصفونهم بـ«الانقلابيين»، «منعوا الحقوق عن الجماهير الكادحة المقهورة المستضعفة، وبات فقرنا وإهدار كرامتنا وإرادتنا هدفا لهم لتشييد إمبراطورياتهم الفاسدة وإرضاء سادتهم في الخارج، إقليميا ودوليا، المعادين للديمقراطية الخائفين من ثورات الربيع العربي».

وقال مراقبون إن محاولة جماعة الإخوان والقوى المتحالفة معها، استخدام الأزمات اليومية للمصريين، كأزمة انقطاع الكهرباء وزيادة الأسعار، لكسب أنصار جدد، تشكك في دعاوى سبق أن أطلقوها بسعي السلطات لإفشال مرسي الذي عانت حكومته من أزمات مماثلة العام الماضي.

وبدا لافتا هجوم جماعة الإخوان على قوى دولية بعد أن بدأ يتشكل موقف دولي جديد أكثر انفتاحا على السلطات الحالية. وتجاهلت كاثرين آشتون الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي زيارة قادة الجماعة في الداخل. ودعا قيادي في التحالف الداعم للإخوان أمس إلى حرق علم الاتحاد الأوروبي خلال مظاهرات أنصار الجماعة أمس، ردا على موقف الدبلوماسية الأوروبية التي زارت القاهرة قبل يومين.

وكانت آشتون المبعوث الغربي الوحيد الذي زار مرسي في مكان احتجازه قبل إحالته للقضاء، ووضعه داخل سجن برج العرب في الإسكندرية، كما حرصت خلال زياراتها السابقة على التواصل مع قيادات الإخوان في الداخل.

وفي غضون ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي، إن قوات خاصة من الجيش تمكنت صباح أمس (الجمعة) من استهداف القيادي الإسلامي المتشدد نور الحامدين.

وأضاف علي أن دورية للجيش حاولت توقيف القيادي التكفيري على طريق يؤدي إلى قرية التومة بشمال سيناء، لكنه رفض الامتثال للأوامر، وتبادل إطلاق النار مع القوات التي حاصرته، وصفّته خلال العملية، لافتا إلى أن نور الحامدين أحد أبرز العناصر التكفيرية الخطرة بمنطقة الشيخ زويد، وتربطه صلة نسب بالقيادي التكفيري أبو منير الذي جرى تصفيته في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.