كتائب المعارضة السورية تسعى للسيطرة على أقوى فرع أمني في حلب

عرف بقسوته في تعذيب المعتقلين.. ويتولى حمايته لواء «القدس» الفلسطيني

عناصر من المعارضة السورية خلال الاشتباكات الجارية مع القوات النظامية في مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

تسعى كتائب المعارضة في حلب للسيطرة على فرع المخابرات الجوية، الذي كان يعد من أقسى الفروع الأمنية في تعامله مع المعتقلين في مرحلة المظاهرات، ليتحول حاليا إلى مقر للواء «القدس» الفلسطيني الموالي للنظام، حسبما يؤكد ناشطون معارضون. وتشهد المنطقة المحيطة بالفرع معارك عنيفة في الفترة الأخيرة.

وأعلنت «الغرفة المشتركة لأهل الشام»، التي تضم «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين»، قبل يومين، عن إطلاق معركة جديدة سميت «بتر الكافرين»، تهدف للسيطرة على فرع المخابرات الجوية الواقع في حي جمعية الزهراء. وبعد ساعات من إعلان المعركة، أحرزت كتائب المعارضة تقدما ملحوظا نحو مبان محيطة بفرع المخابرات، واستطاعت السيطرة على عدد منها، ومن أبرزها مبنيا الهلال الأحمر والخدمات الفنية الملاصقان للفرع.

ويؤكد الناشط الميداني في حلب منذر صلال لـ«الشرق الأوسط» أن «سيطرة المعارضة على الفرع ستضمن فرض حصار على القوات النظامية التي تتحصن في أكاديمية الأسد»، مشيرا إلى أن هذه المعركة تجري بالتزامن مع ثلاثة محاور، الأكاديمية العسكرية والراموسة والشيخ نجار. ويوضح صلال أن «فرع المخابرات الجوية لعب دورا كبيرا خلال فترة المظاهرات بقمع الناشطين، وجرى قتل الكثير منهم تحت التعذيب في السجون»، واصفا الفرع بأنه «الأشد قسوة وعنفا من بين الفروع الأمنية»، مؤكدا أن الشخص الذي يعتقل فيه إما أن يخرج جثة هامدة، أو مصابا بإعاقة جسدية نتيجة التعذيب الشديد الذي يمارس عليه. وأضاف: «لقد أشرف هذا الفرع على تأسيس شبكات من الشبيحة في مدينة حلب هدفها قمع المظاهرات التي انطلقت في بداية الثورة».

ومع انتقال الحراك الشعبي إلى العسكرة وتشكيل كتائب معارضة مسلحة في حلب «تحول الفرع إلى ثكنة عسكرية»، بحسب ما يؤكد صلال، مشيرا إلى أنه «نتيجة الخسائر التي تكبدتها القوات النظامية في معارك حلب استعان النظام بلواء القدس الفلسطيني خلال الفترة الماضية لتأمين حماية الفرع، حتى بات هذا اللواء يسيطر بشكل كامل عليه».

ويضم لواء القدس عناصر فلسطينية موالية للنظام السوري جرى تجنيدها من مخيم «النيرب» للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب، وبحسب مصادر المعارضة فإن «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» بقيادة أحمد جبريل هي التي تشرف على هذا اللواء وتقوم بتمويله.

ويبلغ عدد موظفي الفرع نحو 200 موظف يتوزعون بين ضابط وصف ضابط. ويترأس الفرع اللواء محمد أديب، وبحسب مصادر المعارضة فإن الأخير «مسؤول عن توجيه الطائرات المروحية لقصف الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام في حلب». وتوضح المصادر ذاتها أنه «يعمل بطريقة أمنية محكمة على اختراق كتائب المعارضة، لا سيما الإسلامية منها، وتجنيد عملاء في صفوفها لرصد تحركاتها الميدانية وكشفها لسلاح الطيران».

ورغم الانشقاقات الكبيرة في صفوف أجهزة النظام العسكرية والأمنية، فإن أربعة عناصر فقط انشقوا من فرع المخابرات الجوية. وفي حين جرى تصفية أحد هؤلاء العناصر في قرية «عندان» بريف حلب من قبل القوات النظامية، اعتقل عنصر ثان في دمشق. وإذا ما نجحت كتائب المعارضة في اقتحام هذا الفرع، فإن ذلك يعني تلقي القوات النظامية أكبر ضربة في حلب المدينة، بسبب أهمية الفرع ودقة المهام التي يمارسها.