سبع سهرات في «ليالي العزف المنفرد» بمدينة سوسة التونسية

موسيقى كلاسيكية وجاز وعشرات العازفين يحيون حفلاتهم على آلات شرقية

الفرنسي روني غارسيا فونس على آلة «الكنترباص»
TT

تفسح «ليالي العزف المنفرد» بسوسة في دورتها الـ12 التي بدأت مساء أمس الجمعة، المجال واسعا أمام المبدعين القادمين من شتى أنحاء العالم لعرض مواهبهم في العزف على آلات موسيقية، بعضها شرقي النغمات، والبعض الآخر يأخذ من كل شيء بطرف.

الدورة الجديدة انطلقت فعالياتها بسهرة الافتتاح التي أحياها عازف الكمان التونسي بشير السالمي وعازف القانون المصري ماجد سرور في أجواء إبداعية قلما تجد لها مثيلا بين صخب الآلات الموسيقية الحديثة. وتتواصل فعاليات ليالي العزف المنفرد للسنة الثانية عشرة على التوالي ولم تتوقف مثل بقية المهرجانات والتظاهرات الثقافية خلال السنوات التي تلت ثورة 2011.

عن ليالي العزف المنفرد التي تتواصل بسوسة إلى غاية يوم السبت 19 أبريل (نيسان) الجاري، قال الشاذلي العزابو المشرف على القطاع الثقافي في سوسة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن العروض لا محالة مميزة في إحدى التظاهرات الثقافية المختصة، فهي تعتمد على عدة أسماء بارعة في مجال العزف، وهي غنية عن التعريف وتجذب متابعين من نوع خاص. وأضاف أن المسرح البلدي بسوسة الذي يتسع خلال السهرات السبع المبرمجة لقرابة ألف متفرج، غالبا ما يكون ممتلئا بمتابعي هذه التظاهرة الفريدة من نوعها في تونس. وقال إن ليالي العزف المنفرد بسوسة دأبت على استضافة نخبة مميزة من ألمع نجوم العزف عربيا وعالميا، والعازفون في غنى عن أي تعريف.

وبشأن تكلفة هذه التظاهرة والصعوبات المفترضة في تغطية مصاريف السهرات الموسيقية، قال العزابو في حديثه إن الميزانية لا تتجاوز حدود 80 ألف دينار تونسي (نحو 53 ألف دولار) وهي ميزانية كافية لتأمين مختلف النفقات، على حد تعبيره.

وأشار إلى اعتماد هيئة هذه التظاهرة الثقافية على مجموعة من عروض التبادل الثقافي على غرار عرض الإيراني مجيد ناظم بور على العود و«السيتار»، وعرض الأذربيجاني فخر الدين قافاروف على آلة «التار»، وعرض الفرنسي روني غارسيا فونس على آلة «الكنترباص»، بالإضافة لعرضين للموسيقى الكلاسيكية والجاز.

ويتضمن برنامج التظاهرة كذلك عددا من الورشات المختصة تلتئم يوميا بالمعهد العالي للموسيقى في سوسة ويؤطرها ضيوف المدينة من كبار العازفين لفائدة طلبة الموسيقى في المعهد.

برنامج هذه الدورة يقدم مشاركات مقبلة على مدينة سوسة (وسط شرق تونس) من عدة دول على غرار مصر ولبنان وإيران والبرازيل وكوبا وبلغاريا والولايات المتحدة الأميركية وأذربيجان وفرنسا، فضلا عن تونس البلد المنظم.

وفي هذه الليالي تختلط نفحات موسيقى شرق آسيا مع عروض الموسيقى الكلاسيكية والغناء الأوبرالي وعزف البيانو لتضاف إلى تقاسيم العود الشرقي ونغمات آلة الكمنجة والقانون ليكون الاختتام بعزف منفرد على آلة الناي للتونسي نوفل المانع واللبناني شربل روحانا على آلة العود.